الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إن البرامج تشابهت علينا


63 مرشحا، منهم 11 على موقع النقيب، يخوضون انتخابات التجديد النصفى، لنقابتنا العريقة - الصحفيين - المقرر لها أول مارس المقبل، فى مارثون هو أشبه باحتفالية لأعضاء النقابة والجمعية العمومية لها.

وكانت بداية المارثون بإعلان المرشحين، أو أنصارهم، عن برامج انتخابية، لزوم الدعاية الانتخابية، قال عنها المرشحون، إنها تعكس رؤيتهم للعمل النقابى، وتمثل عهودا عليهم، واجبة التنفيذ، حال فوزهم بعضوية المجلس، سواء على موقع النقيب، أو مقاعد المجلس التى يبلغ عددها 12 مقعدا.

ورغم أن البعض ينظر إلى البرامج الانتخابية، على أنها تحمل من الكلام المعسول، ما يدغدغ مشاعر الجمعية العمومية، ويحث أعضاءها على انتخاب أصحابها، ومن ثم لا تلقي لديهم تأثيرا على الوعى الانتخابى، أو توجيه أصواتهم، إلا أن المهتمين بالشأن النقابي - أمثالي- يحاولون قراءتها، ومعرفة مضامينها، والتي من خلالها يمكن الحكم على العطاء النقابى، في حالتي الفوز بعضوية المجلس، أو عدم الفوز.

وقد راعينا جيدا، فى لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، قراءة البرامج التى توافرت لدينا، وتمثل ما يزيد على 80% من المرشحين، ومنها توصلنا إلى بعض النقاط، يمكن إيجازها فى الآتي:
أنها ركزت وبشكل أساسى، على شعار واحد وهو " النقابة" و"الكرامة" و"المهنية" مع تغيير بعض الكلمات التى تسبقها أو تلحقها، من نوعية "نقابة قوية" و" كرامة الصحفى" و"من أجل المهنة"، إلى آخر ذلك من الشعارات.

وتشابهت فى ذلك البرامج الانتخابية، حتى أن البعض يرى فى كثير منها استنساخا، أو نقلا، أو اقتباسا، وكلها أمور تؤكد أن الكثيرين - وأنا منهم - تشابهت عليهم البرامج، إلى الحد الذي لا يمكن معه تحديد هوية المرشح، أو التعرف على خطة عمله المستقبلية.

وعنوان المقالة لا يعنى، الكفر، أو الجدال، أو عدم الرغبة فى الاقتناع بالبرامج، وإنما لدينا إيمان عميق، بأنها تمثل حالة من التقليدية، أو إن شئت قل الروتين، حتى تحولت البرامج إلى كلمات نظرية، لا تسمن ولا تغني من فائدة، ولنا فيما قدمه السابقون من برامج عبرة، فما كان منها إلا أنها تحولت إلى بخار، وذهبت أدراج الرياح، بمجرد انتهاء موسم الانتخابات، وعودة الجميع لمقاعده.

لم أر - على المستوى الشخصى - برنامجا قويا، يعبر عن واقع حقيقى، إلا لدى القليل من المرشحين، فى وقت أسرف فيه الكثيرون فى ذكر ما يرونه إنجازات، خاصة المرشحين الذين سبقت لهم العضوية، سواء على موقع النقيب أو المجلس، ويقدمونها على أنها رصيد مقدم يكفى لنجاحهم أو لحصولهم على ثقة الجمعية العمومية.

كنت أتمنى، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، أن تكون لغة مخاطبة الجمعية العمومية، أكثر واقعية، ونابعة من المشاكل التي تعانى منها المهنة، ويشقى منها الصحفيون، ومن واقع خبرات نقابية، بعيدة عن الرغبة فى تحقيق أهداف شخصية، تتباين من مرشح إلى آخر.

والخلاصة، أن البرامج هي أساس الاختيار، ولكن عندنا تحولت إلى مجرد ديكور للانتخابات، وأصبح التصويت متربطا بعوامل أخرى، شخصية بالدرجة الأولى، وهو الأمر الذى ينتهى فى حقيقة الأمر إلى حالة من الاستياء بعد انتهاء الانتخابات، لعدم التنفيذ، فى حين أننا، فى نقابتنا العريقة، فى حاجة إلى تغيير ثقافة الاختيار فى الانتخابات، على أن يكون من واقع توافر القدرات النقابية، ومن قبلها الالتزام الشخصي من جانب المرشح، وهي عوامل لا زالت الانتخابات، بعيدة عنها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط