الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاشقجي.. فضيحة قطرية


لا يمكن أبدا أن أصدق روايات وشائعات هائلة، تتلى على مدار الساعة في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ولا يمكن أبدًا أن يكون الحكم في قضية خطيرة مثلها مبنيا على رواية طرف واحد مغرض. ومفروض علينا أن نصدق رواياته واخباره هو فقط ولا نعمل حتى العقل أو نعطي مساحة للتفكير في روايات أخرى حول حادث مثل هذا.

الحقيقة أنه ما لم يعرف القراء والمتابعون الأعزاء، أن قضية اختفاء جمال خاشقجي قضية سياسية من الطراز الأول وميدان كبير لتصفية الحسابات فلا يمكن لأي شىء بعدها أن يقال.

ومعنى أنها سياسية أى أن 90% من أخبارها على الأقل سيتم تلوينها سياسيًا بما يرضى صاحب المصلحة والغرض لأنه يريد من وراء إشعالها واستمرارها تحقيق مكاسب له.

فأمام كل معلومة صحيحة سيتم الدفاع بمائة معلومة أخرى مختلقة وغير صحيحة.. وهذه هى البداية.

أما الأصل فقد ثبت خلال الأسبوعين الماضيين، أن موضوع اختفاء خاشقجي والزعم بقتله وتقطيعه لا يزال حتى اللحظة شائعات هائلة تقذفها قناة الجزيرة القطرية وبعض وكالات الاعلام الغربي دون دليل واحد واضح يدحض القضية وينسفها من الأساس.

كل ما يشغلهم ويهمهم ترويجه وتثبيته عند الجميع وفي أذهانهم، أن خاشقجي تم قتله، وان فرقة اغتيالات سعودية مزعومة ذهبت لأنقرة لتنفيذ أوامر الذبح! وأن هناك أوامر عليا من القيادة السعودية بذلك وأن على الإعلام الغربي أن يتبنى هذه الرواية وتوضع المملكة العربية السعودية في قفص الاتهام!

هكذا دون دليل واحد واضح لا يمكن التشكيك فيه.

للأسف حرب قذرة نسجت شائعات هائلة في موضوع مثير لكن الحقيقة لا تزال مخفاة.

وكل الشهود الذين ظهروا على مسرح أحداث قضية جمال خاشقجي مزورون. فخطيبته المزعومة خديجة جنكيز لا تعرف أسرته عنها شئيا والأدهى انه بالرغم من كل تغريداتها على تويتر بخصوص ما حدث واليوم المشهود، لم تظهر حتى اللحظة في لقاء مع وسيلة إعلام غربية أو عربية تحكي بالتفصيل ما حدث كما لم تحقق معها الشرطة التركية حتى الآن ولم تمثل أمام فريق التحقيقات السعودي- التركي المشترك!

حتى نخرج بمعلومة واحدة او اعتراف رسمي في تحقيقات يمكن التعويل عليه.

ورغم ذلك تروي سيلا من الحكايات!

وحتى الصورة التي روجتها لنفسها مع خاشقجي تبين أنها البروفايل الخاص به منذ سنوات في واشنطن بوست وتم قص الصورة ووضع صورتها بجانبه وهذا برنامج فوتو شوب بدائي يمكن لأي شخص العمل عليه وهو ما كان .فصورة خاشقجي وهيئته الجسمانية ليست مثل هذه الصورة التي تروجها له معها، فهذه صورة له منذ سنوات.

وطلته الأخيرة وظهوره على الناس في الفضائيات قبل اختفائه ليست هكذا على الإطلاق.

اللافت كذلك ان كل معرفة خاشقجي بالسيدة خديجة لم تتخط الـ 4 اشهر. وحتى اللحظة وباعتراف زوجته وأم أبنائه السيدة آلاء نصيف فهى تتصرف بحساباته ومعها هواتفه الذكية تحذف وتضيف براحتها دون ان يحاسبها أحد.

 وطبعا من حقنا أن نعرف أن جهات استخباراتية يهمها استمرار اشتعال القضية بهذا الشكل. تعبث في هذه الحسابات وتضيف وتقطع للقاءاته ومقابلاته وأحاديثه السابقة.

