الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مونيكا عبد المسيح تكتب: الأخوة الإنسانية .. البداية لمستقبل آمن

صدى البلد

"زيارة البابا هدية الإمارات للجالية المسيحية"، كان هذا هو العنوان الرئيسي الذي تصدر الصفحة الأولى لإحدى الجرائد الرسمية الإماراتية أثناء استضافة سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ولقداسة البابا فرانسيس- بابا الفاتيكان، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، لحضور مؤتمر عالمي تحت مسمى "الأخوة الإنسانية"، ذلك الحدث الذي يعد - في رأيي- من أهم الأحداث التي شهدها وسيشهدها العالم أجمع، والذي تضمن توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" بين قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر؛ أكبر رمزين دينيين في العالم، لإثبات أن الأديان السماوية تدعو لنشر ثقافة السلام واحترام الآخر، وهي بريئة من أي أعمال قتل أو عنف أو كراهية.
استوقفني العنوان وأخذت أقرأ ما كُتب عن هذا الحدث الفريد، ولكن أكثر ما جذبني هو تعبير مجموعة من الراهبات عن سعادتهن الغامرة لزيارة قداسة البابا، وتمكنهن من حضور قداس يترأسه البابا فرانسيس، باعتباره أول قداس يقام في شبه الجزيرة العربية.
شعرت بفرحة عارمة أثناء توجهي للملعب الذي أُقيم فيه القداس؛ والذي حظيت بحضوره على أرض التسامح والسلام، الأرض التي تجمع أكثر من 200 جنسية وتفسح المجال للعيش والمواطنة دون النظر لأي اعتبارات عنصرية سواء كانت دين أو عرق أو جنس أو لون، فقد أقيم مذبح وصليب كبير لصلاة القداس، واجتمع حوالي 135 ألف كاثوليكى من الإمارات ومختلف أنحاء العالم، جعل من هذا المشهد تصوير رائع لختام فعاليات مؤتمر الأخوة الإنسانية.
لن نستطيع أن نجد قادة دينيين مثل البابا فرانسيس وشيخ الأزهر كي نقتدي بهم، سواء مسلمين أو مسيحيين، ينادي كل منهما الآخر بـ"أخي وصديقي" ويرد عليه الآخر بـ "السلام عليكم" في تأكيد منهما بضرورة الحوار بين الشرق الغرب الذي لا غنى عنه حتى يتم التكامل بين البشر، فقول البابا "لا يمكننا أن نكرِّم الخالقَ دون أن نحافظَ على قدسيّة كلِّ شخصٍ وكلِّ حياةٍ بشريّة" دلالة على احترام الآخر وضرورة تحقيق التكامل بين بني البشر، فتعتبر هذه الوثيقة ضمان لمستقبل خال من الصراعات، إذا جعلنا منها دستورا لحياتنا.
وتلك الخطوة لم تكن الأولى التي أشهدها مع مؤسسة الأزهر الشريف؛ فقد شاركت في "منتدي شباب صناع السلام" في يوليو 2018 في لندن مع مجموعة من الشباب لتفعيل حوار السلام بين الشرق والغرب، مسيحيين ومسلمين، ولم أكن المسيحية الوحيدة التي شاركت مع الأزهر الشريف في فعالية متميزة لإرساء قواعد السلام وتفعيل الحوار بين الأديان، وهذا ليس غريبا على نهج الأزهر الشريف، فكانت هذه الرسالة بمثابة الخطوة الثانية لما كنا قد بدأناه معه وما أوصانا به فضيلة الإمام في منتدي شباب صناع السلام الذي انعقد شهر يوليو الماضي بمشاركة 50 شاب من الشرق والغرب.
إننا كشباب دائما ما نكون متحمسين للعمل ولكننا نحتاج لقدوة خاصة قادتنا الدينيين التي ترشدنا وتنير لنا الطريق.