EN 
تطورت مصر كثيرًا علي مر التاريخ من مرحلة تمتلئ بالفن والجمال تتمثل في عدة عصور متتالية من عصر فرعوني لا مثيل له يتميز بالعبقرية في التصميم والروعة في التنفيذ، وعصر قبطي ذو بصمة مميزة وجمال مختلف ، وعصر إسلامي يحمل كل معاني الرقي والدقة، ثم جاء العصر العثماني ليضع اللمسات الأخيرة للفن بمصر مرحلة انتهت بقدوم العصر الحديث الذي تحول فيه المعمار إلي بلوكات لا معني لها ولا تنتمي لأي مدرسة فنية ، معمار مجرد من الجمال .. فهل يمكن أن تعود مصر إلي العصور المبهجة الجميلة التي تحمل لمسات جمالية يأتي من أجلها ملايين البشر من مختلف الدول علي مستوي العالم لرؤية جودة وجمال الفن والمعمار الذي أصبح تراثًا رائعًا ومصدرًا لموارد الوطن تحت مسمي السياحة التاريخية؟
هل من الممكن أن يتحول المعمار الحديث إلي معمار ذو مذهب فني متميز، ذو طابع مختلف يمثل الحضارة الحديثة علي أيدي الفنانين التشكيليين المعاصرين؟
هل من الممكن أن يُلْزِم قانون البناء الجديد كل من يشرع في بناء مبني سكني كان أو إداري أو أيًا كان نوع نشاطه أن يلتزم بالأسس الجمالية المختلفة والتي تمثل إحدي مدارس الفن والعمارة لتحويل المشهد العام للمعمار إلي حضارة فنية حديثة تحمل عبق التاريخ أو آفاق المستقبل المشرق؟
هذا هو كل ما أتمني أن أراه علي أرض مصرنا الحبيبة ، أن يتحول الفن إلي جزء لا يتجزأ من أصل الحياة اليومية متمثلًا في كل ما هو حولنا من أدوات أو معمار حتي نستطيع أن نزرع مفهوم الفن في قلوب كل من يقطن أرض هذا الوطن الكريم.
كل ما أتمناه أن نصنع حضارة حديثة ذات طابع مميز تتحاكي عنه الأجيال القادمة ويذكره التاريخ بكل فخر واعتزاز كما ذكر من قبل من سبقونا بالحياة علي هذه الأرض المباركة الطيبة.
إذا نطقت الشوارع لتحدثت بما فعله بها البشر ولشهدت علي عصور من الإزدهار والجمال وعصور من القبح والبؤس ، فهل يمكن أن نغير هذا الواقع الأليم، ونعيد نهضة مصر بشكل جمالي محترف؟ هل هي أحلام قابلة للتحقيق أم أنني أحيا في اللا لا لاند؟