 ورغم ذلك فخديجة جنكيز مجرد خيط في القضية المعقدة. اما الأدهى. ووفق الأمن التركي نفسه فإن موضوع وصول فرقة اغتيالات للقضاء على خاشقجي في تركيا، فقد تم نفيها من جانب المسؤولين الأتراك بشكل رسمي!

وهكذا نعود للأصل بعدما تأكد عدم وجود فرقة اغتيالات ذهبت وراء خاشقجي.. فمن يمكن أن يقوم بقتله وتقطيعه وفق الرواية البشعة التي تروجها الجزيرة والواشنطن بوست؟!

ما نعرفه أن كل من هم بالقنصلية السعودية في تركيا ومثلها مثل أي قنصلية دبلوماسية في العالم. كلهم موظفون دبلوماسيون وليس بينهم جزارون أو سفاحون يقومون بالقتل والتقطيع!

 كما أن القيام بقتل انسان أيا كانت هويته وتقطيعه. ليس عملا يقوم به هواة مبتدئون في قنصلية دبلوماسية في بلد كبير مثل تركيا؟!

 ثم يقوم هؤلاء الهواة بنقل الجثة المقطعة بمناشير ضخمة- تخيلوا حضراتكم كم الخيال الهائل- الى مكان ما!

هى كما قلنا حدوتة سياسية سافرة ومقززة، ركبتها قطر وقناة الجزيرة للإساءة للسعودية والنيل منها.

 وإذا كان خاشقجي قد قتل فهذا حتمًا خارج القنصلية وفق المنطق والعقل. كما أن الرياض سمحت بتفتيش القنصلية منذ اللحظة الأولى التي انتشر فيها الخبر وكان ذلك على لسان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في حواره مع وكالة بلومبرج العالمية. ولو كان بالقنصلية نقطة دم واحدة ما دخل أحد من أفراد الأمن التركي للقنصلية. وهى مكان دبلوماسي له حصانته مثلما هى القنصلية التركية في الرياض ولا يستطيع أحد أن يلوم السعودية في شىء.

 في نفس السياق، ومع امكانية حدوث فرضية قتل خاشقجي فالمؤكد أن أول من قالوا وأذاعوا خبر قتله يعرفون ما تم أو يعرفون من نفذ فهذه ليست جريمة تلقى على عواهنها هكذا؟

وإذا تحولت قضية جمال خاشقجي لقضية دولية وجاءها فريق تحقيق دولي من الأمم المتحدة على  غرار ما حدث في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريرى. فالبداية لابد أن تكون من قطر والتحقيق من داخل قناة الجزيرة عن هذه المصادر التي تحدثت عن القتل إن تبين فعلاً أنه قتل وتم تقطيع جثته. وهذا لن يمكن الجزم به الا بتصريحات رسمية مسؤولة من الجانب التركي في تحمل أدلة وبراهين جنائية واضحة.

يهمني أيضا أن اقول ان الشائعات حول القضية هائلة ولايمكن الرد عليها واحدة واحدة فهذا يحتاج إلى عمر .

 لكن الحسابات السياسية هى ما تحتاج إلى توضيح:

وأقولها مباشرة:

 إن المملكة العربية السعودية دولة اقليمية مهمة وكبرى ولا يمكن أن يكون هناك تفكير بالقتل يصل إلى هذا الحد وبهذه الطريقة؟!

إن القضية حققت لكل من قطر وإيران مرادهما.

فقطر استطاعت النيل من السعودية عن طريق الإعلام المشبوه وصرف الأنظار عن دعمها لجماعات إرهابية عتيدة واستضافة قادتها. وهذا مثبت دوليًا وليس مصريًا فقط.

كما أن ايران استطاعت أن تخفض حالة التوتر العالمي معها خصوصا وأن عقوبات أمريكا الأقسى في التاريخ قادمة في 4 نوفمبر القادم وستصل بمبيعات النفط الإيراني للصفر.

قميص خاشقجي لطخ بدم كذب. والهدف كان سافرًا وواضحا وللأسف الجميع انساقوا وراءه أما الحقيقة إن كان اختطف أم قتل فستظهر قريبًا على كل حال.


















































المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط