قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد الشافعي فرعون يكتب : ومن الاستحواذ ما قتل


- حرص الحزب الوطني ( المنحل ) خلال عصره الذهبي بداية من الثمانينيات الى أن تم حله بحكم القانون في 2011 م على الإستحواذ على كل مفاصل الدولة سواء الرئيسية منها أو الثانوية بدءا من رئاسة الجمهورية وإنتهاءا بمحليات المحافظات والمدن والقرى ، الأمر الذي دفع بالكثيرين من أصحاب المصالح وهوى السلطة وبريقها من فئات الشعب الى المبادرة بسرعة الإنضمام اليه ، والمفاخرة بنيل عضويته ، وبذل المزيد من الجهد بالتعاون مرة ، والدعم المالي مرة أخرى ، أو بالمساعدة بترويج أفكار الحزب ومبادئه وسط العامة من الناس أو بإستخدام الإعلام المسخر لهم ، كما لجأ البعض الى نيل عضوية الحزب للحصول على بعض المكاسب حتى وإن قلت ، أو خوفا من أن تطوله يد الداخلية .
كان الكثيرون يرون في تلك العضوية نوعا من الحماية والحصانة من يد أمن الدولة التي طالت وطالت حتى غطت كل نواحي الدولة ، فكانت تفرض من تشاء من المتعاونين معها أو الذين ترضى عنهم ، و تدفن من تغضب عليهم وإن ظلوا أحياء ، حتى شاع الفساد وإنتشر الظلم ، وراجت أسواق الواسطة والمحسوبية ، وأصبح لكل شيء في مصر ثمن ، تحصل عليه عندما تدفع الثمن المطلوب ، فهربت عقول كثيرة الى الخارج تفاديا لمطاردة أمن الدولة ، وهروبا من المسؤولية أمام الشعب ، وأغلق البعض الآخر بابه على نفسه تفاديا للصدام مع النظام ، وخلت الساحة للحزب وأعضاءه فباعوا ما إستطاعوا من مصر ، وكان الشعب هو المحطة التالية.

وكان لهذا الليل الأسود الطويل أن ينتهي فقامت ثورة (25) يناير ، حيث خرجت جموع الشعب بكل فئاته بكل ميادين وشوارع مصر في المدن والقرى لوضع نهاية لهذا الليل الطويل الأسود الذي طال زمانه ، وكان لابد أن يكون له نهار تشرق فيه شمس الحرية والعدالة من جديد على ربوع مصر .

وإنتهي الليل الأسود الطويل وإن بقيت بعض آثاره والتي حتما ستزول هي الأخرى ، ليضم السجن كل رموز هذا الليل الأسود بما فيهم رئيس الجمهورية ليمضوا الباقي من أعمارهم خلف قضبان الليل الأسود لينالوا حظهم منه مثلما أذقوا منه الشعب المصري ، وهي نهاية حتمية لدولة الظلم وإن طال زمانها ، فتلك عدالة السماء التي تمهل لكنها أبدا لا تهمل وإن طال الوقت .

وتعلمنا من الرياضيات أنه إذا كانت المعطيات واحدة فلابد أن تكون النتائج أيضا واحدة ، والتاريخ دائما يعيد نفسه مع دولة الظلم التي تبدأ بالإستحواذ وتنتهي بالظلم ليكون فيه نهايتها ، فهل قرأ الإخوان المسلمين التاريخ جيدا وإستوعبوا الدرس ؟
سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة وهي ليست ببعيد .