الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

افضل العبادات عند الله.. واحب الاعمال اليه

افضل العبادات عند
افضل العبادات عند الله

العبادات وسيلة الإنسان الأساسية ومبتغاه للتقرب من الله – عز وجل- بجميع أشكالها التي يُشرع له القيام بها، حتى يفوز بمرضاته– تعالى- ويصل إلى جنته التي وعدها الله عباده المتقين، و أفضل العبادات عند الله من أكثر المسائل التى تهمّ أيّ مؤمنٍ بالله - سبحانه وتعالى، لذا تقدم لكم « صدى البلد» أفضل العبادات عند الله التى يُعلم من خلالها الذي يشكر أنعم الله ويأتمر بأوامره، ممن يعصيه ويكفر بنعمه التي أنعم بها عليه.

العبادات هي أساس وجود الخلق جميعًا، ويُشار فى ذلك ابتداءً إلى توحيد الله -عزّ وجلّ- وتنزيهه عن الشريك والولد، وتقديسه عن كل ما يعتري المخلوقين من النقص والخلل؛ وذلك من أهمّ مقاصد الشريعة التي استخلف الله الإنسان على وجه البسيطة لأجلها؛ قال الله - سبحانه وتعالى-: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ».

أفضل العبادات عند الله

تنوعت آراء العلماء في أفضل العبادات وأنفعها للمسلم، فمنهم من قال: إن أنفعها الصلاة إطلاقًا، ومنهم من قال: بل أنفعها ذكر الله والاستغفار، والعلماء في ذلك على أربعة آراء، و هي:

- الرأي الأول: يرى أصحاب هذا الرأي أنَّ أفضل العبادات وأنفعها على الإطلاق أشقُّها وأصعبها على النفس، ويختلف ذلك باختلاف وقت العبادة وقدرة القائم بها عليها، وحُجَّتهم في ذلك أنّ العبرة في العبادة البعد عن الهوى، وكلما كانت العبادة أكثر مشقةً كانت أجزل في الأجر، وأفضل من غيرها من العبادات، لأن الأجر على قدر المشقَّة.

- الرأي الثاني: أنَّ أفضل العبادات على الأطلاق التجرّد عن الهوى، والزهد في الدنيا، والبعد عنها قدر الإمكان وعدم الانتباه لها، وترك الاهتمام بها، وترك التفكير بكل ما يُشغل عن العبادة من أمور الدنيا، ويُقسَّم أصحاب هذا الرأي إلى قسمين حسب فهمهم للزهد وهما:

*أولًا: العوام: جعل أصحاب هذه النظرة الزهد أفضل درجةً من العلم بأنواعه والعبادة بأشكالها، وذهبوا إلى أنَّ الزهد هو غاية العِبَادَة وأصلها، وأن العبادة التي لا تقوم على الزهد لا نفع فيها.

*ثانيًا: الخواص: وقد رأى أصحاب هذا القسم أن الزهد مقصودٌ لغيره لا لذاته، بل إنّ المراد به على الحقيقة عكوف القلب على الله وتوجهه إليه، وجمع الهمة للوصول إليه، وتفريغ القلب لمحبته دون غيره، والتوكُّل عليه، والإنابة إليه والاشتغال بما يُرضيه، لذلك قالوا إنَّ أفضل العبادات على الإطلاق يكون في الإقبال على الله، والمداومة على ذكره بالقلب واللسان والجوارح، والانشغال بمراقبته، دون تعبٍ أو نَصَب، وقد انقسم هذا القسم أيضًا إلى قسمين:

هما العارفون المتَّبعون، فأصحاب هذا القسم إذا جاء أمرٌ من الله أو نهيٌ عنه امتثلوا له في الحال، وبادروا للقيام به أو الانتهاء عنه، وقد انحرف أصحاب القسم الثاني فقدَّموا ذكر الله على ما افترضه.

- الرأي الثالث: أنَّ أفضل العبادات وأنفعها ما كان فيه نفعٌ متعدٍّ إلى غير القائم بالعبادة، ولم يكن نفعها قاصرًا على العبد ذاته، كخدمة الفقراء مثلًا، والاشتغال بمصالح الناس عمومًا وقضاء حوائجهم، والبقاء في خدمتهم ومساعدتهم بالمال والعزوة والعمل والقول، ورأوا ذلك أفضل أنواع العبادات؛ فعملوا به وقصدوه في عبادتهم، ودليلهم بذلك؛ ما روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الخَلْقُ كلُّهم عِيالُ اللهِ، فأحَبُّ الخلقِ إلى اللهِ مَن أحسَنَ إلى عيالِه»، واحتجوا كذلك بأنَّ عمل العابد جهدٌ قاصر، فلا ينتفع بعبادته إلا هو، أما مساعدة الناس وخدمتهم فهي عبادةٌ متعديةٌ ينتفع بها القائم بها، كما ينتفع بها الناس جميعا، فذلك أفضل وأجزل في الأجر، ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب.

- الرأي الرابع: يرى أصحاب هذا الرأى أنَّ أفضل العبادات على الإطلاق العمل على إرضاء الله -سبحانه وتعالى- في كل الأوقات والأحوال بما يقتضي ذلك الوقت ويحتاجه من الأعمال والعبادات، فأفضل العبادات في وقت الجهاد مثلًا هو الجهاد، ولا يُقدَّم عليه في وقته شيءٌ غيره، حتى إن ترك الأذكار والأوراد وقيام الليل والدعاء، وسائر العبادات، بل إن المُجاهد في وقت الجهاد يُشرع له عدم إتمام الفريضة
كما ثبت في صلاة الخوف التي تؤدى فيها الفريضة ركعتين فقط، والأفضل في وقت حضور الضيوف كذلك القيام بخدمتهم وأداء حقِّهم، والاشتغال بهم عن جميع الأوراد المُستحبة، وكذلك الحال في أداء حق الزوجة في وقته، وحق الأهل وعدم تقديم ما هو لازمٌ عما كان في وقته ألزم، والأفضل في الثلث الأخير من الليل الاشتغال بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والتهجُّد والاستغفار، وعلى ذلك تُقاس سائر العبادات من حيث الأفضلية بتقديم صاحبة الوقت عن غيرها.

أنواع العبادات

يُمكن تقسيم العبادات بحسب أدائها إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي:

- عبادات قلبيّة: ويُقصد بها العبادات التي تكون في أصلها صادرةً عن القلب، فلا تعتمد في أدائها على أفعال ظاهرة، ومثالها: حبّ الله -سبحانه وتعالى-، أو الحبّ القائم على حبه، كالحبّ في الله ولله، والخوف من الله، ورجاء مغفرته والتوكُّل عليه، والإنابة إليه، قال تعالى: «أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ».

- عبادات لسانيّة: ويُقصد بها ما كان من العبادة قائمًا على النُّطق باللسان، ويقصد به المسلم التقرُّب إلى الله، كالنُّطق بالشّهادتين، وذكر الله والاستغفار والدعاء، وقراءة القُرآن، وغير ذلك مما يعتمد على اللسان.

- عبادات بدنيّة: وهي العبادات القائمة على الفعل الجسديّ، وتحتاج إلى جهدٍ وحركةٍ وانتقال، كالصّلاة، والحجّ، والجهاد، وسائر العبادات العمليّة الأخرى.

جدير بالذكر أن معنى العِبادة العِبادة في اللّغة العبادة في اللغة تعنى: الانقِيَادُ التام وَالخُضُوع المطلق،وَالعَبْدُ هو عكس الحُرِّ، والعبادة فى الاصطلاح لها عدة تعريفات، وهى:

- اسمٌ جامع لكلّ فعلٍ أو قولٍ يحبّه الله - سبحانه وتعالى- ويرضاه لعباده، سواء كان ذلك الفعل ظاهرًا أو باطنًا.
- كما عرَّف الإمام ابن تيمية العبادة بأنّها: "طاعة الله - سبحانه وتعالى- التي تظهر بامتثال أوامره التي جاء بها الوحي للرسل والأنبياء المُبلّغين عن الله".

- والعبادة كذلك هي: الغاية التي يُحبها الله- سبحانه وتعالى-، والتي خلق الخلق لأجلها؛ وأوجدهم للقيام بها، ويدلَّ على تلك المعاني قوله – عز وجل- « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ».

أحب الاعمال الى الله

إنّ الله -تعالى- يُحّب الطاعات، وأعمال الخير كلّها، ومن أحبّ الأعمال إليه الصلاة على وقتها، وبرّ الوالدين، والجهاد في سبيل الله، كما رُوي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنّه- أنّه قال: «سألت النبي صّلى الله عليّه وسّلم: أيّ العمل أحبّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أيّ؟ قال: ثمّ برّ الوالدين، قال: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: حدثّني بهّن، ولو استزدّته لزادني»، وفيما يّأتي بيان كلّ منها:

الصلاة على وقتها

- فرض الله -تعالى- على عباده خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، لتكون صلةً بربّهم، واقتضت حكمة الله -عزّ وجلّ- أن جعلها مفرّقةً خلال ساعات اليّوم، ولم يجعلها في ساعةٍ واحدةٍ؛ حتى لا يتسلّل الملل إلى قلب العبد، أو يشعر بالثقل في أدائها، وقد خصص الله -تعالى- لكلّ صلاةٍ من الصلوات وقتًا محددًا، كما في قوله –تعالى-: «أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا)»، ويشمل هذا الوقت أربع صلواتٍ؛ وهي: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثمّ قال: وقرآن الفجر؛ أيّ صلاة الفجر.

- وجدير بالذكر أنّ وقت صلاة الفجر يبدأ من ظهور البياض المعترض في الأفق الشرقيّ الذي ليس بعده ظلمةً، وهو طلوع الفجر الثاني، وينتهي عند طلوع الشمس، ووقت صلاة الظهر يبدأ من تجاوز الشمس وسط السماء، وهو ما يسمّى بزوال الشمس، وينتهي عندما يصبح ظلّ كلّ شيءٍ مثله، ووقت صلاة العصر يبدأ عندما يصبح ظلّ الشيء مثله، وينتهي عند احمرار الشمس أو اصفرارها، ويمتد وقت الضرورة إلى الغروب.

كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «إنْ أدركَ من الصبحِ ركعةً قبلَ أن تطلُعَ الشمسُ، فقّد أدّركَ الصبحَ، ومن أدركَ ركعةً من العصرِ قبلَ أن تغرُبَ الشمسُ، فقد أدركَ العصرَ»، ووقت صلاة المغرب يبدأ من غروب الشمس، وينتهي عند زوال الشفق، ووقت العشاء يبدأ من زوال الشفق، وينتهي عند منتصف الليل، فيجوز أداء الصلاة خلال وقتها، ولكنّ الأفضل أداؤها في أول وقتها، كما كان يفعل رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-.

برّ الوالدين

- إنّ برّ الوالدين من أعظم واجبات الإسلام، فهو من أحبّ الاعمال إلى الله، ومن الأعمال الصالحة التي يلمس المسلم أثرها في الدنيا والآخرة، وممّا يدل على فضل برّ الوالدين، أنّ الله -تعالى- قرنه بتوحيده، حيث قال:«وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، بالإضافة إلى أنّ شكر الوالديّن سبيلٌ لشكر الله – تعالى-، كما في قوله – سبحانه-:«أنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ».

- وثمة العديد من صور برّ الوالديّن؛ منها: لين القول لهما، وخفض الصوت عندهما، واختيار أفضل الكلمات عند الكلام معهما، فقد قال الله –تعالى-: «فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا»، وفي إبراهيم -عليه السلام- قدوةٌ حسنةٌ، فعلى الرغم من كون أبيه مشركًا يعبد الأصنام، إلّا أنّه تلطّف معه في الخطاب، وكان يقول له: «يا أبت، يا أبت»، ومن صور برّ الوالديّن أيضًا: صحبتهما والعطف عليهما، والتعامل معهما بصبرٍ، وسعة صدرٍ عند تقدّم العمر بهما، وبلوغهما أرذل العمر، والضعف والشيبة.

الجهاد في سبيل الله

يعرّف الجهاد شرعًا في إطلاقه الخاص على أنّه بذل الجهد في قتال الأعداء، بينما يُعرّف في إطلاقه العام على أنّه كلّ ما يبذله المؤمن من جهدٍ في طاعة الله- تعالى-، والإيمان به، كمجاهدة النفس للاستقامة على دين الله، والتصدّي للفساد والانحراف، وكمجاهدة الشيطان بدفع وساوسه ومكائده.