الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عادل مبروك يكتب : عايش بلا روح

صدى البلد

عايش..انسان بسيط اقترب من الخمسين عاما..دارت به عجلة الحياة عكس الاتجاه الذي كان يتمناه مثل ابناء جيله..فكان لعايش احلام وطموحات ان يكون عظيما من العظماء او صاحب منصب ومكانة عظيمة ولكنه اصطدم بالواقع المرير حيث انه الاخ الاوسط لسبعة من الاخوة والوالد موظف بسيط راتبه لا يكفي اطعام وتعليم وكسوة هذا العدد من الابناء..اعتمد عايش علي نفسه وبدء العمل في سن مبكرة تحديدا في المرحلة الابتدائية ليقوم بالانفاق علي مصاريف التعليم..الاب كان يستحوز علي ما يدخره عايش اولا باول بحجة اننا كثيرون..عايش لم يعش طفولته لقيامه برعاية اخوته الصغار..
تدور السنين بما فيها من احداث ويصبح عايش شابا يافعا حاملا مؤهل من مؤهلات المجموع الضعيف..ينهي خدمته العسكرية..يلتحق عايش باحدي الوظائف البسيطة ليبدء حياته العملية وبراتبه البسيط استطاع ان يتزوج زواجا تقليديا..فلم تكن لعايش اي تجارب عاطفية مثل باقي شباب جيله..ظن عايش ان حياته ستصبح سعيدة بعد الزواج ويتم تعويضه عن شقاء السنين بزوجة تحتويه ولكن سرعان ما تبدلت الاحوال واصبح عايش اكثر حزنا وتعاسة بسبب ما رأه من زوجته المادية والنكدية..المحيطون بعايش قدموا له النصيحة بالزواج من اخري ليحيا كباقي البشر..تزوج عايش من اخري ولم يترك زوجته الاولي..تمر الايام..عايش يكتشف خيانة الزوجة الثانية..الحياة اصبحت سوداء قاتمة في عين عايش..هنا تأكد عايش انه يمتلك حظ سيء في حياته والحزن والتعاسة هي مصيره حتي نهاية عمره..ملاك طاهر برئ يظهر في حياة عايش علي هيئة انسانة جميلة مهذبة..
تساعد عايش علي نسيان الماضي والبدء من جديد..نور الحياة بدء يعود من جديد وظن عايش ان الحياة تبتسم..تمر الايام والاحلام بعايش الذي لم يري في الحياة الا هذا الملاك البرئ ..فجاة..يكتشف عايش السر الخطير الذي يحول بينه وبين هذا الملاك..عايش انسان حزين..تعيس..كيف له ان يهب السعادة لانسان اسعده لفترة ولو قصيرة..كيف لعايش ان يسعد انسان وهو بداخله بقايا انسان..كيف لعايش ان يحتوي انسان وهو فاقد لمن يحتويه..ينسحب عايش في هدوء لكي لا يتسبب في اصابة ملاكه البرئ بالحزن والتعاسة..النسيان صعب..الدموع قريبة وغزيرة..عايش يهيم علي وجهه اعوام واعوام ظنا منه ان الامور ستتغير للافضل ولكن هيهات..هذا نصيب عايش من الحياة..ان يكون عايش بلا روح