الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسحراتي بلال بن رباح


المسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين تقريبا يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظًا أهاليها للقيام على ضرب طبلته، وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحراتي قوله: (اصحى يا نايم وحد الدايم..رمضان كريم).

مع تقدم الزمن وتطور المجتمعات، وبعد انتشار وسائل الإعلام وخاصة التليفزيون بقنواته الأرضية والفضائية التي لا تنام، بدأت هذه المهنة في الانقراض، واختفى المسحراتي من معظم الحارات والأحياء، بعدما كانت عادة مشهورة ومتداولة بقوة في معظم الدول العربية.

وفي عودة تاريخية لبداية المسحراتي دعونا نرجع إلى عهد رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان(بلال بن رباح) أول "مؤذّن في الإسلام" ومعه(ابن أم مكتوم) يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور، الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يعلن الإمساك عن تناول الطّعام.

أول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر، أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت (العُصي)، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان، أما أهل المغرب العربي فكانوا يستخدمون المزمار في إيقاظ الناس لتناول السحور.
ومن المعروف أنالمسحّراتي لا يأخذ أجرا مقابل هذه المهنة وإنما يقدمها متطوعا، إلا أنه يمر بالمنازل منزلًا منزلًا في أول أيام العيد ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد، ليعطيه النّاس ما يجودون به منالمال أو الكعك والحلوى الخاصة بالعيد ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد.

وإذا مررنا بمصر الحديثة لا تخفى علينا أعمال الموسيقار الراحل "عمار الشريعي" في برنامجه "المسحراتي"، الذي كان يُقدمه في التليفزيون المصري، وكانت من أبرز الأغنيات التي ارتبطت بمهنة المسحراتي )مسحراتي مصر البهية، اصحى وصبّح رب البرية، مشيت أرتّل وأنشد وأجوّد، وصوتي يجري بين النواصي.. اصحى يا نايم(.

وإن تكلمنا عن شخصية "المسحراتي" بشكل أوسع من الصعب أن ننسى الشيخ "سيد مكاوي" الذي أبدع في تقديم شخصية المسحراتي مع الشاعر "فؤاد حداد" الذي صاغها شعرًا، وظل يقدم المسحراتي بالأسلوب نفسه حتى وفاته، وهو أسلوب على بساطته الشديدة يعد بصمة فنية مهمة.

كما كان لسيد مكاوي الفضل في وضع أساس لحني خاص لتقديم المسحراتي: (اصحى يا نايم وحد الدايم وقول نويت بكرهإن حييت الشهر صايم والفجر قايم..اصحَى يا نايم وحد الرزاق رمضان كريم(،،،، دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط