الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اختزال.. ابتذال.. احتيال


عندما تعتل خلية من خلايا الجسد وتتمرد على الفسيولوجية الطبيعية للجسم، تبدأ الحرب بين المناعة وبين الخلايا المريضة، ولكن تبقى الخلايا الصحيحة غير المعتلة هي التي تدفع الثمن جراء تلك الحرب.

هذا باختصار مبدأ حروب الجيل الرابع والخامس لتفكيك الشعوب، والتي يستخدم أدواتها الجماعة الآثمة بابتذال وخسة وبخدع كثيرة جدًا مستخدمين كل وسائل الإعلام المرئي ومواقع التواصل الاجتماعي.

فتلك الحيل كثيرة جدًا، كل منها يتسم بطريقة لخداع العقل البشري للمواطن وإذا تم ذلك بنجاح، حصلنا على جسم مضاد ضد الدولة يستطيع أن يأكلها ويدمرها من الداخل.

فعلى سبيل المثال:- وهى من الحيلة القديمة بعض الشئ ولكنها لازالت مستخدمة ؛ وهو اقتصاص الجزء من الكل، اقتصاص الجملة من سياقها وسلبها من ٌصلب موضوع مكتمل الأركان.

أو الأكثر إبداعا في الشر وهو التلاعب في التسلسل الزمني للأحداث في تناول موضوع ما، فإذا قلت مثلا:-
"انصرف الطبيب، ولم يسعف المريض أحد " بالطبع سنفهم أن الطبيب تخاذل عن معالجة المريض.
ولكن إذا تم ترتيب الجملة زمنيًا بشكل صحيح و ضبط حروف الجر ستعطى المعنى الصحيح.

"لم يسعف المريض أحد، ثم جاء الطبيب وساعده وانصرف الطبيب" .

هذا الاختزال والتدليس الذي يمارسه إعلام الشر هو سر خلطة إعلامهم المريض.

فمثلا عندما ادعي أحدهم إن الدولة المصرية تبنى القصور الرئاسية فقط، واختزل كل مجهودات الدولة التي قامت بها في المظلة الرقابية والاجتماعية والبنية التحتية والحرب على الإرهاب في سيناء وتأمين الحدود والشهداء الذين سقطوا حتى وصلت إلى الاستقرار المرجو الذي يسمح ببناء قصور رئاسية تعلى من قيمة الدولة المصرية أمام الضيوف الأجانب والمستثمرين لتكون واجهة مشرفة وجاذبة لهم، فالبنايات الفخمة في الدولة استثمار لصالحها.

ولا سيما أيضًا، أن من طبيعة العقل البشري قدرته على الاستنباط واستكمال الصور الناقصة من نسجه الخاص، بمعنى ، إذا سرد لنا أحدهم قصة منتقصة وتفتقد إلى الأركان المكملة للقصة، سنجد العقل البشري يستكمل تلك المعلومات والأركان الناقصة بإنتاج احداث من نسج خياله أو نتيجة بعض الاستنتاجات الشخصية على حسب هوي كل منّا ، وهذه أيضًا من الحيل التي يتلاعب بها أهل التدليس والزيف .

من الحيل الساخنة أيضًا، هي تلك المنشورات التي بها أنصاف صور، صورة بها مأساة إنسانية مثلا و يقرنها بصورة أخري لأشخاص يريد أن يغتالهم معنويًا ، ليخلق في العقل الرابط بين هاتين الصورتين ويجرمهم، بشكل يثير عاطفة مستخدم السوشيال ميديا، علمًا بان إذا رأيت الصورتين منفردتين، لن تجد أي رابط بينهما، ولكن صناعة الرابط الزائف في المنشورات ذات الصور المزدوجة بمساعدة لفوتوشوب طبعًا هو الذي يصنع ذلك الرابط الآثم.

كثيرة هي حيل أهل التدليس والاحتيال، ولكن العقل البشري ليس عضوًا فحسب، بل منحنا الله نعمة البصيرة وعين الفحص والتمييز، ومن هذا المنطلق لابد أن نسبقهم الخطي حتى لا يتسنى لهم سرقة إدراك المواطن المصري أو توجيهه كيفما تشاء نفوسهم الآثمة.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط