الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طرابلس الحائرة بين حفتر والغرب


بدايةً وقبل الحديث عن تصريحات إنجلترا أو الولايات المتحدة والتي هي وجهان لعملة واحدة، حيثُ أن أمريكا هي المخ وإنجلترا العضلات، نؤكد أن الشأن الليبي شأن خاص ولا يحق لدولة التدخل فيه، إلا إذا طلبت المساعدة، وفيما عدا ذلك لا يصح إلا الصحيح.

منذ أن بدأت قوات المشير خليفة حفتر عملياتها لتحرير المدينة من الإرهابيين والجماعات المسلحة العديدة الناشطة هناك.. لم تهدأ الدول الطامعة في ليبيا في التدخل والتعقيب على الأحداث ورُبما تهدد بالتدخل العسكري إذا لزم الأمر، أو بالأحرى إذا سنحت لها الفرصة.

في حين اعتبرت بريطانيا أنه لا مبرر على الإطلاق لعملية "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر للسيطرة على عاصمة ليبيا طرابلس، متعهدة بتفعيل كل القنوات لمنع تصعيد الوضع، أكدت الولايات المتحدة رفضها الشديد لعملية "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير، خليفة حفتر، للسيطرة على عاصمة ليبيا طرابلس، داعية إياه إلى وقف فوري للهجوم.

ودعت بريطانيا قوات حفتر للتراجع إلى مواقعها السابقة ووقف النشاط العسكري، حيث قال وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، في تغريدة نشرها أمس الأحد على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "إننا نتابع الأوضاع في ليبيا عن كثب. وبعد اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بقيادة المملكة المتحدة وبيان مجموعة G7 الأسبوع الماضي، سأبحث الخطوات اللاحقة مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل غدا".. وشدد هانت على أن "كل القنوات ستكون عاملة من أجل التشجيع على ضبط النفس وتفادي سفك الدم"، مشيرا إلى أنه "لا مبرر لتقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس".

وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان أصدرته أمس الأحد على لسان مسئول رفيع في الوزارة: "أكدت الإدارة (الأمريكية) بوضوح على أعلى المستويات قلقها العميق من القتال قرب طرابلس".. وأضافت في البيان، الذي نقلته وسائل إعلام أمريكية وكذلك سفارة واشنطن لدى طرابلس: "إن الولايات المتحدة تعارض الهجوم العسكري من قبل قوات خليفة حفتر وتدعو إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية ضد طرابلس والعودة إلى المواقع السابقة".

وكان نائب مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، جوناثان آلن، سبق وأن دعا خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن، قوات "الجيش الوطني الليبي" إلى الانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها في محيط طرابلس ووقف النشاط العسكري قرب المدينة، وحث جميع الأطراف إلى العودة لمسار العملية السياسية.

والجدير بالذكر أنه منذ الخميس الماضي، تقوم قوات "الجيش الوطني الليبي" بعملية للسيطرة على العاصمة طرابلس، التي تتخذها حكومة الوفاق الوطني مقرا لهًا، وتقول قوات حفتر إن الهجوم يهدف "لتحرير المدينة من الإرهابيين" في إشارة إلى الجماعات المسلحة العديدة الناشطة هناك.

من قلبي: في مشهد يعكس انسحابًا وعدم التزامًا من الولايات المتحدة، في نفس الوقت، كانت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، قد أعلنت أمس عن سحب مجموعة من قواتها من طرابلس استجابة للظروف الأمنية والاضطرابات المتزايدة في العاصمة الليبية.. وبالرغم من ذلك، تمسك أمريكا بالعصا من المنتصف، حيث أكدت عبر بيانات عدة، رفضها الشديد لهجوم قوات حفتر على طرابلس، محذرةً إياه من تداعيات استمرار العملية، فيما جددت الدعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا.

من كل قلبي: حسنًا فعل القائد الليبي الذي يحمل البلاد على أكتافه، إيمانًا منه بالحفاظ على وحدة ليبيا وأراضيها، ضد العدوان الداخلي والخارجي، والأيام القادمة ستكشف الكثير من الأمور التي بإذن الله ستكون في صالح الشعب الليبي وليبيا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط