الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من المنصورة لـ جاردن سيتى.. عاش هنا يوثق مسيرة مأمون الشناوى وأسباب عناده مع ام كلثوم وكواليس علاقته الخاصة بـ فريد الأطرش وعبد الحليم.. واكتشافه هانى شاكر

مامون الشناوى فى
مامون الشناوى فى جلسة مع أم كلثوم

فى محافظة القاهرة وتحديدا فى 2 شارع مديرية التحرير جاردن سيتى حى غرب، عاش الشاعر الراحل مأمون الشناوى، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 28/02/1914 ، وتاريخ الوفاة: 27/05/1994.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

يعتبر مأمون الشناوى أحد أبرز شعراء مصر ويعتبر من جيل الرواد، وهو من مواليد مدينة المنصورة، كان بمثابة مملكة متكاملة بمفرده حين يكتب، واستطاع أن يرضي جميع الأذواق بقلمه، كما أن له الفضل في إعادة صياغة أغاني الفلاحين والأغنيات الشعبية الفلكورية المصرية، وهو أخ المؤلف كامل الشناوي، قدم طوال مسيرته الشعرية العديد من الأغنيات التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات، وكانت أغنية "حبيب العمر" التي غناها الموسيقار فريد الأطرش من بواكير أعماله، كما أن له الفضل في إعادة تقديم أغاني الفلاحين والأغنيات الشعبية الفلكلورية المصرية.

عمل بالصحافة فى مجلة "روزاليوسف" حتى عام 1939، مساعد سكرتير تحرير ومشرف على باب الفن فى مجلة "آخر ساعة" 1939، يعتبر أحد مؤسسي جريدة "أخبار اليوم" التي عمل بها كسكرتير تحرير.

كان الشاعر مأمون الشناوي عنيدا، لا يقبل أن تعدل كلماته الشعرية، فكان يشترط على المطربين الذين يغنون كتاباته أن يأخذوا هذه الكلمات بدون أن يقوموا بتعديلها، ومن المواقف التي لا تنسى أنه ذهب ذات مرة لأم كلثوم يحملا إليها أوراق أغنية "الربيع" وكان من أكثر المحبين لها ومع ذلك، رفض الشناوي أن تقوم أم كلثوم بتعديل كلمات الأغنية، ويقال إن أم كلثوم ندمت على فوات أغنية الربيع، بعد النجاح الساحق الذي حققته الأغنية ، إلا أن الصدفة فرضت قرارها بلقائه فريد الأطرش الذي قرأ كلمات الأغنية سريعًا وأكد على أنها الأوبريت الذي سيعرضه في عيد الربيع، لتخرج عام 1949 إلى النور، أغنية "آدي الربيع" التي تعد من أجمل أغاني الربيع حتى الآن.

لم تكن "الربيع" أولى محاولات الشناوي للتعاون مع الست، فقد عرض عليها من قبل أغنية "حبيب العمر"، والذي رفض تعديل أم كلثوم على كلماته، فغناها فريد الأطرش ولحنها، في فيلم "حبيب العمر" من بطولة سامية جمال واسماعيل ياسين، عام 1947.

طلبت أم كلثوم من بليغ حمدي أن ينظم لها لقاءً مع مأمون الشناوي، ليقابلها وتتفق معه على كتابة أغنية جديدة لها، فتعاونت مع مأمون الشناوي في 4 أغنيات تعتبر من أجمل الأغاني الرومانسية حتى الآن، ثلاث منها من ألحان بليغ، "أنساك يا سلام" عام 1961، "كل ليلة وكل يوم" عام 1964، "بعيد عنك" عام 1965، أما "دارت الأيام" من ألحان محمد عبد الوهاب عام 1970، وهى الأغنية التى كانت على وشك التعرض للتعديل ومن ثم انهيار المشروع بسبب عناد مأمون الشناوى حينما طلب محمد عبد الوهاب تعديل اسم الأغنية لتكون "يا عينى على العاشقين" ورفضتها أم كلثوم وليس مأمون الشناوي فى هذه المرة، وتمسكت أم كلثوم بالكلمات وبالاسم.

كتب أغنية "الربيع" في ربيع عام 1947، وكتب لكوكب الشرق العديد من الأغنيات أشهرها أغنية "أنساك"، وكتب لها أيضا أغنيات "كل ليلة وكل يوم" التي غنتها عام 1964م، وفي العام التالي كتب لها أغنية "بعيد عنك"، وهما من ألحان بليغ حمدي، كما كتب لها أغنية "دارت الأيام" عام 1970م والتي لحنها لها محمد عبد الوهاب.

كتب العديد من الأغنيات للفنان عبد الحليم حافظ، ومن أشهرها "أنا لك على طول"، "بعد إيه"، "لو كنت يوم أنساك"، "عشانك يا قمر"، و"كفاية نورك"، "حلفني"، و"بيني وبينك إيه"، كما كتب أيضًا العديد من الأغنيات للمطربات أسمهان، وليلى مراد، وفايزة أحمد، وغنى ولحن له الموسيقار محمد عبد الوهاب العديد من أعماله.

ألف لأسمهان في فيلم "غرام وانتقام" عام 1944 أغنيتي "أهوى" و"إمتى حتعرف" كما كتب لليلى مراد أغنية "ليه خلتني أحبك" لحن كمال الطويل، وألف لفايزة أحمد "تهجرني بحكاية"، و"بصراحة" وكلاهما من لحن محمد عبد الوهاب.

كتب للمطربين والموسيقيين الجدد، وساعد في تقديمهم إلى الساحة الفنية، فقد كتب للمطربة عزيزة جلال أغنية "بتخاصمني حبة وتصالحني حبة"، كما لعب دورا كبيرا في إنجاح صوت المطرب هاني شاكر، وكان يتولاه بالتشجيع والرعاية.

يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.