EN 
"عنق الزجاجة"، "البعبع"، و"كابوس التعليم" مسميات التصقت لعقود بالثانوية العامة، لكن "عمر طاهر" الطالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة، رفض كل هذه المسميات التي تزيد من رهبة الطلاب، ليطلق عليها "ثانوية حلوة" ويحولها إلى مبادرة لمساعدة الطلاب نفسيًا ودراسيًا، من أجل تخطى تلك السنة الدراسية.
ويقدم "عمر طاهر" طالب الفرقة الثانية بكلية الهندسة، داخل صفحة على "الفيس بوك" أطلق عليها "ثانوية حلوة"، شرحا ونصائح ومساعدات دراسية، بهدف تخفيف الأعباء عن الطلاب ومساعدة غير المقتدرين ماديًا على أسعار الدروس الخصوصية والتي وصفها "عمر" بأنها مبالغ فيها واستغلال من قبل المدرسين" ليقرر أن يشرح لطلبة الثانوية الفيزياء بعد أن درسها بالتفصيل في كلية الهندسة، وكذلك الأدب، قائلا: "أتواصل معهم باستمرار لو في حاجة وقفت مع حد وبسهل عليهم الدنيا أكثر وخاصًة إن من وجهة نظري الثانوية العامة زيها زي أي سنة".
وفي إطار مبادرته أتاح "عمر" للطلبة رقما على "الواتساب" وأنشأ صفحة على "الفيس بوك" بالإضافة إلى الفيديوهات التي يصورها ويضعها على "اليوتيوب" بالإضافة إلى موقع خاص بهم يجمع عليه كل المواد التي تم شرحها للتسهيل على الطلاب.
ويوضح "عمر" مبادرته بالتفصيل لـ"صدى البلد"، قائلًا: "عملت رقم واتساب بجاوب فيه على أسئلة الفيزياء وبشرح لهم أي مسألة أو جزئية بتقف معاهم، وقلت أفتح الباب لو حد مش مقتدر وميقدرش يدفع فلوس مراجعات المدرسين فأقعد معاه وأشرح له أنا بدون مقابل".
وأضاف أن هناك موقعا إلكترونيا خاصا بدأ يجمع عليه كل المواد التي تم شرحها للتسهيل على الطلاب، وتابع: "هناك عدد كبير مكلمني عشان يساعد، في التنظيم، ولكن مبرمجي الفريق شغالين على الموقع بتاعنا لعمل system سهل يخلي اللي عايز يساعد يقدر يضيف نفسه واللي محتاجين مساعدة يقدروا يحددوا عايزين مادة إيه وفي محافظة إيه وإحنا نجيب لهم المتطوعين في المكان ده، بس طبعًا الصورة مش كاملة 100% بس أنا من التفاعل اللي شايفه ده حابب نستمر وكل المتطوعين هافضل على تواصل معاهم أنا والفريق بحيث في السنين الجاية نكون موجودين للمساعدة بشكل أكبر".
كان الأمر في البداية يقتصر على عمر ولكن مع انتشار الصفحة والفكرة بدأ انضمام مزيد من المتطوعين، ويقول "عمر": "كنت عامل ده ومتوقع أن يكون الموضوع على الضيق بس الحقيقة الناس أبهرتني وبقى كله عايز يساعد في كل المواد وكذا محافظة، حتى فيه ناس قاعدين برا مصر عايزين يساعدوا عن طريق النت".
ولم يقتصر الأمر على "الإنترنت" فقط، ولكن هناك مساعدات من قبل المتطوعين على أرض الواقع، ويقول "عمر": "الناس متطوعة تساعد وجزء منهم مستعد ينزل يشرح للطلبة، وجزء عن طريق النت، إحنا حاليًا نظرًا لضيق وقتهم عشان هيبدأوا امتحانات قريب هيكون دوري ودور ثانوية حلوة هو إننا نبقى حلقة الوصل بين المتطوعين والطلاب، أما بقى الدفعة الجاية هنشوف فكرة إننا نصور لهم فيديوهات ونتيحها مجانًا".
وأوضح أن المبادرة انطلقت مع موسم الامتحانات العام الماضي وتركت أثرا جيدا لطلاب الثانوية العامة، مضيفا: "طلبة السنين اللي فاتت بدأت معاهم بس مش شرح مواد، اشتغلنا معاهم كدعم نفسي ومساعدات عامة يعني، وعلى قناة اليوتيوب بتاعتي ردود فعلهم بتبقى باينة الحمدلله في الكومنتات، هي أرقامها مش فلكية بس مش قليلة يعني إجمالي المشاهدات داخل في المليون مثلًا وكومنتاتهم بتقول إنهم بيستفيدوا".
