الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نصف تريليون دولار تحت تهديد جاستا


في عهد أوباما .. اصدر الكونجرس الأمريكي قانون جاستا.. الذى أتاح تجميد الأموال السعودية في البنوك الامريكية، كانت أمريكا وقتها تتعامل بمنطق الترهيب الذى بدأ مع الاتفاق النووي الايران .. وفى عهد ترامب .. حصلت واشنطن على نصف تريليون بمنطق الترغيب.
 
وبالرغم من ان الاعلام صور لنا أنها قمة استثنائية .. إلا أنها ليست القمة الخليجية الامريكية الأولى، اجتمع القادة الخليجيون مع أوباما فى السابق مرتين وليس مرة واحدة، ولم يحدث جديد لا على صعيد الاستراتيجية الامريكية ولا على صعيد الاتفاق النووى الايرانى، وفى كل قمة كان اوباما يردد أن الاتفاق النووي مع ايران ليس نهائيًا.

ترامب لم يقل شيئًا مختلفًا عن ما قاله اوباما، وقد كان اوباما قد أعلن عن مفهوم الشراكة المتساوية، الذى اسماه البعض عقيدة أوباما، والتى تقضى بأن امريكا لن تتحمل أعباء بالنيابة عن شركائها، وعلى كل من اعضاء حلف الناتو وكذلك الخليجيون، أن يقوموا بتحمل الجزء الاكبر من تكلفة الصراعات الاقليمية والدولية.

ترامب تحدث بصيغة أكثر وضوحًا، قائلًا .. على حلفاء أمريكا أن يدفعوا مقابل الحماية الامريكية، والمعني هنا .. أنه من غير المسموح لأى حليف ان يمتلك القوة لحماية نفسه، بل على الجميع ان يدفع لأمريكا لتقوم هى بالحماية.

هنا السؤال مهم .. هل ستكون صفقات السلاح الامريكي للخليج، هى صفقات لشراء الاسلحة لتكوين ما سمته واشنطن الناتو العربي الاسلامي، أم لدفع تكاليف العمليات العسكرية والأسلحة التى ستستخدمها واشنطن فى عملياتها العسكرية المتزايدة يوميًا فى سوريا والعراق وعملياتها الجيواستراتيجية في أفغانستان.
 
بالصفقات السعودية .. سينقذ ترامب نفسه محليًا.. إذ أن صفقات السلاح وصفقات شراء الطائرات البوينج سترضى مصالح المجمع الصناعي العسكري، وصفقة جنرال اليكتريك ستنعكس ارباحها على البنوك الأمريكية التى تمتلك الحصص الأكبر من ملكيتها.
 
صفقات أرامكو لشراء معامل تكرير ومنشأت نفطيه .. ستخدم رؤوس أموال مجموعات الطاقة .. التى حاربها أوباما سابقًا .. بالإضافة الى شراء السعودية لعدد من سندات الخزانة الأمريكية غير معلوم قيمتها حتى الان .. فماذا استفادت الدول الإسلامية في المقابل.

الخلاصة هنا ..
تدير أمريكا عملية تراجعها على المستوى الدولي منذ بداية سنوات أوباما الثماني، وحتى الأن ما زال السياق الأمريكي يشهد نفس الحالة، لذلك يشهد الداخل الأمريكي عملية هيكلة اقتصادية في اتجاه عودة الإنتاج وتطبيق القوانين الحمائية، و نخطئ إذا تصورنا أن ترامب جاء من خارج التصور الأمريكي أو الحالة الامريكية في إدارة التراجع التكتيكي على الميدان الاقتصادى والعسكري والاجتماعى الأمريكي.

التصور الأمريكي 2030 .. هو أن تصبح اكبر منتج للنفط في العالم وقد جاء في الخطة بالنص نها ستكون " سعودية القرن الحادى والعشرين" .. وها هي السعودية تلعب دورًا كبيرًا في خطة أمريكا للسنوات العشر القادمة .. ليس فقط على صعيد الاقتصاد المحلى الأمريكي، فأمريكا لها تصور واضح للشرق الأوسط سبق الإعلان عنه فيما سابقًا .. في مرحلة بوش الابن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط