الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا لو اختفى بوتفليقة عن المشهد؟


لا أحد يُنكر إنجازات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، على مدار العشرين عامًا الماضية، حيث تولى الحكم عام 1999، واستطاع بفضل سياسته الحكيمة وعقلانيته، أن يحتوي جميع الأطياف في الجزائر، كما نجح في حقن دماء الجزائريين، بل وأبدلها أفراحا وسكينة وهدوءا ينعم به الجزائر.

أعلن أمس الأول "الاتحاد العام للعمال الجزائريين" أكبر تنظيم نقابي بالجزائر، تمسكه بترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، في انتخابات 18 أبريل رغم الاحتجاجات الرافضة لترشحه.

وجاء التأكيد على ترشح بوتفليقة في كلمةٍ للأمين العام للاتحاد عبد المجيد سيدي السعيد، خلال احتفالية بمناسبة ذكرى تأميم قطاع الوقود، بمحافظة أدرار أقصى جنوبي الجزائر.. وقد حضر الاحتفالية عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة (81 عاما)، إضافة لوزيري الداخلية، نور الدين بدوي والطاقة مصطفى قيطوني.

وقال عبد المجيد سيدي السعيد إن النقابة متمسكة بخيارها، وقد اختارت مرشحها عن قناعة، مضيفًا "بالنسبة لنا لا بديل لبوتفليقة وهو خيارنا ويحظى بمساندة مطلقة".

وأكد السعيد أن بوتفليقة قد أعاد السلم للبلاد بعد "عشرية سوداء"، في إشارة إلى سنوات الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي، حيث خاطب الحضور متسائلًا: "هل تريدون الرجوع إلى سنوات حرق المنازل والمصانع وسنوات الدم والدموع؟.. نقول لا ولا ولا.. ولذلك اخترنا مرشحنا عبد العزيز بوتفليقة".

وشدد على أن التمسك ببوتفليقة نابع أيضًا من إنجازات ملموسة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

وأعلن اتحاد العمال عن موقفه بعد احتجاجات شهدتها محافظات عديدة، يوم الجمعة، ضد ترشح بوتفليقة الذي يحكم منذ عام 1999، ويعاني من متاعب صحية منذ سنوات.

ويعد الاتحاد العام لعمال الجزائر، أكبر تنظيم نقابي بالجزائر يتمسك بترشيح بوتفليقة لولاية خامسة.. لكننا لابد أن نتوقف هنا ونتساءل تساؤلات مشروعة؟

الرئيس الجزائري، منحه الله الصحة والعافية، أتم عامه الــ 81، فهل يستطيع استكمال مسيرته خاصة في ظل ظروف صحية صعبة؟ وماذا إذا رحل عن هذا العالم، فهل يعود الجزائر إلى فوضى ما قبل حكمه كما يدَّعي الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين؟ وهل يرجع الجزائر إلى سنوات حرق المنازل والمصانع وسنوات الدم والدموع؟ ولنفترض جدلًا أن الرئيس بوتفليقة، يتمتع بصحة جيدة، فهل هذا مؤشر على بقاؤه؟ وهل معنى أنه حقق الأمن والاستتباب للشعب الجزائري، أن يخرج الشعب في فوضى إذا أتى برئيس آخر؟

من كل قلبي: أعتقد أننا نُبالغ كثيرًا في الدول العربية في التعامل مع الرؤساء الباقين في الحكم لسنوات عديدة، فاستتباب الأمن لا يرتبط بشخص بعينه، وإنما هو حالة تعيشها البلاد.. وعلى الرئيس أن يُنصت لشعبه جيدًا، وليعتبر الجزائر من ثورات الدول العربية، ويعلم أنه مهما طال الزمن بالرئيس في الحكم، فإنه لابد أن يرحل، إما بمفارقة الحياة أو بثورة الشعوب.. أتمنى أن يفيق الرئيس قبل فوات الأوان ويستمع لكلمة الشعب، ويحاول الاستجابة لمطالبه، إما بتغيير النظام أو الاعتذار عن المنصب.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط