الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المغرب على الطريق !!


نظم آلاف المغاربة مسيرة في وسط العاصمة الرباط، أمس الأحد، للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف الذي اندلع شمال البلاد في أواخر 2016 احتجاجًا على مشكلات اقتصادية واجتماعية بالمنطقة.

يبدو أن الحراك الذي يحدث في الدول العربية كالعدوى التي تصيب الشعوب المستقرة، فها هو المغرب، المعروف باستقرار أوضاعه، لم يسلم من هذه التحركات، فقد بدأ الحراك يتسلل إلى الشعب المغربي، انطلاقًا مما يحدث في الجزائر الشقيق وبالطبع ما يحدث في السودان.

وكانت محكمة استئناف في الدار البيضاء قد أيدت قبل أسبوعين أحكامًا بالسجن 20 عامًا بحق ناصر الزفزافي، ونبيل أحمجيق، ووسيم البوستاتي، وسمير أغيد في تهم منها تقويض النظام العام وتهديد الوحدة الوطنية.

وقضت المحكمة بسجن 35 ناشطًا آخرين فترات تتراوح بين عامين و15 عاما، وحُكم على شخص واحد بالسجن عامًا واحدًا مع إيقاف التنفيذ.

ويبدو أن هذه هي الشرارة التي أشعلت نار الغضب في قلوب الشعب المغاربي، ولكن لا يعلم إلا الله إلى أين سينتهي هذا الحراك ما دام قد بدأ.

وردد المشاركون في المسيرة، الذين كانوا يرفعون أعلامًا خاصة بالمجتمع الأمازيغي وصور النشطاء السجناء، شعارات منها "حرية كرامة عدالة اجتماعية" و"عاش الريف" و"الشعب يريد سراح المعتقل".

وشاركت في المسيرة عائلات حراك الريف، ومنظمات حقوق الإنسان، والحركة الأمازيغية، وأحزاب يسارية وحركة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة.

كما طالب المتظاهرون أيضا بإطلاق سراح الصحفي حميد المهداوي، الذي كان يغطي احتجاجات الريف وعوقب بالسجن 3 أعوام بتهمة عدم الإبلاغ عن جريمة تهدد سلامة أمن الدولة بعد تلقيه مكالمة هاتفية من مغربي يعيش في الخارج يقول إنه سيقوم بإدخال أسلحة إلى المغرب، كما رفع المتظاهرون أيضا صورا للصحفي المعتقل توفيق بوعشرين رافعين شعار "الصحافة ليست جريمة".

والجدير بالذكر أن حراك الريف، قد اندلع في آواخر عام 2016 بعد مقتل بائع سمك يدعى محسن فكري داخل حاوية للنفايات عندما حاول إخراج أسماكه التي صادرتها الشرطة بحجة عدم قانونية اصطيادها.

نقلت السلطات المغربية معتقلين من نشطاء "حراك الريف"، بمن فيهم ناصر الزفزافي، من الدار البيضاء إلى سجون شمالي المملكة، أقرب لسكن ذويهم بعد تأكيد أحكام الإدانة بحقهم.

وأوضحت المندوبية العامة للسجون المغربية في بيان لها أن هذا الإجراء يأتي "في إطار تقريب هؤلاء النزلاء ما أمكن من ذويهم والحفاظ بذلك على روابطهم الأسرية والاجتماعية".

ولم يحدد البيان مواقع السجون التي نقل إليها المعتقلون، وعددهم 38 بينهم ناصر الزفزافي أحد قادة الحراك.

ويأتي ذلك بعد أن أيدت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أحكاما بالسجن 20 عاما صادرة في يونيو الماضي بحق الزفزافي و3 نشطاء آخرين، بعد إدانتهم بعدة تهم، بينها "التآمر للمس من أمن الدولة".

وعقب تأييد الأحكام أقدم ناصر الزفزافي والناشط محمد الحاكي المدان بالسجن 15 عاما على خياطة فميهما بإبرة وخيط، وأعلنا بذلك إضرابا عن الطعام حتى الموت احتجاجا على حكم محكمة الاستئناف.

من كل قلبي: العالم العربي يموجُ بالكثير من التحركات الشعبية الآن، التي تزعزع الاستقرار والقلق، ولا يسعنا سوى أن نتمنى من الله أن يرفع الغمة عن العالم العربي، ليعود إلى سابق استقراره وعهده... رحمنا الله ورحم شعوبنا العربية ووقانا شر الفتن والإرهاب الذي يحدق بنا جميعًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط