الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحة العالمية تحيي يوم 28 سبتمبر اليوم العالمي لداء الكلب

صدى البلد

تحيي منظمة الصحة العالمية يوم 28 سبتمبر الجاري اليوم العالمي لداء الكلب 2017 تحت شعار "داء الكلب: صفر بحلول عام 2030"، حيث يهدف الاحتفال هذا العام إلى دعم الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى وفيات البشر إلى صفر من داء الكلب الذي يتسبب فيه الكلاب بحلول عام 2030.

ويعد داء الكلب واحدا من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي عرفها الإنسان، فهو يقتل ضحاياه ممن لا يخضعون للقاح، بنسبة 100%. وعلى الرغم من توافر جميع الوسائل العلمية للقضاء على هذا المرض، إلا أنه ما يزال يسبب 69 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام، ما يعادل وفاة 189 شخصا يوميا.

وكان المؤتمر العالمي للقضاء على داء الكلب الذي عقد في عام 2015، حيث حددت منظمة الصحة العالمية (WHO)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب غاية عالمية تتمثل في تحقيق انعدام حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب لدى الإنسان بحلول عام 2030.

كانت منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ، قد أقرتا الاحتفال يوم 28 سبتمبر عام 2006 وذلك للتوعية بمسألة الوقاية من داء الكلب وإبراز التقدم المحرز في دحر هذا المرض المرعب. ويصادف يوم 28 سبتمبر تخليد ذكرى وفاة العلامة الفرنسي لويس باستور المتخصص في الكيمياء وعلم الاحياء الدقيقة، الذي طور أول لقاح مضاد للداء.

داء الكلب مرض فيروسي معد يسبب الوفاة بصورة شبه دائمة في أعقاب ظهور الأعراض السريرية. وتنتقل العدوى بفيروس داء الكلب إلى الإنسان عن طريق الكلاب الداجنة في نسبة تصل إلى 99% من الحالات إلا أن داء الكلب يمكن أن يصيب الحيوانات الداجنة والبرية على حد سواء. وينتشر داء الكلب لدى الإنسان بعد التعرض للعضّ أو الخدش عن طريق اللعاب عادة. وينتشر داء الكلب في جميع القارات باستثناء أنتاركتيكا ويسجَّل أكثر من 95% من حالات الوفاة البشرية في آسيا وأفريقيا.

ويعد داء الكلب من أمراض المناطق المدارية المهملة التي تصيب أساسًا الفئات السكانية الفقيرة والمستضعفة المقيمة في المناطق الريفية النائية. وتوجد لقاحات مناعية بشرية ناجعة مضادة لداء الكلب غير أنها لا تتوافر أو لا يتاح الحصول عليها بسهولة للأشخاص المحتاجين إليها. ونادرًا ما يبلغ عن حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب وغالبًا ما يكون الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة من ضحايا هذا المرض على الصعيد العالمي.

وإذ تبلغ تكلفة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب في المتوسط 40 دولارًا أمريكيًا في أفريقيا و49 دولارًا أمريكيًا في آسيا، يمكن أن يمثل علاج التعرض لداء الكلب عبئا ماليًا هائلًا تتحمله الأسر المتضررة التي يتراوح متوسط الدخل اليومي بين دولار واحد ودولارين أمريكيين للفرد تقريبًا. ويطعم أكثر من 15 مليون شخص في العالم سنويًا بعد التعرض لعضة. ومن المقدر أن يقي ذلك من مئات الآلاف من حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب كل سنة.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أعراض المرض ، حيث تتراوح فترة حضانة داء الكلب عادة بين شهر واحد و 3 أشهر لكنها قد تتراوح أيضًا بين أسبوع واحد وسنة واحدة حسب العوامل مثل موضع دخول الفيروس والعبء الفيروسي . وتشمل الأعراض الأولية لداء الكلب الحمى المصحوبة بألم وشعور غير عادي أو غير مبرر بالنخز أو الوخز أو الحرق في موضع الجرح.

وإذ ينتشر الفيروس في الجهاز العصبي المركزي ، ويظهر التهاب تدريجي ومميت في الدماغ والحبل النخاعي. ويظهر المرض في الشكلين التاليين: داء الكلب الهياجي الذي يبدي الأشخاص المصابون به علامات فرط النشاط وسلوكًا قابلًا للاستثارة ورهاب الماء (الخوف من المياه) إضافة إلى رهاب الهواء (الخوف من التيارات الهوائية أو الهواء الطلق) أحيانًا، وتحدث الوفاة نتيجة لتوقف قلبي وتنفسي بعد مضي بضعة أيام .

وداء الكلب الشللي الذي يمثل حوالي 30% من مجموع الحالات البشرية . ويتطور هذا الشكل لداء الكلب تطورًا أقل من حيث ملاحظته، وأطول أمدًا بصفة عامة من شكله الهياجي. وتصاب العضلات تدريجيًا بالشلل انطلاقًا من موضع العضة أو الخدش.

وتتطور ببطء حالة غيبوبة ويلقى المريض حتفه في نهاية المطاف. وكثيرًا ما يساء تشخيص الشكل الشللي لداء الكلب مما يسهم في نقص التبليغ عن المرض.

وعن كيفية تشخيص المرض ، يشير تقرير المنظمة إلي أن الأدوات التشخيصية الحالية غير ملائمة للكشف عن العدوى بداء الكلب قبل ظهور أعراض المرض السريرية وقد يصعب التشخيص السريري لداء الكلب ما لم توجد علامات رهاب الماء أو رهاب الهواء الخاصة بالداء. ويمكن تأكيد إصابة الإنسان بداء الكلب أثناء حياته وعقب مماته عن طريق مختلف تقنيات التشخيص التي تكشف عن الفيروسات ككل أو المستضدات الفيروسية أو الأحماض النووية الموجودة في الأنسجة المصابة بالعدوى (الدماغ أو الجلد أو البول أو اللعاب).

ويصاب الإنسان عادة بالعدوى بعد تعرضه لعضات أو خدوش عميقة من جانب حيوان مصاب بداء الكلب وتمثل حالات العدوى المنقولة من الكلاب المصابة بداء الكلب إلى الإنسان 99% من الحالات . وتتحمل أفريقيا وآسيا أكبر عبء لداء الكلب لدى الإنسان وتسجَّل فيهما 95% من حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب على نطاق العالم .وفي الأمريكتين، تعتبر الخفافيش الآن السبب الرئيسي لحالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب البشري إذ تم وقف معظم حالات العدوى المنقولة عن طريق الكلاب في هذا الإقليم.

ويمثل داء كلب الخفافيش أيضًا خطرًا مستجدًا يهدد الصحة العمومية في أستراليا وأوروبا الغربية. ومن النادر جدًا أن تسجل حالات الوفاة لدى الإنسان من جراء التعرض للثعالب وحيوانات الراكون والظرابين وبنات آوى والأنماس وغيرها من أنواع آكلات اللحوم البرية المضيفة وليست هناك حالات معروفة للعدوى بداء الكلب المنقولة عن طريق عضات القوارض.

ويمكن أن تنتقل العدوى أيضًا عندما تخالط مادة ملوثة أي اللعاب عادة مخالطة مباشرة الغشاء المخاطي البشري أو الجروح الجلدية الحديثة. وإن انتقال العدوى بين الأشخاص عن طريق العض أمر ممكن من الناحية النظرية غير أنه لم يؤكد قط. ونادرًا ما يصاب المرء بداء الكلب عن طريق استنشاق الرذاذ المحتوي على الفيروس أو زرع أعضاء ملوثة. ولم تؤكد قط حالات العدوى بداء الكلب من خلال استهلاك اللحم النيء أو الأنسجة الحيوانية لدى الإنسان.

وتشير احصائيات التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب لعام 2017، أن داء الكلب يقتل المصابين من البلدان النامية على وجه الحصر، بسبب افتقارها للرقابة الجيدة، ما يعني أنه ليس مرضا ذا أولوية بالنسبة للغرب، حيث تمكنت معظم الدول المتقدمة من القضاء على هذا المرض في الكلاب لديها.

وأثبتت العديد من التقارير أن الهند التي يعيش فيها خمس سكان العالم، تتصدر دول العالم من حيث الوفيات بسبب داء الكلب، إذ سجلت بمفردها 35 % من الوفيات البشرية بسبب المرض، بينما سجلت أفريقيا 36%.

وفي اليمن حذر أطباء من انتشار متسارع لداء الكلاب في العاصمة صنعاء بالتزامن مع تزايد الكلاب الضالة في الشوارع المصابة بالمرض، وتشير تقارير وزارة الصحة اليمنية أنه بعد انتشار الكوليرا، بدء ظهور فيروس داء الكلب ينتشر في كل أنجاء اليمن، وأشار الدكتور عبده صالح غراب مسؤول وحدة مكافحة داء الكلب بالمستشفى الجمهوري بصنعاء إن الوحدة تستقبل يوميًا مابين 30 إلى 40 حالة من أمانة العاصمة ومحافظات أخرى مجاورة لها. وبلغ عدد الحالات المقيدة في سجلات الوحدة خلال شهر يوليو الحالي فقط 248 حالة منها 16 حالة وفاة بداء الكلب للنصف الاول من العام الجاري 2017.

وفي ماليزيا ، أصيب أكثر من 200 شخص بعضات كلاب في ضاحية سيريان، وذلك وفقا لما رصده 11 فريقا نشرتهم الإدارة الصحية بولاية سراواك شمال شرق ماليزيا.

وقالت أمانة لجنة إدارة الكوارث في ماليزيا إنه جرى رصد الحالات في المناطق السكنية الكائنة على بعد 10 كيلومترات من 6 قرى أعلنت أنها مناطق مصابة بداء الكلب ، في حين تنشئ السلطات حاليا منطقة عازلة حول الأماكن المعلنة أنها مصابة بمرض داء الكلب لاحتواء الفيروس. وأضافت الأمانة في بيان لها إنه جرى تطعيم معظم الحالات، بينما تمكنت الفرق الطبية من التحدث إلى نحو 22 ألفا من سكان القرى الواقعة بمنطقة سيريان. وأشار البيان، إلى أن التطعيم شمل أكثر من 1500 من الحيوانات الأليفة من القطط والكلاب وحيوانات أخرى في 11 قرية. وتشير التقارير إلى أن الكلاب التي جرى تطعيمها في جميع الدول في أفريقيا وآسيا لا تزال أقل بكثير من النسبة المطلوبة للسيطرة على المرض.

وأظهرت الدراسات أن القضاء على داء الكلب سيكون مربحا باعتبار أن هذا المرض يسبب خسائر اقتصادية سنوية تقدر بـ 8.6 مليار دولار. وتبين التجارب أن القضاء على داء الكلب بسيط للغاية، إذ أن تطعيم 70% من الكلاب في المناطق التي يتواجد فيها داء الكلب يساهم في اختفاء المرض.

إن داء الكلب مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات. ويعتبر تطعيم الكلاب الاستراتيجية الأعلى مردودًا للوقاية من إصابة الناس بداء الكلب. ويحد تطعيم الكلاب من عدد حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب ومن الحاجة إلى العلاج الوقائي بعد التعرض للداء في إطار رعاية المرضى الذين يتعرضون لعضات الكلاب. وتوجد لقاحات مضادة لداء الكلب البشري من أجل استخدامها قبل التعرض للداء.

ويوصى باستخدام هذه اللقاحات لدى الأشخاص الذين يمارسون بعض المهن شديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء مثل العاملين في المختبرات الذين يناولون فيروسات حية من فيروسات داء الكلب والفيروسات المرتبطة بداء الكلب(الفيروسة الكلبية)؛ والأشخاص (مثل الأشخاص المعنيين بمكافحة الأمراض الحيوانية وبحراسة الأحراج) الذين قد تؤدي بهم أنشطتهم المهنية أو الشخصية إلى الاحتكاك المباشر بالخفافيش أو الحيوانات آكلات اللحوم أو غيرها من الثدييات التي يحتمل إصابتها بالعدوى.

ويوصى أيضًا بالتطعيم قبل التعرض لداء الكلب لدى المسافرين الذين يقصدون المناطق النائية الموبوءة بالداء ويعتزمون قضاء فترة طويلة في الخلاء لممارسة أنشطة مثل استكشاف الكهوف أو تسلق الجبال. وينبغي تمنيع المغتربين والأشخاص المسافرين لفترات طويلة الذين يقصدون المناطق الشديدة التعرض لخطر الإصابة بداء الكلب إذا كانت فرص الحصول على المنتجات البيولوجية المضادة لداء الكلب محدودة. وأخيرًا، ينبغي أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار تمنيع الأطفال الذين يقيمون في المناطق النائية الشديدة التعرض لخطر الإصابة بالداء أو يزورون هذه المناطق. فقد يتعرض هؤلاء الأطفال لعضات أكثر وخامة أو قد لا يبلغون عن هذه العضات عندما يلعبون مع الحيوانات.

أما العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب هو العلاج الفوري المتاح لشخص بعد تعرضه لداء الكلب بسبب عضة. ويقي هذا العلاج من دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي مما يسبب الموت الوشيك. ويتمثل العلاج عن طريق : الغسل الجيد والعلاج الموضعي للجرح في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للداء؛ إعطاء سلسلة من جرعات لقاح فاعل وناجع مضاد لداء الكلب يفي بمعايير المنظمة ؛ إعطاء الجلوبولين المناعي المضاد لداء الكلب في حال التوصية بذلك. وإن توفير علاج ناجع بعيد التعرض لداء الكلب أمر يسمح بالحيلولة دون ظهور الأعراض وحدوث الوفاة.

وتواصل المنظمة تعزيز الوقاية من داء الكلب البشري من خلال القضاء على داء الكلب لدى الكلاب واعتماد استراتيجيات الوقاية من عضات الكلاب والاستخدام الأوسع نطاقًا للعلاج الوقائي داخل الجلد بعد التعرض لداء الكلب مما يخفض حجم اللقاح القائم على مزرعة خلوية وتكلفته نتيجة لذلك بنسبة تتراوح بين 60% و80% .

ومنذ عام 2012، وهوتاريخ إنشاء المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)،تم إنشاء بنك لقاحات داء الكلب بمعونة مالية من قبل جهات دولية مانحة هي استراليا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا( حتى تاريخ أغسطس 2016).

ويؤمن هذا المصرف إنتاج وتسليم لقاحات عالية الجودة تتوافق مع المعايير الدولية لمنظمة صحة الحيوان. وتسلم اللقاحات عادة بسرعة وبأسعار رخيصة إذ يتوجب على الموزعين المحتملين للقاح أن يتنافسوا فيما بينهم للفوز بالتزام المشروع وفق مناقصة دولية.

وقد سلم البنك خلال 4 سنوات 12,5 مليون جرعة لقاح لأكثر من 22 دولة في القارتين آسيا وأفريقيا. كما ساهم البنك في استئصال هذا المرض من البلدان الأعضاء بتوفير لقاحات عالية الجودة وبسعر معقول وفي الوقت المناسب. وتلعب هذه اللقاحات دورًا محفزًا للقيام بعمليات التحصين الجماعية الضرورية لتنفيذ أية استراتيجية ناجحة لاستئصال داء الكلب.

ولما كان أكثر من 95% من الإصابات البشرية تحدث بسبب عضة كلب فليس علينا سوى تحصين 70% فقط من مجموع أعداد الكلاب في المناطق الشديدة الخطورة لتخفيض نسبة الإصابات هذه حتى الصفر تقريبًا. والواقع أن تحصين الكلاب المنتظم يعتبر اليوم أفضل طريقة لكسر دورة المرض والتوصل إلى استئصال نهائي لداء الكلب. وتجري بلدان مختارة في أفريقيا وآسيا بدعم من المنظمة دراسات استباقية واسترجاعية لجمع البيانات عن عضات الكلاب وحالات الإصابة بداء الكلب والعلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب والمتابعة والاحتياجات من اللقاحات والخيارات لتنفيذ البرنامج. وستوفر هذه المعلومات بيّنات إضافية لدعم الحاجة إلى الاستثمار في برامج مكافحة داء الكلب وتوجه استراتيجية التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع للاستثمار في اللقاحات في عام 2018.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية ، أن البلدان في إقليم الأمريكتين خفضت معدلات الإصابة بداء الكلب بنسبة تزيد على 95% لدى الإنسان ، وبنسبة 98% لدى الكلاب منذ عام 1983. وتحقَق هذا النجاح أساسًا بفضل تنفيذ سياسات وبرامج فعالة تركز على شن حملات منسقة على الصعيد الإقليمي لتطعيم الكلاب وعلى إذكاء وعي الجمهور وإتاحة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب على نطاق واسع.

وشرعت عدة بلدان في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة في شن حملات للقضاء على داء الكلب تمشيًا مع الغاية المتمثلة في القضاء على المرض على الصعيد الإقليمي بحلول عام 2020. واستهلت بنجلاديش برنامجًا للقضاء على المرض في عام 2010 وانخفضت حالات الوفاة الناجمة عن داء الكلب البشري بنسبة 50% بين عامي 2010 و2013 نتيجة للتدبير العلاجي لعضات الكلاب وتطعيم الكلاب على نطاق واسع وزيادة توافر اللقاحات المجانية. وقد أحرز أيضًا تقدم ملحوظ في الفلبين وجنوب أفريقيا وتنزانيا حيث بينت مؤخرًا مشاريع إثبات جدوى المفاهيم في إطار مشروع مؤسسة بيل وميليندا غيتس الذي تقوده المنظمة أنه يمكن خفض حالات الإصابة بداء الكلب البشري بفضل مجموعة من التدخلات المنطوية على تطعيم الكلاب على نطاق واسع وتحسين إتاحة العلاج الوقائي بعد التعرض لداء الكلب وزيادة الترصد وإذكاء وعي الجمهور.

وسعيًا إلى ضمان استدامة برامج مكافحة داء الكلب وتوسيع نطاقها لتشمل مناطق جغرافية مجاورة كان من الأساسي البدء على نطاق ضيق وتحفيز البرامج المحلية لمكافحة داء الكلب من خلال مجموعة من الحوافز وإثبات النجاح والفعالية من حيث التكاليف وضمان مشاركة الحكومة والمجتمعات المحلية المتضررة. وتعمل المنظمة مع الجهات الشريكة لها ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب على وضع خطة عمل محسوبة التكاليف لتحقيق انعدام حالات الوفاة لدى الإنسان بحلول عام 2030. وتشمل هذه الخطة السياسة والتدخلات المتصلة بالإنسان والحيوان وأنشطة إذكاء الوعي والدعوة وبناء القدرات والموارد الخاصة اللازمة للقضاء على المرض في البلدان التي ما زالت تعاني من داء الكلب.