مسجد أم السلطان شعبان مزار تاريخي شاهد على حضارة المماليك

رحلة بسيطة إلى منطقة الدرب الأحمر تكشف لك بسهولة عظمة تاريخ الآثار المصرية، وقيمتها فلا ترتبط بأن ملكًا هو من شيد الأثر لكن كل من أحب أن يخلد اسمه فعل ذلك في مسجد أو في سبيل أو غيرها من الأثار.
مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان، يمكنك أن تلحظ وجود ذلك المسجد الذي يجذب نظرك بمجرد مرورك من منطقة الدرب الأحمر فعلى الرغم من قيمتها التاريخية الكبيرة إلا أن كل ذلك لا يذكر أمام ما يعيشه من فوضى وإهمال كبير.
ينسب مسجد «أم السلطان شعبان» إلى الملك الأشرف شعبان بن حسين، ووالده الأمير الأمجد بن الملك الناصر محمد بن قلاوون حاكم المماليك، ووالدته السيدة خوند بركه.
ووفقًا لتاريخ الجبرتي يروي :«ولد الأشرف شعبان عام 754هـ في قلعه الجبل، وهو السّلطان الثاني والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية، جلس علي عرش مصر بعد خلع ابن عمه الملك المنصور محمد بن الملك المظفَّر حاجي بن النَّاصر محمد، وكان عمره عشر سنوات، تميَّز عصره بسوء الأوضاع الداخلية والتدهور الشديد في كل المناحي؛ نتيجة لصغر سن السلاطين من اولاد الناصر محمد بن قلاوون، فضلًا عن النِّزاعات بين الأمراء للاستبداد بالسلطة».
ويضيف: «بعد استقرار الأمور للسلطان شعبان، شرع في بناء المسجد والمدرسة التي سميت باسْم اُمِه خوند بركه، التي كانت ذات حسن وجمال وعقل ورأي سديد، والتي انشات الى جانب مدرسة السّلطان شعبان الربع المعروف بِرَبْع ام السلطان بالقرب من جامع الاقمر».
ويروي عبد الرحمن زكي، في موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام :«أعُدت لتكون مدرسة للشافعية والحنفية. بابها العام حافل بالزخارف، نقش على جانبيه كتابات تاريخية. وللمدرسة أربعة إيوانات متعامدة يتوسطها صحن مكشوف، وبالإيوان الشرقي قبتان، خصصت القبلية منهما لدفن السلطان شعبان ودفن فيها أيضًا ابنه الملك المنصور حاجي، والقبة البحرية أعدت لدفن خوند بركة أم السلطان شعبان وقد دفنت معها ابنتها. كتب على جانبي الباب العام وهو حافل بالزخارف ما نصه : "بسم الله الرحمن الرحيم الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة - الآية- أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة لوالدته مولانا السلطان الملك الأشرف شعبان بن المرحوم حسين سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة والمشركين محيي العدل في العالمين مظهر الحق بالبراهين حامي حوزة الدين عز نصره».