سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على حالة الانقسام التي تعيشها القدس في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أمس، الأربعاء، باعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي أثار غضبًا على المستويين العربي والدولي.
وقالت "الجارديان" في تقرير نشرته، فجر الخميس، إن مدينة القدس المحتلة شهدت حالة انقسام شديدة وغير مسبوقة بعد خطاب ترامب، مساء أمس، الأربعاء، مشيرةً إلى أن الوزراء الإسرائيليين وكبار الشخصيات السياسية لدولة الإحتلال، أشادوا بالقرار وذلك خلال حضورهم المؤتمر السنوى الذي تقعده صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في قاعة المؤتمرات بفندق والدورف أستوريا في القدس.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والذي كان على رأس الحضور، امتنع عن التعليق على قرار ترامب، لكنه شدد على أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة، وقال إن إسرائيل تتوسع في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط باستثناء إيران التي اتهمها بالسعي للهيمنة على المنطقة، مشيرًا في كلمته التي استمرت 22 دقيقة إلى أن إسرائيل لديها علاقات "مع كل دولة تقريبا" لا تعترف رسميا بها، نظرا لحاجة تلك الدول المتعاظمة لخبرتها الاقتصادية والأمنية.
غير أن سياسين آخرين لم يمتنعوا عن التعليق على قرار ترامب، حيث قال رئيس حزب "ييش عتيد" (هناك مستقبل) وعضو الكنيست المعارض يائير لابيد إن "نقل السفارة هو العمل الصحيح وهذا هو وقت اتخاذ القرارات الصحيحة"، في حين دعا وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بنيت، جميع الدول باتباع موقف ترامب والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة إسرائيل.
وقال وزير النقل والمخابرات يزرائيل كاتز إن "هذا يوم تاريخى لدولة إسرائيل، إننى امتدح قرار الرئيس ترامب، وأتوقع من المجتمع الدولى دعم هذا القرار"، وأعربت وزيرة العدل آيليت شاكد عن ترحيبها بالقرار وشجعته على نقل السفارة إليها كأمر واقع، ودعته إلى المضى قدما وعدم الاعتداد بالتحذيرات من تصعيد العنف.
على الجانب الآخر، أثار خطاب ترامب موجة غضب هائلة داخل مخيم شعفاط، ففي أحد النواد الشبابية وسط المخيم، خيم الصمت على الشبان الفلسطينيين وهم يستمعون إلى خطاب ترامب الذي أذاعه التلفزيون الفلسطيني، ونقلت "الجارديان" عن شاب يدعى، حمدي دياب، قوله إن "الخطاب خطير للغاية، إن ترامب يقول إنه سينقل السفارة، وهذا ليس جيدًا، نحن ندعوا إلى انتفاضة غضب جديد، فلا يمكننا قبول حل الدولتين، نحن نريد فلسطين دولتنا من البحر إلى نهر الأردن".
فيما حذر رئيس المجلس العشائري من أجل القدس، وأحد زعماء الانتفاضة الأولى، الشيخ عبد الله علقم، من مغبة قرارات الرئيس الأمريكي، قائلًا: "هذا الخطاب سيشعل وتيرة العنف وسوف يشجع تنظيم داعش الإرهابي على تنفيذ هجمات إرهابية، الآن يتسائل أكثر من مليار مسلم عن أسباب اتخاذ ترامب لهذه القرارت".
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، عن إضراب عام ويوم غضب وطني يبدأ اليوم، الخميس؛ بسبب قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما دعا المتحدث باسم لجنة التنسيق الفصائلي محمد الجعفري، إلى تنظيم مظاهرات في ساحة كنيسة المهد للتنديد بقرار ترامب.
كما أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأربعاء أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، "يدمر" أي فرصة لحل الدولتين، قائلًا: "للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير أي إمكانية لحل الدولتين، أعتقد أن الرئيس ترامب هذه الليلة أبعد الولايات المتحدة عن القيام بأي دور في أي عملية سلام"، محذرًا من أن القرار سيدخل المنطقة في "حالة من الفوضى، الفوضى الدولية".