الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدلة حاضنة جثة


من الوظائف الخطرة لأصحابها هي وظيفة ضابط المفرقعات حيث يضحي بحياته من أجل الآخرين أن يعيشوا في أمن وأمان ولعل ماحدث مؤخرا لضابط المفرقعات الرائد الشهيد مصطفي عبيد الذي واجه بشجاعة باسلة ثلاث عبوات ناسفة وضعها أولاد الشيطان الكفرة الفجرة لاستهداف كنيسة العذراء وأبوسيفين بعزبة الهجانة بمدينة نصر السبت الماضي وانفجرت احدي العبوات خلال قيام الرائد الشهيد بتفكيكها وأدت إلى استشهاده رحمه الله عليه ولولا ستر الله وشجاعة الشهيد لانفجرت العبوات الثلاثة وادت الي احداث دمار كبير ووقوع الكثير من القتلي من المسيحيين المصلين والمسلمين. 

وكان هناك تساءل عندي ولدي الكثير من الناس لماذا استشهد الرائد مصطفي عبيد بالرغم من ارتدائه البدلة المخصصة لخبراء المفرقعات عند تعاملهم مع المتفجرات وهل كانت هذه البدلة غير جيدة ولكن جاءتني الاجابة عندما شاهدت فيلما تسجيليا وثائقيا في احدي القنوات الفضائية بعنوان عائد من الموت للعميد محمد نبيل عمر ضابط المفرقعات السابق والذي اكد ان البدلة التي يرتديها ضابط المفرقعات خلال تعامله مع المتفجرات ليست لحمايته من الموت ولكن للحفاظ علي جثة الضابط عند انفجار العبوة بدلا من تحولها الي اشلاء ولايجدون لحما يكفنوه اي هي بدلة حاضنة جثة وان كل ضباط المفرقعات يعلمون ذلك وانهم يتوكلون علي الله ويعلنون الشهادة وهم يتعاملون من المتفجرات 

الي هذه الدرجة من السمو والفداء يضحي ضباط المفرقعات بارواحهم وهم يعلمون علم اليقين انهم معرضين في كل لحظة للموت خاصة ان العميد محمد نبيل عمر ضابط المفرقعات السابق أشار إلي أن عقب ثورة 30 يونيه وصلت عدد البلاغات من وجود متفجرات الي نحو الف ونصف بلاغ شهريا لدرجة ان اخوان الشيطان وضعوا متفجرات داخل عدد من المدارس بالعريش وكان ضباط المفرقعات يتنقلون من مدرسة لاخري لتفكيك هذه المتفجرات واضعين أرواحهم علي اكفهم في سبيل تحقيق الأمن والأمان للتلاميذ والمواطنين.

تحية عظيمة إلي صناديد مصر المجهولين ضباط المفرقعات الذين لا يشعر بهم الكثير وهم في نفس الوقت يضحون بأنفسهم وأرواحهم واسرهم في سبيل تحيا مصر وشعبها في أمن وأمان ورحم الله شهدائهم وشفي مصابهم ولعنة الله كل من يتسبب في ترويع الآمنين من الشعب المصري أو يريد السوء بمصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط