حرفان بالإنجليزية متشابكان يعلوان جدران المتحف المصري وهما حرفي "AM" يوضعان داخل دائرة في أكثر من مكان، وهما اختصار لاسم Auguste Mariette، وأوجوست مارييت هو عالم الآثار والمصريات الفرنسي الذي أسس المتحف المصري في القرن الماضي.



وكان "سيرابيوم سقارة" الذي اكتشفه من أهم المقابر التي بنيت في ممفيس، وهو يقع في مجمع مدافن العجل أبيس، وكانت هذه المدافن هي الأكثر قدما للعجول المقدسة والمحنطة، داخل نواويس (تابوت حجري)، ويرجع تاريخها إلى عهد امنحتب الثالث، وكان عمل أوجوست منفردا هكذا لفترة طويلة حتى عينه سعيد باشا، مأمورًا لأعمال العاديات بمصر.


ظل أوجوست مثابرا أكثر من 10 أعوام في جمع وتسجيل هذه القطع الأثرية، وكان في رحلة من مصر إلى فرنسا لزيارة موطنه، وهو في طريقه اشتد المرض به خلال وجوده في إيطاليا وعلم أنها ربما تكون نهايته فأمر بالرجوع إلى مصر مرة أخرى ليموت ويدفن بها.

مات مارييت في عام 1881، ونقلت القطع الأثرية من متحف بولاق إلى متحف بالجيزة سنة 1891، ثم انتقلت مرة أخرى بجوار قصر النيل سنة 1902، وهو المكان الحالي، وتم نقل جثمان مارييت باشا في عام 1906 ليدفن في ناووس، وهو تابوت بحجم الإنسان ويُصنع من الحجر وله غطاء حجري أيضا، ودفن بمدخل المتحف المصري تكريما له ولجهوده.
نُقل جثمانه في عام 1906 في احتفال ضخم، كان بحضور الشعراء والأدباء والمثقفين والوزراء، وأنشئت المقبرة له خصيصا، ويحيطه تماثيل لعلماء المصريات الكبار الأجانب والمصريين، وكتب على مقبرته "إلى مارييت باشا، مصر تهدي هذا البناء اعترافا بجميله".