مصر وأفريقيا.. زيارة تاريخية أحيت العلاقات مع تنزانيا.. تعرف عليها
تتألف بينهم الحب والمودة شعبين اجتمعا على انصاف بعضهم البعض، هكذا ضربت العلاقات المصرية التنزانية، مثلا رائعا بين دولتين صديقتين، أثبتت المواقف قدرتهما على الدعم والمساندة مع مرور الوقت والزمن، حيث جمعهم الكفاح ضد الاستعمار ونيل استقلالها، فكان لمصر موقفا داعما للشعب التنزاني، ففى عام 1954 كون الأفارقة اتحاد تنجانيقا الإفريقي الوطني بقيادة "جوليوس نيريري" للمطالبة بالاستقلال الكامل عن بريطانيا.
دعمت مصر من خلال الزعيم جمال عبد الناصر فكرة الاستقلال، إلى أن نال الاتحاد بالأغلبية استقلال تنجانيقا عام1961م، وبعد ذلك بعام واحد انتُخِبَ نيريري رئيسًا للبلاد، فكانت مصر في مقدمة الدول التي اعترفت بجمهورية تنزانيا الاتحادية، وقدمت لها الدعم، قابلت تنزانيا هذا الدعم بالمثل وساندت إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيه 2013، كما حرصت على تنزانيا على المشاركة في حفل تنصيب السيسي رئيسا للجمهورية في يونيو 2014.
الرئيس السيسي
استند الرئيس السيسي إلى الحكمة وتقدير المواقف التاريخية خلال علاقته مع الدول الافريقية، فاستطاع إعادة الوصول مرة أخرى مع كافة دول القارة وكان من بينها تنزانيا، حيث قام بزيارة تاريخية إلى تنزانيا في 14 أغسطس 2017، حيث كانت أول زيارة لمسؤول مصري منذ عام 1968، وعقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنزاني، ناقشا خلالها التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة المشتركة بين الدولتين وانطلاق اجتماعاتها في أقرب وقت، بهدف تعزيز التعاون بين مصر وتنزانيا، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
زيارة رئيس الوزراء
اتضح هذا الأسلوب الدبلوماسي من خلال السياسة التي انتهجتها الحكومة كلها تجاه دول القارة الأفريقية حيث شهدت الأعوام الأخيرة تعاون وزيارة لمسؤولي الدولة المصرية، حيث أجرى مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، زيارة فى 12/12/2018 للدكتور جون ماجوفولي، رئيس تنزانيا، أما فى 10/7/2019 استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بالقاهرة، "قاسم ماجاليوا" رئيس وزراء تنزانيا، وبحثا الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية.
المساعدات
هكذا تستمر العلاقات بين مصر وتنزانيا، حيث قامت مصر فى 8/12/2016 بإرسال مساعدات لمتضرري الزلزال الذي ضرب منطقة كاجيرا بشمال تنزانيا، و تجاوزت المساعدات 4.5 طن تضمنت العديد من المواد الطبية والأجهزة الطبية الأولية، فضلا عن الخيام لإيواء من تضررت منازلهم، وقد بلغت تكلفة تلك المساعدات 70 ألف دولار أمريكى.
كما تم افتتاح المركز الإسلامي المصري بدار السلام عام 1968، ويعد من أبرز مظاهر التعاون الثقافي بين مصر وتنزانيا حيث يدرس به ما يزيد عن 1400 طالب في مراحل التعليم المختلفة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية.
العلاقات الاقتصادية
بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وتنزانيا 36 مليون دولار عام 2014، بإجمالي صادرات مصرية يقدر بحوالي 28 مليون دولار، وواردات مصرية بحوالي 8 ملايين دولار.