الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشمش أفندي.. الأخ المصري لـ ميكي ماوس في الثلاثينيات |نوستالجيا

مشمش أفندي
مشمش أفندي

بقفازاته البيضاء وأصابعه الأربعة الظريفة عرفه الجمهور، يشبه الفأر ولكن في جسم البشر وبحركاته السريعة الطريفة ومواقفه الكوميدية، استطاع "ميكي ماوس"، أن يأسر عقول الأطفال والكبار ليصبح واحدًا من أشهر الشخصيات الكرتونية حول العالم، ولأن المصري غالب على الثقافات الأخرى، ظهر في تلاثينيات القرن الماضي شخصية ميكي ماوس المصرية، باسم " مشمش أفندي".


مشمش أفندي، النسخة المصرية من ميكي ماوس، يشبهه بشكل كبير إلا أنه تم تغيير بعض الملامح به ليتناسب مع الشخصية المصرية، وظهر بالطربوش، وتم تغيير شكله فيما بعد ليصبح أشبه بالبشر بشكل كبير في ملامحهم وليس فأرا، ولكن ظل بأربعة أصابع، ونشرت جريدة قالب:La bourse egyptienne يوم 24 مايو 1935 في الصفحة الأولى مقالا بعنوان "ميكى ماوس أصبح له أخ مصرى"، وجاء في موضوع المقال "مثل mickey mouse و betty boop في أمريكا.


"مفيش فايدة" جملة قالها طلعت حرب مؤسس بنك مصر واستوديو مصر، حينما طلب منه أحد الأجانب في مصر، تمويل لإنتاج فيلم رسوم متحركة مصري لمحاكاة السينما العالمية، وبعد الحاح أنهى طلعت حرب كلامه قائلا: "في المشمش"، لتلهم جملته عائلة فرانكل لإنتاج فيلم مفيش فايدة بطولة "مشمش"، وبداية انتاج مصر لأفلام الرسوم المتحركة التي لم تكن شائعة حينها.

ولكن بالرغم من محاكاة ميكي ماوس بالطريقة المصرية، إلا أن مبتكريه لم يكونوا مصريين الجنسية، وتعود الفكرة لثلاثة إخوة عاشوا في مصر بأصول روسية يهودية، أحبوا مصر ونمت بداخلهم حب الفن والسينما، أحبوا الإنتاج ولكن لم يكن لديهم المال الكافي لإنتاج فيلم خاص بهم، فاتجهوا إلى طلعت حرب الذي قال لهم جملته "مفيش فايدة"، إلا أنهم لم يتوقفوا عند ذلك الحد، واستغلوا نجاحهم في تجارة الموبيليا وجمعوا المال اللازم لإنشاء استوديو خاص بهم لصناعة الرسوم المتحركة في مصر.


نجح الأشقاء الثلاثة في إنتاج أول فيلم لهم باسم "مفيش فايدة" الذي حقق نجاحا غير متوقع وظل يعرض في السينما لمدة 9 سنوات، وكونوا فريق عمل في أجواء أسرية، حيث تخصص أحد الأبناء في رسم الشخصيات والديكور وتحديد الزوايا والرسم بالحبر، والثاني يلون ما رسمه الأول، والأخير كان مسئولا عن أدوات التصوير والإضاءة والصوت وعملية المونتاج، حتى أن الأب اشترك مع أبنائه في الإنتاج فكان مسئولا عن عملية إعداد الأحبار والألوان لرسم الشخصيات.

وفي الثامن من فبراير، عام 1936، عرضت سينما كوزمو بالقاهرة، في قائمتها فيلم "مفيش فايدة لـ مشمش أفندي"، وكان مدته 15 دقيقة، باللغة العربية، وبالرغم من اندهاش الجمهور بالفيلم إلا أنه لاقى استحسانهم، مما شجع الاشقاء على إنتاج أفلام أكثر، ناقشوا خلالها قضايا ومشاكل المجتمع المصري، وأصبحوا ذوي تأثير وقوة مجتمعية حتى أن بعض مؤسسات الدولة استعانت بهم لإنتاج أفلام توعوية للمصريين.


قدم الإخوة حوالي 30 فيلما في مصر، ومع الأحداث السياسية واشتعالها، اضطرت الأسرة إلى الهجرة من مصر إلى أوروبا، واستقروا في فرنسا، وحاولوا إنتاج أفلام رسوم متحركة هناك إلا أنها لم تلق نجاحا وانتشارا مثل الذي حققوه في مصر.

كما شارك مشمش أفندي في أعمال أخرى مع بعض الممثلين مثل تحية كاريوكا والفنانة كاميليا والفنانة صباح ومع ملكه جمال مصر في هذا الوقت فريزي تزيمر واشترك في أفلام أخرى مثل بالهناء والشفاء وسمكري الحارة و مشمش أفندي في المريخ.