مقتل شاب بعيار طائش بالسواقي أثناء الاحتفال بالأعيرة النارية
استحدثت فى المجتمع الصعيدي كمظهر اجتماعي
داعية إسلامي: يجب الالتزام بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في الحفاظ على الفرحة والبهجة
بين لحظة وأخرى ينقلب الحال إلي حال، من سرادق منصوب تزين بلمبات ملونة وورود فى كل مكان وزغاريد منطلقةمن أفواه السيدات، ضحكات وأغانيوأمنيات بحياة سعيدة للعروسين، إلي بكاء وصراخ ليتحول الفرحلمأتم ، ودماء تغطى الورد التي تساقطت على الأرض هذا هو حال الأفراح في صعيد مصر وبالأقصر خاصة.
من المجاملات ما قتل
وشهدت المدينة التاريخية قبل أيام تحول فرح باحدى قري محافظة الأقصر عندما قرر احد المتواجدين اطلاق الاعيرة النارية مجاملة لأصحاب الفرح وواحدة من تلك الرصاصات العشوائية إصابةشاب فى مقبل عمره وسقط قتيلا عارقا فى دمائه.
تعود القصة عندما تواجد المجنى عليه " أحمد، غ " 20 عاما مقيم منطقة الحماره في حفل زفاف بمنطقة السواقي بالأقصر، بدا بعض من المعازيم بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لتحية العروسين وكنوع من البهجة وفجأة أثناء الرقص بالسلاح وإطلاق الأعيرة فى الهواء انطلقت رصاصة طائشة فى الهواء واستقرت فى قلبه فأردته قتيلا ، وتحول الفرح إلى حزن فى لحظة واحدة.
زعامة واستعراض قوة
يقول عبد المنعم عبد العظيم مدير مكتب دراسات الصعيد، إن الأسلحة النارية كانت تستخدم فى المناسبات العسكرية لاعتبارها نوعا من التكريم ، واستحدثت فى المجتمع الصعيد كمظهر اجتماعي فى الأفراح والمناسبات ، حيث تعتبر القبائل حمل السلاح نوع من أنواع الزعامة واستعراض القوة فى المناسبات.
وأضاف: " يعتبر إطلاق الأعيرة النارية في الهواء من العادات والتقاليد فى صعيد مصر ، ويقوم أصحاب العرس بذلك إما للتفاخر أو ترحيبا بالضيوف، وفي أغلب الأعراس قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف.
وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم ، أو نتيجة رجوع الرصاص ويتحول الفرح إلى أحزان وأحيانا ينقلب إلى ثار بين العائلتين".
لا مبالاة بالعواقب
يقول أشرف عبد الحميد، أحدالمواطنين "انتشر استخدام الأسلحة فى الأفراح تعبيرا عن الفرحة وتحية المهنئين بشكل ملحوظ ، غير عابئين بخطورة ذلك ، وبدافع التباهى والتفاخر وحب الظهور بحمل السلاح وخصوصا فى الأفراح ، و على قدر أهمية المهنئين يكون عدد الأعيرة في الهواء ، مشيرا إلى أنهدائما تقع الإصابات وينقلب الفرح إلى مأتم ولكن الظاهرة مستمرة".
ويقول أ.م : "إنه يقتنى السلاح فقط لحماية نفسه وخصوصا أنه دائم الخروج في الساعات الأولى فى الصباح الباكر للذهاب للأسواق لشراء المواشي ومعه مبالغ مالية كبيرة والطريق غير آمن، ولابد من وجود السلاح للحفاظ على أرواحنا وأموالنا، ونستخدمه في الأفراح مجاملة للفرح والابتهاج فقط ، وتحية منا للعريس" .
رأي الشرع
وقال الداعية الإسلامي الشيخ أحمد كامل، إنه دعا المواطنين فى خطبة الجمعة أكثر من مرة للكف عن ذلك حتى لا تبث الرعب فى قلوب الأهالي وأطفالهم في الأفراح ، والالتزام بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في الحفاظ على الفرحة والبهجة وعدم استخدام السلاح ، مشيرا إلى أنهلا يوجد رادع لهذا الشباب الطائش الذى يستخدم السلاح.
مصدر أمني يعلق
وأوضح مصدر أمنى، أن مقاومة ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية فى الأفراح تأتى عن طريق ثلاثة محاور المحور الأول هو مقاومة ظاهرة إحراز وحيازة سلاح وذخيرة بدون ترخيص بصفة عامة وذلك عن طريق استهداف من تتوافر لدينا معلومات بشأنهم تفيد حيازتهم للأسلحة ويتم استهدافهم وبعد استئذانالنيابة العامة يتم تفتيش مسكنهم وضبطهم وضبط السلاح.
وأضاف أن المحور الثاني هو حال توافر معلومات عن إطلاق أعيرة نارية بحفل زفاف معين يتم تحرير محضر بذلك بالمعلومات التي توافرت ويتم عرض المحضر على النيابة لاستصدار إذن بضبط وإحضار المتهمين.
وأشار إلى أن المحور الثالث يتمثل في إذا كان السلاح المستخدم فى حفل مرخصا يتم تحرير محضر بذلك وإلغاء الترخيص لذلك الشخص لاستخدام السلاح فى الغرض الغير مصرح به، مشيرا إلى أن غالبا ما يتم تقليل هذه الظاهرة وانحصارها فى أضيقالحدود ولا يتم القضاء عليها تماما لأنها ظاهرة تعتبر من العادات والتقاليد المتمسك بها فى الصعيد.
وتناول نشطاء على فيس بوك "فيديو" لحفل زفاف عروسين وإطلاق النيران بصورة كثيفة وعشوائية لتحيتهما.