الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة العربية ـ الأوروبية.. لقاء الصراحة والمواجهة


رغم أجندة مصر المُكتظة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي للعام 2019، إلا أنها وبدافع ثوابت السياسة الخارجية المصرية في الحفاظ على علاقات التوازن، ستستضيفُ الأسبوع المقبل في مدينة السلام "شرم الشيخ"، القمة العربية الأوروبية، التي يترأسها السيد عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ويمثل الاتحاد الأوروبي بها، دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وجون كلود، رئيس المفوضية الأوروبية، ومن المقرر أن تشهد حضورًا رفيع المستوى من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية من المنطقة العربية والقارة الأوروبية.

القمة في هذا التوقيت تتيح فرصة ذهبية للحوار بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، ولعل الرابط بين القضيتين يزداد قوة في هذه الآونة، بالنظر إلى ما يتردد في دوائر السياسة العالمية عن قرب هزيمة تنظيم "داعش"، الأمر الذي بات يثير الشعور بالقلق حول مصير عناصر هذا التنظيم، الذين ينتمي عدد لا بأس منهم إلى دول أوروبية، بعددٍ يقدر بنحو ألف مقاتل، ولن تقبل بلدانهم بأي حال بعودتهم إليها، مما سيدفعهم إذا ضاقت بهم السُبل، إلى اتخاذ الهجرة غير الشرعية بابًا سحريًا للتسلل إلى بلدانهم الأصلية أو أي بلدان أخرى مجاورة لمواقع اختبائهم الحالية.

كما تفرضُ الهزيمة المرتقبة لـ "داعش" على الأطراف الدولية المشاركة في القمة العربية الأوروبية، مسئولية التوصل إلى آليات موحدة لتقويض قدرة هذا التنظيم الإرهابي على استعادة صفوفه، والعودة لممارسة أنشطته الإجرامية، وذلك عبر وسائل فاعلة لمحاصرة مصادر تمويله، وقطع سبل إمداده بالأسلحة والذخائر، مع ضرورة أن تتم المواجهة على الأرض جنبًا إلى جنب مع المواجهة الأخطر والأهم في الفضاء السيبراني "الإليكتروني"، الذي يتيح مجالًا آمنًا لتلك العناصر للتواصل والحشد من خلال الرسائل المُشفرة ولابد من السيطرة على ذلك.

تبقى قضية هامة، وهي "التنمية" لابد أن تقفز ضمن أولويات أجندة القمة العربية الأوروبية، حيث لا تنفصل أيضًا عن القضيتين السابقتين، فبالقياس على الحالة المصرية، فقد تراجعت معدلات هجرة المصريين غير الشرعية إلى أوروبا وغيرها من البلدان، وذلك كنتيجة مباشرة للتوسع في تنفيذ المشروعات القومية في العديد من القطاعات التي اتاحت عددًا كبيرًا من فرص العمل وساهمت في تقليص نسب البطالة إلى 10% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري مقارنة بحوالي 11.9% في العام المالي المنقضي، كما يمكننا القول أن تحسين معيشة المواطن والنهوض بمنظومة التعليم ستساهم لاشك في غرس الوعي ومنع تسلل الفكر التطرف.

لعلي على يقين بأن إدراك القادة المشاركين بالقمة العربية الأوروبية لخطورة التحديات العابرة للمتوسط في الفترة الراهنة، سيدفعهم إلى اتخاذ "الصراحة" نهجًا لدى مناقشة مختلف القضايا والتوصل لوجهة نظر بشأنها، فالمواجهة والتصدي للمشكلات تتطلبُ عملًا جماعيًا وجهدًا دوليًا، وخطرا الإرهاب والهجرة غير الشرعية عابران للحدود، تمتد أذرعهما في كل اتجاه كالأخطبوط، وبات لزاما بترها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط