«المقاطعة العربية» تقرب بين «أردوغان» وأمير قطر.. وأنقرة تمد الدوحة بالسلاح والغذاء لتخفيف الحصار.. وتنتقد العقوبات المفروضة

الدوحة:
القوات التركية "لمصلحة أمن المنطقة بأسرها"
وزير الخارجية القطري:
نرفض أي تدخلات بسياساتها الخارجية
أردوغان:
العقوبات المفروضة على قطر ليست صائبة
شهدت الأزمة المتصاعدة بين قطر من جهة والدول العربية في مقدمتها مصر و السعودية والإمارات من جهة أخري، تقاربا بين الدوحة وأنقرة بشكل غير مسبوق، فمع إعلان الدول المقاطعة لقطر دبلوماسيا اجراءات اقتصادية لحصار قطر، تدفقت البضائع التركية و الإيرانية على الدوحة فوراـ وكذلك أسرع البرلمان التركي بتمرير مشروع قانون نشر قوات مسلحة في قطر،كجزء من اتفاقية بين البلدين خاصة بإنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر، وهو مالاقي انتقادات من قبل الإمارات.
ودافع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، الخميس، عن استعانة بلاده بالقوات التركية القادمة لقطر وقال إنها "لمصلحة أمن المنطقة بأسرها"، وأضاف أنه "لا يتوقع أي تصعيد عسكري في ظل الأزمة الحالية"، وأن انتشار الجيش القطري لم يشهد أي تغيير ولم يتم تحريك أي قوات". وتابع بالقول إن "بلاده لا تتوقع أي تغير في مهمة القاعدة الأمريكية في قطر"، وذلك تعليقا على تصريحات لمصدر أمريكي لـقناة سي إن إن الأمريكية إن الولايات المتحدة "ترصد نشاطا عسكريا قطريا متزايدا"، وأضاف المصدر أن قطر وضعت قواتها "في أعلى درجات التأهب" وسط مخاوف من تدخل عسكري محتمل عبر حدودها الجنوبية مع المملكة العربية السعودية. وتابع المصدر بالقول إن الجيش القطري استدعى 16 دبابة طراز "ليوبارد" من مخازنها في الدوحة.
وذكر المصدر أن وزارة الدفاع القطرية بعثت رسالة إلى الحكومات السعودية والإماراتية والبحرينية، في 5 يونيو، حذرت فيها بأنها ستطلق النار على أي سفن تدخل مياهها من هذه الدول الثلاثة، وأكد المصدر تصريحات سابقة لمسؤولين أمريكيين بأن الوضع في قطر لم يؤثر على عمليات الجيش الأمريكي والأمن في قطر.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية القطري أن بلاده ترفض أي تدخلات بسياساتها الخارجية. وقال: "لسنا مستعدين للاستسلام ولن نتهاون في استقلال سياستنا الخارجية"، مضيفا أن "قطر لم تشهد من قبل مثل هذا العداء حتى من دولة معادية". واعتبر محمد بن عبدالرحمن أن "الخلاف بين قطر وبعض الدول العربية يهدد استقرار المنطقة بأسرها". وقال إن "الدبلوماسية لا تزال خيار الدوحة المفضل".
وعن تأثير القرارات السياسية والدبلوماسية على الجوانب الاقتصادية، قال وزير الخارجية القطري إن بلاده تحترم اتفاقيات الغاز الطبيعي المسال الموقعة مع الإمارات. وأضاف أن إيران أبدت استعدادها لتزويد قطر بمواد غذائية وستخصص ثلاثة من موانئها لقطر.
وبذلت أنقرة جهودا لاحتواء الأزمة حتى لا تصاب قطر بمزيد من الخسائر، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إنّ بلاده ترى أن العقوبات المفروضة على دولة قطر من قِبل بعض البلدان العربية ليست صائبة، وأوضح أردوغان في كلمة خلال مشاركته في مأدبة إفطار مع سفراء الدول الأجنبية بالعاصمة أنقرة، أنّ الأزمة الخليجية وقعت في فترة تحتاج فيها المنطقة إلى تضامن وتعاون أكثر من أي وقت مضى، وأنّ هذه الأزمة لا تصب في صالح أي بلد.
ودعا رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم أطراف الأزمة الخليجية إلى التهدئة، وأكد يلدريم، أن بلاده تبذل قصارى جهدها من أجل التوصل إلى حل للمشاكل عبر الحوار، وقال يلدريم إن تركيا تدعو الدول المعنية إلى التهدئة، وتبذل كل أشكال الجهود من أجل التوصل إلى حل للمشاكل عبر الحوار والتشاور والتأني، وأضاف، أن المنطقة لا تستطيع تحمل مشاكل جديدة وحالة عدم استقرار جديدة، وتابع أن الشيء المحزن هو حدوث تلك المشاكل في منطقة البلدان الإسلامية.
وأكد الدكتور ياسين اقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن بلاده لن تسمح بفرض العزلة على دولة قطر، وجاهزة لدعمها بكل ما تحتاجه، مشددًا على أن تركيا ترتبط بعلاقات قوية ووثيقة مع دولة قطر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال في حوار أثناء مناقشة البرلمان التركي مشروع قانون لتعزيز التعاون الأمني بين قطر وتركيا، إن القانون سيكون جاهزًا للتطبيق بعد إقراره بالبرلمان وسيكون رسالة قوية للعالم بأن تركيا ستواصل تعزيز علاقاتها مع قطر على أعلى المستويات وفي كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك التي من شأنها تحقيق مصالح الشعبين الصديقين.
وعلى المستوي الشعبي، دشن عدد من الأتراك حملة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تحت هاشتاج "قطر ليست وحدها"، ليصبح رقم واحد في تركيا في أقل من ثلاث ساعات، وحتى منتصف ليل الخميس بتوقيت تركيا، وعلى الرغم من أن الهاشتاج باللغة التركية إلا أن كثيرا من المغردين أبدوا دعمهم باللغتين العربية والانجليزية، ونفت معظم التغريدات صفة الإرهاب عن دولة قطر وأعربت عن دعمها.
ونظمت مجموعة من الناشطين العرب والأتراك يحملون اسم "مجموعة أصدقاء قطر"، تظاهرة ليلة الخميس في منقطة تقسيم بمدينة إسطنبول، دعما لدولة قطر جراء الأزمة الأخيرة في منطقة الخليج، وذلك تحت شعار "قطر ليست لوحدها"، وتجمع العشرات من الناشطين العرب والأتراك أمام ثانوية "غلطة سراي" في شارع "الإستقلال" بمنطقة "تقسيم"، قلب إسطنبول، رافعين لافتات وأعلام قطر وتركيا، داعين إلى تحكيم العقل لحل الأزمة بالحوار ومطالبين برفع الأيدي عن قطر والتوقف عن حصارها.