الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلمة الإمام الأكبر.. استراتيجية إعلامية مهمة


لم تكن الكلمة التى ألقاها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، أمس الأول فى احتفالية ليلة القدر، مجرد كلمة توضح ما يتعرض له الدين الإسلامى من تحديات، وصلت إلى حد صناعة آليات خارجية للترهيب باسم الإسلام، وهو المصطلح الذى يطلق عليه «الإسلاموفوبيا» ، الذى يستخدمه أعداء الدين الإسلامى كفزاعة باسمه.

لم تكن كلمة فضيلة الإمام الأكبر، كذلك، بيانا لكيفية حفظ المولى تبارك وتعالى لكتابه العزيز، القرآن الكريم، حتى لم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه، رغم مرور آلاف السنين على تنزيله على نبيه الكريم محمد صلوات الله وتسليماته عليه.

غير أن ما يعنينها فيها – نحن الإعلاميين- وبدرجة أكبر، هو تركيزه على دور الإعلام فى الدفاع عن الدين الإسلامى، وهنا نشير إلى ما قاله فضيلة الإمام بالنص: " "لدينا من الإمكانات الماديَّة والإعلاميَّة ومن هذا السيل العرم من محطاتنا وأقمارنا الفضائية ما يمكن أن ننصف به هذا الدِّين الذي ينتمي إليه أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.. ولكنَّا آثرنا اهتمامات أخرى زادتنا ضعفًا وهوانًا، وأطمعت فينا أممًا تداعت علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها".

وهى كلمة شافية وافية، لخصت المشهد الإعلامى الحالى، وتمثل، على الأقل عندى، استراتيجية إعلامية، يجب قيام الجهات المعنية، بالعمل على تنفيذها، خاصة أن لدينا قنوات عديدة، وأموالا كثيرة يتم تخصيصها من أجل أداء إعلامى، لم يخرج عن كونه تحصيل حاصل، فلم تؤد تلك القنوات دورها، وسقط الإعلام فى اختبار الكفاءة، ليس فقط فى مجال الدفاع عن قضايا الدين، ولكن أيضا الوطن، الذى عانى، ولا يزال، من تراجع الأداء الإعلامى، إلى الحد الذى أثر سلبا على القيم الدينية، والثوابت والقيم الاجتماعية.

وهنا لا ننكر الدور الذى يقوم به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى هذا المجال، وكيف يحاول ضبط المشهد الإعلامى، غير أنه دور فى حاجة إلى دعم، يمثله الإيمان بالدين وبالوطن، ومن ثم اتخاذ الآليات الكفيلة بتحقيق أهداف تقديم الدين بصورته السمحة الوسطية، غير المتشددة، ومساندة الدولة فى خططها.

كلمة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، تحوى من المفاهيم والرسائل، ما يجعلها دستور عمل دينى – إعلامى، يحقق ليس فقط صالح الدين والدولة، ولكن الأمة الإسلامية فى شتى بقاع الأرض، وجميع المسلمين الذين يتجاوز عددهم مليارا ونصف المليار مسلم فى مختلف أنحاء العالم.

آن الأوان لكى تكون هناك استراتيجية إعلامية جديدة، تأخذ البعد الاجتماعى، والدينى، والوطنى، فى الحسبان، حتى لا يتعرض الجميع لمزيد من مخاطر ضعف الأداء الإعلامى، بما له من انعكاسات سلبية على الأجيال الجديدة، وعلى المجتمع والدولة، والأمة الإسلامية جمعاء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط