الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جوانتانامو "برقاش"


تخيل عزيزي القارئ حين يجتمع أخطر المُعَذَّبين وأعتى المجرمين وأسوأ أدوات التعذيب في مكان واحد،كيف سيكون الحال في ذلك المكان؟ وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون من أسوأ الكوابيس في حياتنا، إلا أن الأكثر سوءا عندما تعرف أن هذا المكان يقع داخل "مصر".

وبعد ما شاهدته من فيديوهات علي السوشيال ميديا من جرائم ترتكب بحق الجمال والخيول فى سوق "برقاش" [لن] أخجل من تلقيب هذا المكان بـ«الجحيم على الأرض» وحين يُعرف السبب، من المؤكد أن يبطل العجب!

فيستضيف هذا المكان أخطر عمليات التعذيب المُجّرمة قانونا، حيث حوله بعض رواده من مكان آمن للبيع والشراء [إلي] مرتع للجريمة المنظمة وغير المنظمة ضد "البعير" فتمارس فيه أبشع صور التعذيب والانتهاك، بما يجعله جحيما حقيقيا أشبه بـ "جوانتانامو" لكن للحيوان !

فبين أسوار سوق "برقاش" لبيع الجمال تحدث مواجهات عنيفة، حيث يجتمع أكثر من عشرة أشخاص، يشكلون دائرة وفي منتصفها تقف الجمال المصفدة بالأغلال، يتصارعون بينهم بقطع معدنية وخشبية حادة، وينهالون عليها ضربا ، فتسمع كل أصوات الحيوانات تخرج من حناجِرُها -هدير ونبيح وعواء ونهيق وصراخ ونقنقة ونعيق وفحيح- ويستمر التعذيب حتي يخر الجمل أرضا، وقد كسته الدماء، وربما كُسر له ضلع، أو فُقئت له عين، أو أصابه الشلل التام .

وصلة التعذيب كما يصفها بعض رواد السوق وشهود العيان تستمر من الساعة ٧ صباحا للساعة ٢ ظهرا، وهو الأمر المتكرر بصفة يومية داخل هذا السوق، وذلك لإجباره علي السمع والطاعة، أو ليثبت التاجر للمشتري مدى قوة وصلابة الجمل.

العين لا تخطئ المتورطين في التعذيب ! فمن ملامحهم الصارمة وقوة أبدانهم المزينة بعباءات فضفاضة،ويظهر من تحتها الصديرى، وتحفها العمة فوق الرءوس،تستنتج أنهم من الوجه القبلي، وأظن أن الوجه القبلي منهم بريء.

لمع نجم سوق "برقاش" الدموي ، حتي أصبحت صور الجمال المجني عليها حديثا لا ينقطع علي السوشيال ميديا ووسائل الإعلام ، ووصل بالسوق سيئ السمعة أن يحتل جزءا من طلبات الإحاطة بمجلس النواب، فتقدم النائب "محمد فؤاد"بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء، ووزير "الزراعة" ونائبته للثروة الحيوانية ووزير"التنمية المحلية"، بشأن أحداث العنف بهذا السوق التي لا يتخيلها عقل ، ونهت عنها كافة الشرائع السماوية.

بينما تقدمت المحاميه "دينا المقدم" ببلاغ للنائب العام باعتبار مخالفة هذه الأفعال الوحشية للقانون والمواثيق الدولية ، وأن الدستور ينص على حسن التعامل مع الحيوانات والمواشي والحفاظ على الثروة الحيوانية.

علي الرأي العام أن ينتفض ضد هذه الجريمة، وعلي المسئولين أن يحافظوا علي قيم المجتمع، وعقاب المخطئ بسوق برقاش أول "سلمة" في الرفق بالحيوان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط