الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانفعالات الخبيثة وتأثيرها على الإنسان


من المتعارف عليه أن الاكتئاب من الأمراض المنتشرة على مستوى دول العالم أجمع سواء دول العالم المتقدم أو دول العالم النامى على حد السواء، بالاكتئاب لا يفرق بين غنى وفقير أبيض أو أسود، متعلم أم غير متعلم، كبير فى السن أم شاب أم طفل، فهو يشابه مرض السرطان فى كثير من خصائصه المجهدة والمتعبة وشدة الألم النفسي الذى يسببه لمن يصاب به.

وهناك عدد من الانفعالات الأساسية التي تتضمن السعادة والخوف والغضب والحزن والتقزز والاندهاش وكلها تظهر تلقائيا وبسرعة وتستمر فترة قصيرة وهذا ما يميز الانفعالات عن المزاج، لذلك لا تعد الحالات المزاجية القائمة لفترة من الوقت مثل الشعور بالرضا أو الإحباط انفعالا أساسيًا، لأنها ليست ردة فعل على مؤثر معين، وهكذا فإن تصنيف الحزن هل هو انفعالى أم لا يعتمد على فترة ديمومة الحزن.

هناك أدلة واضحة على اشتراك جميع البشر فى الانفعالات الأساسية إذ يتعرف الناس من مختلف الثقافات إلى هذه الانفعالات ويعبرون عنها، ونؤكد هنا أن الانفعالات الأساسية كونية يتشارك فيها كل البشر.

ونجد أن جميع البشر يسعون لتجنب الألم والحزن، والسعى وراء السعادة لأننا بتحقيقها نشعر بالقوة والصحة، بالإضافة إلى إحساسنا بالراحة والأمان وهى حالة تستحق العناء للوصول إليها، غير أن الأدلة تشير إلى وصول 30% فقط من سكان البلدان الصناعية إلى حالة السعادة أما الباقون فهم راضون نوعًا ما عن حياتهم، وقد نفسر ذلك بوجود عدد أكبر من المشاعر السلبية كالخوف والحزن فى حين أن المشاعر الإيجابية والسعادة قليلة جدا، فتصبح الخسائر أكبر بكثير من المكتسبات.

نحن كبشر نتوهم أننا نحارب الحزن الخبيث ونسعى لتجاهل هذه المشاعر السلبية التى تلاحقنا، ولكن البعض منا يتوهم أنه فلت من شراك هذه المشاعر السلبية أو أن مشاغل الحياة والعمل والأولاد سوف تنجو بها من براثن الحزن والأفكار السلبية التى تلاحقه.

فالحزن قد يظهر نتيجة للإخفاق فى تحقيق هدف مهم، وقد يرى الكثيرون أن الحزن انفعال سلبي لا وظيفة له، بيد أن ذلك غير صحيح، إذ يلعب الحزن دورًا حيويًا فى حياتنا من خلال مشاعر التعلق والالتصاق، وهى مشاعر تكيفية طورها البشر للحفاظ على الرابط بين الأم والطفل، بين الحبيب والمحبوب، بين الأصدقاء والعلاقات الحميمية، وبهذا يجلب الحزن التعاسة حتى استعادة الشخص ما فقد منه.

قد يجد البعض منا أننا نعانى من نوع أو أكثر من المشاعر السلبية كالقلق أو الحزن أو الخوف أو الغضب لفتره من الوقت، وقد يعانى البعض من أحد تلك المشاعر أو اكثر لفترات ممتده من حياته، والبعض يتجاهل تلك المشاعر والبعض تعوقه عن استكمال طريق حياته بفاعلية وكفاءة.

وسواء يعانى بعضنا أو أغلبنا من بعض مشاعر الإستياء أو الضجر أو الغضب أو الحزن أو القلق أو الخوف فنحن نحتاج إلى ترميم تلك الإنجراحات النفسية وأستبدالها بالأفكار الإيجابيه والنظره الايجابيه للحاضر والمستقبل، نحتاج من وقت لآخر لوقفه جاده مع النفس نقيم فيها بنظره متفحصه ثاقبه مجريات أمور حياتنا من خلال تفحص محتوى الأفكار التى تسيطر علينا، مراقبة ردود أفعالنا تجاه المواقف والأحداث والأشخاص المحيطين بنا، نحتاج قدر من البحث عن معنى هدف نسعى لتحقيقه لنشعر بالإنجاز، نحتاج لاستبدال نمط تفكيرنا الثابت بنمط تفكير إيجابي نسعى من خلاله لتطوير ذواتنا، السعادة والنظرة الإيجابية والتفاؤل والأمل والنظرة الإيجابية طاقة تحتاج منا الأدوات والسعى والجهد والعمل من أجل اكتسابها لنطور بها أمزجتنا والشعور بالرضا عن أنفسنا، وللحديث بقية. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط