الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام والحرب ضد الإرهاب


الحرب التى تخوضها بلادى مصر، ضد الإرهاب، وأذنابه، ليست معركة عادية، خاصة أن العدو، ليس معروفا، ولم يعلن عن نفسه، وإنما يتوارى بين المواطنين، مستغلا الطيبة التى يتميز بها المصريون، الذين يجنحون دائما إلى السلم، وعدم التخوين.

خصائص تلك المعركة، فرضت على الدولة، سياسة شاقة فى مواجهتها، يدفع فيها أبناء الوطن، من رجال الشرطة الأوفياء، والجيش البواسل، أرواحهم فداء للوطن، تحقيقا لاستقراره وأمن المواطنين، بجانب المدنيين الذين يتعرضون للاستشهاد والإصابة بسبب ممارسات الإرهاب الذى لا يعرف دينا ولا وطنا.

الحرب التى تخوضها مصر، فى حاجة إلى مساندة من جانب المواطنين، بتحرى الحذر، والتعاون مع أجهزة الدولة، فى الإبلاغ عن العناصر الإرهابية، التى تتخذ من الأماكن الشعبية مأوى لها.

الحرب أيضا فى حاجة إلى رسالة إعلامية جديدة، على المستوى المحلى، والعربى، تعى أبعاد خطورة ما يتعرض له الوطن، والمنطقة بأسرها، من مخاطر تهدد الأمن والاستقرار، وهو ما يفرض على وسائل الإعلام، المحلية والعربية، ضرورة اتباع سياسة إعلامية، تقوم على فضح الممارسات الإرهابية، والدول التى تقف وراءه بالدعم والمساندة، بكل أشكالها، خاصة أن هناك دولا متورطة فى دعمه، وأثبت ذلك القانون، والتقارير الدولية.

وقد سبق وأن طالبنا فى لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، بضرورة تبنى سياسة "إعلام الحرب" بما يتطلبه ذلك من تعزيز جهود الدولة إعلاميا، وإعلان التعبئة للرأى العام بمخاطر الإرهاب على البلاد والعباد، غير أنها مطالب تحولت كغيرها من المطالب، وذهبت أدراج الرياح.

وحتى لا ندفن رؤوسنا فى الرمال، علينا الاعتراف بأن أداء الإعلام الحالى، محليا وعربيا، لا يرقى إلى درجة الخطورة التى تتعرض لها مصر ودول المنطقة، فلا معالجة جيدة، ولا معلومات يتم تسويقها للرأى العام، حتى تحول الأداء الإعلامى إلى ما يشبه الإذاعة المدرسية.

ولا نعفى الأداء الصحفى كذلك، من المسئولية، التى لم تقم الصحافة المطبوعة بدورها الذى ينبغى عليها القيام به، خاصة فى زمن الحالات الاستثنائية، كتلك التى تشكلها الممارسات الإرهابية، التى تتطلب أداء مغايرا عن ذلك الذى يتم اتباعه فى الأوقات الطبيعية.

نحن إذن بحاجة إلى رسالة إعلامية جديدة، على المستويين المحلى والعربى، تدعم جهود مصر فى الحرب ضد الإرهاب، خاصة أن مصر تقوم بهذا الدور نيابة عن دول المنطقة، التى لم ولن تسلم من خطر الإرهاب، وهو ما يفرض عليها ضرورة اتباع رسالة إعلامية تدعم مصر وجهودها، ليس من أجل مصر وحدها، وإنما من أجل المنطقة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط