الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل في قلب النيران‎


ولا شك أنه خلال الأيام الماضية هناك حالة من الجدل والتساؤل الكبير حول ما يحدث في إسرائيل وبالأخص بعد التعتيم المتعمد من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ،، ولكن دعوني في هذا المقال أسرد لكم أولًا طبيعة المجتمع الإسرائيلي ( الدولة الصهيونية ) حتي يتسني لكم فهم ما يحدث هناك وما سوف يحدث في القريب العاجل من تطورات.

قامت الدولة الإسرائيلية على عدة أعراق وهي:
• السفرديم ( وهم اليهود الشرقيون وكانت أغلبيتهم فقراء)
• الأشكيناز ( اليهود الغربيون وهم ممتلكو رؤوس الأموال )
• الفلاشا ( وهم يهود أفريقيا وأغلبيتهم من أثيوبيا )
• الدُمنة ( وهم مجموعة من اليهود أسسها " سباتاي زيفي "في عصر الخلافة العثمانية حيث قاموا بالدخول في المسيحية ثم الإسلام ثم ارتدوا لليهودية ولكن حدث ذلك بعد سقوط الخلافة العثمانية وهي الطائفة الأكثر تشددًا دينيًا). 

ونأتي الآن لشرح المشهد الحالي في إسرائيل ولتعلموا إنها ليست المرة الأولي لحدوث مظاهرات في الدولة الصهيونية ولكن كانت المظاهرات السابقة عبارة عن مظاهرات فئوية وحزبية وتحت السيطرة ولكن اليوم ولأول مرة تظهر الصراعات العرقية علنًا في مظاهرات أساس مواجهتها من الدولة الإسرائيلية التمييز العنصري ( العرق واللون ).

وبدأت القصة بمقتل شاب أثيوبي من يهود الفلاشا علي يد شرطي إسرائيلي وتم الإفراج عن الشرطي بعد يومين من الحادث نفسه مما أشغل غضب الجالية الأثيوبية في الدولة الصهيونية والتي يزيد تعدادها عن المائة الف مواطن وعندما توجهت قيادات الجالية الأثيوبية لسؤال المدعي العام الإسرائيلي عن سبب الإفراج عن الشرطي كان الرد في قمة العنصرية والتمييز العرقي ( إن الشرطي لم يرتكب أي جرم ) وفي نفس الوقت كان هناك تعنت كامل من الحكومة الإسرائيلية في تسليم جثة الشاب للجالية الأثيوبية .

وبدأت يهود الفلاشا في مهاجمة مراكز وسيارات الشرطة ووسائل النقل العام والمحلات وحرقها وحدوث حالة من الفوضى العامة مما أدي إلي صدام كانت نتيجته في الساعات الأولي اعتقال ما يزيد عن (١٥٠ ) من يهود الفلاشا ومقتل وإصابة حوالي ( ١١١) شرطيا إسرائيليا.

كما قام يهود الفلاشا بالتهديد بغلق كامل لمطار ( بنجوريون في تلا أبيب ).. ولأول مرة في تاريخ الدولة الصهيونية يتم محاصرة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي ( بنيامين نتنياهو ) وهو الأمر الذي أدي إلي خطابه وتهديده باستخدام القوة الغاشمة لحفظ أمن إسرائيل. 

وحتى تحافظ الدولة الصهيونية علي شكلها أمام العالم أجمع وما تدعيه من قيم تختص باحترام جميع الأعراق والديموقراطية وأنها دولة السلام كان عليها محاولة إخفاء ما يظهر فيها من أحداث قلبت الشارع الإسرائيلي بالفعل فلجأت إلي تعطيل وسائل التواصل الاجتماعي بعطل فني ( الفيسبوك - التليجرام - الواتساب- تويتر - الإنستجرام) حتي لا يتم تداول ما يحدث من خلال نشاط التواصل الاجتماعي من مهازل وكوارث داخل البلد وحتي تتجنب الحكومة الإسرائيلية جريمة قطع الإنترنت .

ونجد أن كثيرًا من القنوات الإعلامية عزفت عن تغطية حقيقة الأحداث هناك والمضحك في الأمر أن علي رأسهم قناة الجزيرة القطرية وكأن شيئا لم يحدث ولكن هذا ليس بموقف غريب علي أهم قناة عميلة وخائنة في الوطن العربي.

وهنا نطرح عدة أسئلة مشروعة بخصوص الأحداث الحالية في إسرائيل وهي:
•هل لمقتل هذا الشاب الأثيوبي علاقة بإيقاف تمويل إسرائيل لسد النهضة الأثيوبي ؟
• وهل هذه الأحداث لها علاقه باغتيال رئيس مشروع سد النهضة منذ عدة شهور وأيضًا حادث اغتيال رئيس أركان الجيش الأثيوبي ؟

وأخيرًا وليس آخرًا ومع تلك كل الأحداث التي أشعلت النيران في قلب تل أبيب لدينا تساؤل وباستعجاب: 

• هل كان السبعون عامًا الماضية من الصراع العربي الإسرائيلي عبارة عن شهر عسل بين الدولة الصهيونية وحركة حماس وأشقائها من الحركات الأخري والتي من المفترض أنها تنتفض من أجل فلسطين ؟
• هل ما يحدث الآن سيكون سببا لإعمار دولة ( الأوبلست اليهودية الذاتية ) وانتقال رؤوس الأموال الكبري الإسرائيلية إلي كازاخستان ؟

وهذا ما سوف نجيب عنه في المقال القادم بإذن الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط