الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بلادى .. بلادى ..لكى حبى .. وفؤادى


بمناسبة كثرة الحديث عن النشيد الوطنى و كثرة الضجة حول ما إذا كانت إذاعته تزيد الإنتماء والحس الوطنى، أو تزيد سخرية البعض ممن يجهلون قيمة النشيد الوطنى المعنوية، أو ينتهزها البعض فرصة ليسخر من كل شيء لأنه أدمن الإحباط و السخريه هذا إن كان حسن النيه، أو سيتخذه ذريعة لتحقيق أغراض شريرة يعلمها و يرتب لها مع كل فرصة تأتيه.

وجدت أنه من الأولي أن نتعرف سويا علي تاريخ الأناشيد الوطنية لبلدنا الحبيبة مصر.

فى البداية كان أول نشيد وطني مصري معروف هو السلام الوطني الذي بدأ عزفه في عام 1869 في عهد الخديو إسماعيل، وينسب وضع هذا السلام الملكي إلى المؤلف الموسيقي الإيطالي (فيردى) مؤلف أوبرا عايدة الشهيرة، والتى كلفه بتأليفها الخديوى إسماعيل لعزفها للضيوف الأجانب فى إفتتاح دار الأوبرا القديمة التى بنيت خصيصا ليقام بها إحتفالات إفتتاح العمل فى قناة السويس 1865، ثم أصبحت بعد ذلك من أهم معالم مصر الثقافية، والمعمارية، إلي أن إحترقت مع حريق القاهرة الشهير فى عام 1950

أصبح بعد ذلك فى عام 1923 نشيد إسلمي يا مصر الذي ألفه( مصطفى صادق الرافعي)، ولحنه (صفر علي) هو النشيد الوطني واستمر حتى 1936، ولكن مع إنتهاء الملكية في 1952 وقيام ثورة يوليو بقيادة الضباط الأحرار، تمإلغاء العمل بهذا النشيد، وهو يستخدم حاليا كنشيد لكلية الشرطة في مصر.

ثم تم تبنى نشيد الحرية من ألحان( محمد عبد الوهاب)، وكلمات الشاعر (كامل الشناوي) ليكون النشيد الوطنى وقد كان مطلعه يقول "كنت في صمتك مرغم"، وقد إستخدم هذا النشيد كجزء من نشيد الجمهورية العربية المتحدة بعد ذلك فى زمن الوحدة مع سوريا سنة 1958، ولا يزال لحنه مستخدما إلى اليوم كموسيقي وطنية قى الأحداث المناسبة لذلك، وكمقدمة لبعض نشرات الأخبار.

وفي سنة 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 143 باتخاذ سلام وطني جديد من ألحان(كمال الطويل)، و كلمات الشاعر (صلاح جاهين)، وغناء(أم كلثوم ) وهونشيد ( والله زمان يا سلاحي ) الذي نال شعبية كبيرة في عام 1956 خلال ظروف العدوان الثلاثي على مصر، و كان يطلق عليه اسم "السلام الجمهوري" وليس النشيد الجمهوري، وخلال الفترة التي استخدم فيها لحن "والله زمان يا سلاحي" كسلام جمهورى لمصر تم إجراء تعديلان عليه : الأول بالقرار الجمهوري رقم 1854 لسنة 1974 بالإكتفاء بعزف الجزء الأول منه فقط، والثاني بالقرار الجمهوري رقم 1158 لسنة 1975 بالعودة إلى عزف السلام الجمهوري بالكامل كما كان منذ عام 1960 ، و ظل لحن (والله زمان يا سلاحي) هو السلام الجمهوري لمصر حتى عام 1979.

ومن الجدير بالذكر أن ذات النشيد قد إستخدمه العراق أيضا كنشيد وطني في الفترة من 1965 حتى 1981 وهى الفترة التي كانت تطمح فيها العراق إلى تكوين دولة عربية موحدة مع مصر .

نعود إلي مصر ففي عام 1979 صدر القرار الجمهوري رقم 149 بتعديل السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية إلى نشيد ( بلادي بلادي) الذي كتبه الشيخ (يونس القاضي) متأثرًا بكلمات (مصطفى كامل)من كلمات ألقاها في إحدى أشهر خطبه عام (1907) والتى كانت تقول كلماتها: ( بلادي بلادي لك حبي وفؤادي.. لك حياتي ووجودي، لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لُبي وجناني، فأنت أنت الحياة.. ولا حياة إلا بك يا مصر)، ومن ألحان(سيد درويش)ثم أعاد توزيعه (محمد عبد الوهاب)، ثم في ديسمبر 1982 صدر القرار الجمهوري رقم 590 والذي نص في مادته الأولى: "يراعى أن تصاحب كلمات المقطع الأول من نشيد "بلادي بلادي" النوتة الموسيقية في جميع الاحتفالات الشعبية والوطنية، وأن يقتصر السلام الوطني على عزف النوتة الموسيقية بغير نشيد في حالة استقبال الرؤساء والوفودالأجنبية،وفي غير ذلك من الأحوال التي تقتضي عزفه مع السلام الوطني لدولة أجنبية".

بلادى بلادى، لك حبى وفؤادى، مصر يا أم البلاد، أنت غايتى والمراد.

لعلنا خرجنا بنقطة إيجابية عن تاريخ نشيدنا الوطنى نستطيع أن نعرف من خلالها القيمه التى يشكلها النشيد الوطنى لأى دولة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط