ليالي مصر في فيينا

قمت بزيارة إلى العاصمة النمساوية فيينا في مهمة عمل الأسبوع الماضي، لحضور المنتدى رفيع المستوى أوروبا وإفريقيا، بدعوة من الحكومة الفيدرالية النمساوية، وبرعاية وحضور مستشار النمسا، سيباستيان كيرتز وبول كاجامي، رئيس رواندا ورئيس الاتحاد الإفريقي وبمشاركة وحضور فعَّال للرئيس عبد الفتاح السيسي وجون كلود يونكر، رئيس الاتحاد الأوروبي ورؤساء عدة دول وبعض أعضاء الاتحاد الأوروبي.

عكست الزيارة أهمية قصوى لجمهورية مصر العربية، حيث انعقد قبل افتتاح المنتدى بيوم، قمة ثنائية بين الرئيس المصري ومستشار النمسا، والذي لم تحظ به أي من الدول الأخرى المشاركة في المنتدى، فيما يعكس مكانة مصر العظيمة خارجيًا وعالميًا.

والقمة الثنائية كانت في قصر الإتحادية الفيدرالية بالنمسا، وهو مكانٍ آخر غير ذلك الذي عقد فيه المنتدى، وبترتيبات خاصة جدًا.

شاهدت وشاهد العالم أجمع المكانة العظيمة لمصر، حيث تم ترتيب مراسم الاستقبال في القصر على أعلى مستوى، واحتفى النمساويين بضيفهم على أكمل وجه، ما يعكس أهمية مصر في المنطقة إضافةً إلى أنها قلب إفريقيا.. وبعد حفاوة استقبال رئيس النمسا للرئيس عبد الفتاح السيسي، شهد الرئيس السيسى والمستشار النمساوى سيباستيان كيرتز، عقب جلستي المباحثات الثنائية والموسعة.. توقيع عدد من مذكرات التعاون المشترك بين مصر والنمسا، وعدد من مذكرات التفاهم لمشاريع مستقبلية بين البلدين.

وشهد الرئيس السيسى والمستشار النمساوى توقيع مذكرة تفاهم وقعها الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي ونظيره في النمسا في مجال البحث العلمي بين الدولتين.

كما شهد الرئيس توقيع مذكرة تعاون بين وزارتي الاستثمار في مصر ووزارة المالية في النمسا، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات والرقمنة في النمسا فيما يخص المنطقة الحرة للاستثمار مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار، ومذكرة تعاون بشأن السكة الحديد وماكينات السكة الحديد والبنية التحتية، اتفاقية بين المشروعات القومية المصرية والجانب النمساوي لإنشاء خط إنتاج في مصر وتوريد المعدات.

وقام الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، بالتوقيع على مذكرة تفاهم خاصة بالتعليم مع الجانب النمساوي.

وشهد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، ونظيره النمساوي التوقيع على مذكرة تفاهم أخرى بين جامعة سيناء في العاصمة الإدارية الجديدة ويمثلها الدكتور حسن راتب، وجامعة "ميدول" النمساوية.

وصرح الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء وجامعة العاصمة الجديدة من النمسا، بأنه تم توقيع برتوكول التعاون مع جامعة ميدول أكبر جامعات النمسا في مجال السياحة والإدارة الفندقية والتي تعتبر ضمن أفضل 25 جامعة في العالم في مجال التخصص وتتميز جامعة ميدول بأنها جامعة تجمع بين النظرية والتطبيق وبين المنهج العلمي والممارسة العملية.

ويأتي هذا التعاون الذي يمنح الطالب والخريج من جامعة العاصمة نفس الدرجة العلمية التي تمنحها جامعة ميدول في إطار توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن تضم العاصمة الجديدة مراكز تنوير وجامعات على غرار الجامعات المتقدمة في العالم لرفع كفاءة الخريجين في مختلف التخصصات.

الجدير بالذكر أنه تم تشييد جامعة سيناء في العاصمة الإدارية على مساحة 300 ألف متر مربع، وتضم جميع التخصصات في مجالات العلم المختلفة، كما تتميز هذه المنظومة العلمية بأنها تتعاون مع الجامعات العالمية وتستفيد من أهم ما يميزها ويكون متوفرا بجامعة العاصمة.

من الجميل أن ترى الصورة عن قرب، لتعرف حقيقة المكانة التي تتمتع بها مصر وسط العالم، فعلى عكس ما يُردد البعض أو يتشكك في الانجازات التي تحققها مصر، إلا أن مصر بكل المقاييس تسير على الطريق الصحيح، وتخطو بخطوات ثابتة ودقيقة.. وأن مصر تحقق انجازات سريعة في أوقات قياسية.. كما أن مصر استردت على صعيد العالم مكانتها الريادية التي لطالما كانت تحظى بها على مدار عقود مضت.

من كل قلبي: شكرًا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وشكرًا لرجالات مصر الشرفاء وكل من يمد يد العون لينهض ببلادنا ويحسن صورتها، وشكرًا للدكتور حسن راتب، وللعلم لا أعرف عن هذا الرجل سوى ما قدّمه من دعم لمشروعات تنمية التعليم والثقافة في مصر وهو أهم ما نحتاجه في الفترة المقبلة، فهو أحد الرجال الوطنيين ممن هم حريصون على مستقبل مصرنا، فمصر تحتاج لكل وطني شريف يفكر فيها إلى جانب تحقيق مصالحه... اللهم وفقنا جميعًا وسدد خطانا لما فيه خير بلادنا.