الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الفلك" و"الأرصاد الجوية" و"علوم الفضاء" أقسام علمية بلا طلاب

أرشيفية
أرشيفية

الفلك والأرصاد الجوية وعلوم الفضاء، شعب علمية في كلية العلوم تكاد تكون بلا دارسين؛ فأعداد أعضاء هيئة التدريس في كثير من الأحيان يفوق أعداد الطلاب، ليخالف بذلك التكدس والزحام في مدرجات تخصصات علمية أخرى.

أنشئ قسم الفلك والأرصاد الجوية عام 1936، وفقا لما جاء من معلومات على الموقع الإلكتروني لكلية العلوم بجامعة القاهرة، و تولى رئاسة القسم الدكتور محمد جمال الدين الفندي، وقد اقتصرت الدراسة في القسم في هذا الحين على تدريس مقررات علم الفلك لمرحلة البكالوريوس والدراسات العليا لدرجتي الماجستير والدكتوراه. وبالنسبة لعلم الأرصاد الجوية فقد أهتم القسم بتدريس العلوم الجوية لمرحلة الدراسات العليا فقط فقام بتدريس مقررات دبلوم الدراسات العليا بالإضافة إلى الأشراف العلمي لرسائل الماجستير والدكتوراه في مجال الأرصاد الجوية.

ظل قسم الفلك و الأرصاد الجوية القسم الوحيد في الجامعات و المعاهد العليا المصرية الذي يقوم بتدريس علوم الفلك والأرصاد الجوية ومنح درجاتها العلمية وإجراء البحوث في مختلف فروعها، حتى عام 1992 عندما تم إنشاء قسم  للفلك و الأرصاد الجوية في كلية العلوم جامعة الأزهر.

مؤخرا أعلن دكتور أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف، في بيان صحفي عن موافقة مجلس جامعة بني سويف على إنشاء كلية علوم وتكنولوجيا الفضاء على أن تضم الكلية ثلاث أقسام هي: "قسم الفضاء"؛ والذي يضم كلا من برامج "علم الفلك والفيزياء الفلكية" و"بيولوجيا الفضاء" و"علوم الكواكب"، و "الأرض وعلوم الغلاف الجوي"، وقسم "علوم وهندسة الطيران"، وقسم "الأقمار الصناعية".

تخصصات علوم الفلك والفضاء تدرس في جامعة آل البيت في الأردن، وجامعة بغداد في العراق وجامعة الملك عبدالعزيز في السعودية.


ندرة فرص العمل

دكتورة رباب هلال، أستاذ أبحاث شمسية بقسم الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أرجعت قلة أعداد الدراسين لندرة فرص العمل، وهو ما زادت حدته خلال السنوات الأخيرة حيث أصبح من الصعب التعيين في الجهات الحكومية، مشيرة إلى أن فرص العمل تنحصر بين معهد البحوث الفلكية والجامعة، وكذلك وظيفة أخصائي علمي والذي يعمل مساعد للباحثين ثم يتم تعيينه، ولكن هذا الأمر إنتهى منذ سنوات.

وأضافت أن دراسة الفلك محدودة في الجامعات المصرية رغم أهميتها، وفي العلوم يوجد تخصصات أخرى قد تكون جاذبة أكثر للطلاب لتوفر فرص العمل فيها أكثر، وفي كلية العلوم كلها الإقبال عليها قليل نظرا لصعوبة الحصول على فرصة عمل فضلا عن صعوبة التخصص العلمي.

وتشمل الدراسة الكثير من التطبيقات العملية في معهد بحوث الفلك وأكاديمية البحث العلمي توفر منح علمية للدراسة بعد البكالوريوس، وإن كان القسم الآن يشهد إقبالا عن ما سبق حيث كان يضم القسم ثلاث طلاب على الأكثر، والآن يصل أعدادهم إلى 20 طالب.

طالبت هلال باهتمام الدولة بدراسة الفلك عبر توفير فرص عمل للخريجين ورعايتهم، ولفتت إلى أن الفلك تخصص علمي به قدر كبير من الشغف والجاذبية؛ وهو أساس دراسة هذا العلم، وأضافت أن هذا الشغف تلمسه لدى عشاق الفلك الذين يحضرون إلى مقر معهد البحوث الفلكية لمتابعة الظواهر الفلكية، ويكونوا من مختلف الأعمار والتخصصات العلمية.

كما أشارت إلى زيادة الوعي خلال السنوات الأخيرة بعلم الفلك وزيادة الثقة فيه وخاصة فيما يتعلق بالحسابات الفلكية لبدايات ونهايات الشهور العربية والتي تحسم الأمر في حالة تعثر رؤية الهلال، لأن الحسابات يقينية ويمكن أن يكون الهلال فوق الأفق في شفق المساء أو يكون هناك ضباب أو تلوث ما يعيق الرؤية البصرية.


الشغف سر دراسة الفلك

زميل دراسة واحد، كان هذا هو حال دكتور محمد الصادق، الباحث بقسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان، والذي شغف بحب الفلك في سن مبكرة عبر متابعة البرامج العلمية التي كان يعرضها التلفزيون المصري ومنها برنامج "العلم والإيمان"، وكان هذا الشغف بعلوم الفلك هو سر توجهه لدراسته في كلية العلوم في جامعة الأزهر، وسط تشجيع من أسرته لحبه الشديد لهذا التخصص.

وأضاف أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك مرصد فلكي؛ نظرا لملائمة طقسها وجغرافيتها لإنشاء مرصد فلكي، ولكن هناك احتياج لرعاية ودعم الدارسين والذين لا يمكنهم العمل في أي مجال أو تخصص بخلاف الفلك، وهو تخصص كانت مصر من أوائل الدول في العربية التي اهتمت به.

كما لفت إلى أن الأمر أصبح مختلفا الآن فقديما كان دارس الفلك من عشاق هذا التخصص العلمي، أما الآن فكثيرا ما يصبح الفلك الاختيار الوحيد أمام طلاب شعبة الرياضيات فيلجأون لدراسته.

يهتم دكتور محمد الصادق، بنشر الوعي بعلوم الفلك وله مشاركات عدة منها مشاركته في متحف الطفل في مصر الجديدة لتعريف الأطفال بعلوم الفلك، مضيفا أن الأيام التي يستقبل فيها معهد البحوث الفلكية محبي الفلك لمتابعة الظواهر الفلكية هي الأسعد بالنسبة له؛ حيث يتابع شغف محبي الفلك ويرد على أسئلتهم.