EN 
⁃ هي الاستراتيجية التي بنيت عليها كل وسائل الاتصال الحديث من مواقع للتواصل الاجتماعي ومنابر إعلامية موازية أو بديلة عن تلك التقليدية المعتادة، بل وإن شئت فجميع ألعاب وبرامج الترفيه التي كان الفضاء الإلكتروني هو الوعاء الأكبر لها.
⁃ والفكرة مستقاة من افكار القدرة على السيطرة والسطوة بل وإدارة الغير عن بعد دون قدرة من هذا الغير على المقاومة أو الامتناع.
⁃ ولم تكن هذه المقدمة إلا سطرا واحدا في استراتيجيات وضعت منذ عقود وتنحصر جهودنا حاليا في السعى الحسيس لإيقاف نجاحها المذهل في الوصول لأهدافها وغاياتها والحد من تأثيرها القاتل في بعض الأحيان.
⁃ وان أردت دلائل وأمثلة فلك أن تلاحظ أن حوادث إرهابية اهتزت لها المشاعر كالحادث الإرهابية الغادر بنيوزيلاندا والآخر الخسيس الذي فجعت به سيرلانكا مؤخرا، وغيرها ما هي إلا تطبيقات عملية لما رسخ في وجدان وعقل الإرهابيين القتلة ودعمة تطبيقات و ألعاب وبرامج شابهت إلى حد التطابق مظاهر السلوك الإجرامي الذي نفذة الإرهابيون (أي تطابق طريقة التنفيذ إلى حد الكمال مع ألعاب وبرامج تزخر بها الأسواق في كل بلاد الدنيا ومنها كنانه الله في أرضه) وللأسف الشديد.
⁃ وقوام هذه الاستراتيجية هي سهولة توصيل المحتوى المرغوب بدفعة للمتلقي وترسيخه بوجدانه بتكرار متعمد وأنماط محددة تخاطب إدراكه مع صعوبة تخيل أن ألعاب يلهو بها صغار وكبارا قد حملت في طياتها سما أشر.
⁃ المشكلة حاليا هي ذيوع وانتشار هذا النوع من التهديد الذي لم يعد يخفي على أحد، خاصة من المتخصصين أو المتابعين المدققين، وهو ما يعد إلا التطبيق الثاني من الاستراتيجية التي بدأت في السابق بمواقع التواصل الاجتماعي ولنجاحها الباهر في تحقيق أغراضها أعقبتها تلك الموجة الثانية في صورة ألعاب وغيره وما زلنا في انتظار الجديد من التطبيقات في جيلها الجديد وما بات يعرف بالذكاء الاصطناعي.
⁃ أما وإن هذا هو العالم ما بعد الحداثة وهذه هي التهديدات المتزايدة في ثوابها الجديد فلا مفر من تبني استراتيجيات حقيقة للمواجهه ولعل ما انتهت الية الزميلة الفاضلة والأخت العزيزة الدكتورة نهاد صبيح، في دراسة زماله متميزة لكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، من استراتيجيات واضحة تتبعها خطط وبرامج محددة لهو القبس الهام لهذه المواجهة ومنها وليس كلها خطط لتفعيل الأمن السيبراني وتبني تشريعات محدد للحماية وتتبعها برامج لمحو الأمية المعلوماتية أو التبصر بمخاطرها وغيرها، والله من وراء القصد والغرض.
