سرَّني ما رأيتُ في معرض القاهرة الدولي للكتاب، من متاحف ومعارض السيرة النبوية التابعة للمشروع الحضاري العالمي الضخم (السلام عليك أيها النبي) الذي أسسه ويشرف عليه فضيلة أ. د/ ناصر بن مسفر القرشي الزهراني (حفظه الله)، وشعرتُ ومَن معي أننا نعيش عصرَ النبوة، بملامحه وقسماته، حيث انتقلنا سريعًا سريعًا من القرن الخامس عشر الهجري إلى قُبيل القرن الأول الهجري؛ لنعيش الأحداث، ونعايشها بكل جوارحنا وحواسنا.
ومن الحكمة أن نستخدم كل ما يُعين على الفهم، وما يزيد في البيان بإشراك شتى الحواس، لنقضي على الجمود، والرتابة، وعدم الوضوح؛ ليكون التواصل الفاعل مع الجماهير هو سمة المرحلة، ونضمن لهذا الخطاب مقومات بلوغ الهدف من خلال الوضوح والإقناع، ومن ثمَّ النجاح في فتح مجالات الوعي والفهم الدقيق على مصراعيها.
ونوقن أن هذا المشروع المبارك بما يشتمل عليه من متاحف ومعارض وقنوات فضائية وبوابات ومواقع إلكترونية وإعلام نابه يوظف الطفرات التكنولوجية المتسارعة والمتلاحقة، في عرض السيرة النبوية الشريفة؛ لتظل حاضرة في كينونة المسلم، يحقق كل هذا وما نصبو إليه، وبما يليق بمقام سيد الخلق خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام؛ لتحقيق فهم أرقى وأوضح وأشمل للرسالة الإسلامية، ولتوضيح وتحقيق مقاصدها السامية التي جاء بها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.