الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخطأت النائبة عجمي حين ردَّت !!


أخطأت النائبة بالبرلمان، غادة عجمي حين ردَّت على ضيفة فرانس 24، الصحفية أو الناشطة في حقوق الإنسان أو أيا كان مسماها، فهي ليست نظيرتها، لتقيم معها هذا الحوار المطول حول بلادنا أو حتى تسمح لها بالتدخل هي أو غيرها في أمرٍ ليس من اختصاصها.

وعلَّقت النائبة غادة عجمي، عضو مجلس النواب، على الجدل الدائر في وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن نقاشها مع إحدى الناشطات عبر قناة «فرانس 24»، معربة عن استنكارها من الهجوم عليها بتساؤلها: «هل المفروض أطبطب عليها؟ لأ يا فندم، أي حد يجيب سيرة بلدي ومؤسسات بلدي مش هسمح بده".. هذه هي عبارات البرلمانية عجمي لاحدى الفضائيات.

أختلف معك سيادة النائبة، فالصوت العالي والخروج عن المألوف، وعدم اللباقة والسياسة في التحاور، هي من جعلت لهذا الحديث مادة يسيل لها اللعاب، من كل من يرد الاصطياد في المياه العكرة.. علينا أن نعترف أننا غير مؤهلين بالقدر الكافي لهذه النوعية من الحوارات أو هذه الاستفزازات كما أننا لسنا مدَّربين أيضًا على تقبُل لغة الآخر المهاجمة لنا، لنملك القدرة على قلب المعايير نحو صفوفنا بشكل إيجابي.

فكان من الممكن، أن تعتذر النائبة في وسط البرنامج عن عدم استكمال الحوار مع ضيوف الأستوديو من فرنسا، مُعللةً أن الحوار غير لائق بها أو ليس على المستوى، مُحافظةً على هدوئها.

فلغة الحوار القوية (وليس باستخدام الصوت العالي) تقطع لسان من يرمي بلادي بكلمةٍ لا تليق.. بالتأكيد النائبة تعلم تمامًا أن القناة كانت تطلب رأيها في مسألة حقوق الإنسان والتعقيب على زيارة ماكرون لمصر، ومن الأجدر بل ومن الواجب، أنها كانت تعد نفسها لتكون مستعدة و لتستطيع الرد على أي استفزاز يوجه لها من قبل المعارضين في هذا البرنامج.

كان من الممكن استخدام صورة الشهداء الذين تزهق أرواحهم ويستشهدون يوميًا إثر العمليات الإرهابي، ومحاولةعرضها بشكل إنساني يجتذب أصوات العالم لهذه القضية، ولكسب نقطة في الحوار

بدلًا من أن توجه النائبة لهذه "الصغيرة" القول: "فين إنتي من الأرامل والأطفال والجوامع والكنائس اللي انضربت".. فقضية النائبة، والتي من المفترض أن تكون محنكة، ليست مع الضيف "الصغيرة جدًا" وإنما قضية دولة وعالم يحاول الدخول لمصر عبر آخر بوابة، بعد أن نفذت كل البوابات لديه.

أما فيما يتعلق بالسخرية والأسلوب غير اللائق وغير المحترم الذي توجهت به الفرنسية وطريقتها في النقاش خلال اللقاء المذكور، وبالأخص حينما أخذت تصفق باستهزاء للنائبة، واصفة إياها بأنها تقوم بمسرحية، وهي تهدف إلى تشويه صورة المسئولين في الدولة، فكان من الأجدر احتواء الأمر بالحنكة والدهاء السياسي من النائبة، لتقدم اعتذارها عن استكمال الحوار عند هذه النقطة.

من الحكمة والدهاء السياسي، أنك لا تظهر أمام منتقديك أو أعدائك أنك تفهمهم، بل تحاول أن تراوغ وتتذاكى مُظهرًا أنك لا تفهم مقصدهم، لتكسب الجولة.. فالحياة ما هي إلا جولات، إما كاسبة أو خاسرة، والذكي وحده هو من يستطع أن يفوز بدهائه ومكره.. ولنتذكر الرئيس السادات والذي استطاع أن يلاعب العدو بمكره ودهائه.

من كل قلبي: هذه التجربة أظهرت حجم النقص في أسلوب الإعداد والاستعداد النفسي لأي انتقاد نتعرض له، فمن المفروض أن نظهر أن كلنا ثقة وإيمان بالانجازات التي تحدث في بلادنا وأننا نسير نحو الخطى القويم، مع الوضع في الاعتبار مسألة أننا نحارب الإرهاب والإرهابيين على أصعدة مختلفة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط