الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تقود أفريقيا 2019


اليوم يتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي فى العاصمة أديس أبابا، ومن خلال متابعتى للعالم من حولنا يجتاحنى تفاؤل من نوع خاص، ففى هذه المرحلة أشعر بحجم التحديات التى تواجهها القارة السمراء وأشاهد الأطماع التى تتربص بها من القوى الخارجية المستفيد الأول من حالات الجمود والتخلف، ومن هنا تزيد لدى الآمال المعقودة على مصر فى قيادة العمل الأفريقى نحو المستقبل الذى يليق بإمكانات هذا الاتحاد الذى يمثل سكانه 18% من عدد سكان العالم وأجدنى فى إيجاز أقف أمام عدة ملامح تعطى رئاسة مصر معنى خاصا: 
 
ـ الجدارة : إن رئاسة الاتحاد الأفريقي تأتى تتويجا لما قدمته مصر ورئيسها عن جدارة خلال السنوات القليلة الماضية سواء فى ساحة العمل الداخلى أو على الصعيد الخارجى لتعزيز العلاقات مع أشقائها فى أفريقيا، فى شكل رحلات مكوكية ودعوات ومؤتمرات وزيارات متبادلة مع كل دول افريقيا .. واستعادة قدرتها فى العمل الجماعى الذى بدأه الزعيم المصرى عبد الناصر مع الغانى كوامى نكروما والامبراطور الأثيوبى هيلا سلاسى، صار من المنطقى أن يدشن الرئيس السيسي مهمته بوضع تمثال الإمبراطور الأثيوبي الراحل هايلا سلاسي بمقر الاتحاد الأفريقي كرمز للآباء المؤسسين لهذا العمل المشترك!

ـ الكفاءة: الرئيس السيسي وبحكم توليه رئاسة الاتحاد سيتحدث باسم أفريقيا دوليًا بما في ذلك أمام الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، وأمام قمة العشرين فى اليابان يونيو المقبل، وقمة التعاون بين أفريقيا واليابان «تيكاد» والتي ستعقد باليابان أغسطس المقبل، حيث سيتولى الرئيس بكفاءة معهودة خلال هذه القمم والاجتماعات الدفاع عن مصالح القارة وعرض وتقديم الاهتمامات والأولويات الأفريقية.

ـ الطموحات: تطورت مهام الاتحاد الأفريقي من الاستقلال السياسى والاستعمار لتتماشي مع الآمال والتطلعات الجديدة للشعوب والدول الأفريقية، وأصبحت تتركز بشكل كبير على تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي بين دول القارة السمراء فإنها بحق قمة الطموحات الكبيرة نحو المستقبل المشرق اللائق بهذه القارة الفتية الغنية!

ـ الإمكانيات: قارة أفريقيا هي ثاني قارة من حيث عدد السكان بعد آسيا ويشكل عدد سكانها 14.8 من إجمالي سكان العالم وتبلغ مساحتها 30 مليون كم .. وشعوبها لديهم ثقافات ولغات متنوعة حيث يتكلم الإفريقيون حوالي 1000 لغة، لكن فى الماضى لم يكن لدي تلك الدول الخبرات والكفاءات الإدارية والعلمية الكافية لحكم دولها مما نتج عنه العديد من المشاكل المتعلقة بالفقر والجهل والفساد .اليوم الوضع يختلف؛ فهذه الطاقة الهائلة من التنوع الثقافى والديموجرافة الجيولوجى ومصادر الثروة تمنحها الأفضلية والثقة فى المستقبل بشرط العمل الجماعى الذى يقوده أبناؤها لخيرهم وتكل مستقبلها للغرباء من كل جنس!

ـ ­السبق: مصر لها جهود تاريخية جبارة حتى التوقيع على البروتوكول المنشئ لمجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد فى مارس 2004، وانتخبت مصر عضوا بالمجلس عن إقليم الشمال ثم بدأت فى ممارسة مهام عضويتها اعتبارا من 17 مارس 2006 لمدة عامين وحتي نهاية مارس 2008، أطلقت مصر المبادرة المصرية لإنشاء آلية التشاور بين مجلسي السلم والأمن الأفريقي والأمن الدولي خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن فى ديسمبر 2006 كما تعد مصر المساهم الأكبر بالإضافة إلى كل من جنوب إفريقيا والجزائر فى ميزانية الاتحاد التي تبلغ نسبتها 15% .

ـالاستعداد: أعدت مصر برنامج عمل مكثف وطموح من الأنشطة والفعاليات المتنوعة مع تولي رئاستها للاتحاد الأفريقي، حيث عقدت لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان أكثر من 30 لقاء مع الوزارات المعنية للتعرف على الاستعدادات لرئاسة الاتحاد وتشمل خطة مصر منح دراسية للأفارقة بالجامعات، وربط دول حوض النيل بمحاور طرق جديدة وشبكة للسكك الحديدية وخطوط طيران مباشرة لعدد من الدول الأفريقية ومصر لم تتواني لحظة فى المشاركة ودعم التنمية والتقدم و الاقتصاد الموحد في أفريقيا .. وهو ما ينص عليه دستورنا المصري..

ومن هنا أجدنى أنتظر بثقة دور مؤثر لمصر فى كل جهود الاندماج الاقتصادي بين دولنا لتحقيق أهداف أجندة التنمية الشاملة فى إفريقيا 2063، لأنه ببساطة يتسق مع شعار العودة إلى أفريقيا الذى رفعه الرئيس السيسي منذ تولي المسئولية.

ـ ثقة متبادلة: جاء اعتزاز مصر الأصيل بقارتها وقوتها الناعمة من خلال إحياء دور مؤسستي الأزهر الشريف والكنيسة القبطية خاصة فى منطقتي شرق وغرب أفريقيا وتفعيل الدور التنويري والتعليمي للجامعات المصرية فى المحيط الإفريقي وفتح فروع لها فى القارة مع تفعيل بروتوكولات التعاون العلمي كما عبرت أفريقيا عن ثقتها بمصر حين لجأت إليها لتنظيم كأس الأمم الأفريقية هذا العام ثقة فى قدرتها على إنجاح البطولة فى وقت قياسى .

ـ أما قوتها الضاربة: فقد جاءت من قطاع المقاولات والتشييد والبناء المصري وهو أحد أهم عناصر التعاون مع القارة الأفريقية خلال الفترة الماضية حيث تنفذ شركة المقاولون العرب سد ومحطة «روفيجي» للكهرباء بمنطقة «ستيجلر جورج» فى تنزانيا وهو المشروع الذي تعتبره الحكومة التنزانية أهم المشروعات القومية لتوليد الكهرباء ويستمر العمل به 3 سنوات ويبلغ تكلفة المشروع 2.9 مليار كما تقوم المقاولون العرب بتنفيذ مشروع تحديث وتطوير طريق ماساكا – بوكاكاتا جنوب دولة أوغندا بقيمة 54 مليون دولار ويستمر تنفيذه 24 شهرا .

وبعد هذه النقاط التى تزيد التفاؤل نستطيع أن نتحدث عن خطة أفريقيا 2063 فى ظل رئاسة مصر بكل طوح وثقة فى المستقبل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط