تلقت تهديدات.. تركيا تطارد إليف شفق وعددا من الروائيين

بدأ المحققون الأتراك حملة لمطاردة الروائيين والكتاب بمن فيهم إليف شفق الروائية الحائزة على جائزة "مان بوكر" للرواية الدولية ومؤلفة رواية "قواعد العشق الأربعون"، الأمر الذي وصفه المعارضون بأخطر تهديد لحرية التعبير.

وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن الخطوة جاءت بعد جدال على وسائل التواصل الاجتماعي حول ترويج بعض الروائيين عن وقائع مثل "التحرش بالأطفال والاعتداء الجنسي".

وأثارت صفحة من كتاب للروائي عبد الله شفقي انتشرت على تويتر جدلا واسعا، حيث تضمنت احدى الفقرات واقعة اعتداء جنسي على قاصر، فيما قالت وزارة السياحة والثقافة التركية إنها تقدمت بشكوى جنائية ضد الكاتب، وكذلك نقابة المحامين التي طالبت بحظر الرواية متهمة الكاتب بالترويج لـ"الاعتداء الجنسي وإساءة معاملة الأطفال".

وانتشرت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد مقاطع من روايات كتاب آخرين مثل إليف شفق وعايشة كولين، موجهين إليهم نفس الاتهامات.

وتقول شفق إنها تلقت آلاف الرسائل المسيئة والتهديدات على مدار اليومين الماضيين، موضحة إنهم يريدون التحقيق في أي فقرة لها علاقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال في الأدب التركي.

وأشارت شفق إلى "المفارقة" وهي انتشار حالات العنف الجنسي ضد النساء والأطفال، بينما لا تتخذ المحاكم التركية أي إجراءات ولم يتم تغيير القوانين، مضيفة أنه "علينا اتخاذ إجراءات للتعامل مع العنف الجنسي بدلا من محاكمة الكتاب .. إنها مأساة".

ونقلت الصحيفة عن مديرة إحدى المنظمات المدافعة عن حرية التعبير قولها "نشعر بقلق بشأن التهديدات التي تتعرض لها شفق .. الكتابة ليست جريمة"، موضحة أن حرية التعبير تتعرض للانتهاك بشكل متزايد في تركيا ويتعرض كثير من الروائيين للنفي أو السجن.

كانت شفق تعرضت للمحاكمة في 2006 وتم تبرئتها من تهمة "إهانة السلطة التركية" عقب إشارتها في إحدى الروايات لمذبحة الأرمن ووصفها لها بأنها إبادة جماعية.

وتقول الكاتبة إنها دائما ما تدافع عن حقوق المرأة والأطفال وهو أمر معروف عنها، موضحة أنهم يستخرجون الجمل عن تلك الوقائع من كتبها وتفسيرها كأنها تهمة بدلا من تقدير روايتها وتسليطها الضوء على الأقليات ومعاناتهم.

جدير بالذكر أن تركيا تتمتع بواحدة من أعلى معدلات زواج الأطفال في أوروبا، وبحسب منظمة مكافحة زواج القصر، فإن 15% من الفتيات في تركيا يتزوجن قبل 18 عاما و1% قبل سن الـ15، وتقول شفق إننا بحاجة لحركة نسائية قوية للدفاع عن حقوق المرأة والأطفال مشددة على أن "الأدب يمكنه القيام بدور في ذلك الأمر .. لكنهم يطاردون الكتاب في الوقت الحالي"