الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خزانة الرجولة


أين ذهب الرجال ؟!،.. فهذا يتشدق بحقوق الإنسان ليل نهار بينما يرفض الترحم على فنان مصري ويشمت في موته!.. وذاك يحيك الخطط والمؤامرات لمجرد فسخ خطبته هاربًا "بتورته الخطبة" حتى أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا عليه "مصطفى تورتة"..بداية.. تساؤلي لا يتعلق بالسياسة ولا حتى بحكاية حب فاشلة شغلت المواقع الالكترونية لكنه صرخة أنثوية على أحلام النساء اللاتي أضعن العمر في بناء قصور من رمال ، فعصفت بأوهامهن الأمواج وتبخرت أمنياتهن في الهواء.. والسبب ببساطة يتلخص في فقدان أصحاب خصال الرجولة الحقيقية والذين أصبحوا عملة نادرة بمجتمعاتنا العربية.. أليست الشهامة، المروءة، النخوة، النبل، الإخلاص، الترفع عن الصغائر إحدى السمات الأساسية للرجولة؟!.. 

ما تريده كل امرأة لا يباع ولا يشترى ولا يمكن تحقيقه باتفاقية ولا حتى بإبرامه معاهدة دولية!.. ذلك أن احترام الآخر، أمانة المشاعر، أماطة الضرر العشقي حتى بعد الفراق ليس بالشيء المحال ولا كلامي هذا هجوما على الرجال لكنه ناقوس إنذار لأشباههم علهم يتعلمون العطاء من الرجال الحقيقيين..

هؤلاء الأبطال الذين يسكنون بين الروح والفؤاد، وكلما انطلقت صفارة أعياد نصر أكتوبر العظيم أعادتنا قصص أمجادهم لماهية الرجولة ، فهم عن حق رجال من ذهب أعادوا الكرامة والعزة لكل أبناء الوطن.. أولئك الأبطال الذين لا يفارقون حائط ذاكرتنا، فمن منا لا تتمنى أن يكون لها صلة قرابة بمن يضحي من أجل بلده،.. لو تصفحنا مواقع التواصل الاجتماعي لوجدنا معظم رواده يتباهون بصور أفراد أسرهم ممن شارك في صنع النصر،.. وإذا نقبنا عن أمثالهم من أصحاب سمات الرجولة الحقيقية سنجدهم على أرض الفيروز.. هناك في سيناء يحاربون الإرهاب الغاشم الذي لا تقل خطورته عن محاربة أي عدو مغتصب ويروون بدمائهم تراب أرض مصر ..

ولو فتشنا بين ناسنا وجيراننا عن رجال سنجد شابا في العياط دهسه القطار بدلًا من طفلة أنقذها ، وآخر دفع حياته ثمنًا لإخماد حريق شب بمنزل جاره .. وأبدًا لم ولن ننسى قليلا من الرجال الذين آمنوا أن الحب وعد والوعد لا يزول ولا يرد فناضلوا كي يتزوجوا بمن وثقت بهم وتوجتهم ملوكًا على عرش القلب.. 

وليعلم الجميع أن توارى خصال الرجولة لم يلحق أذى بأحاسيس الإناث فحسب بل المجتمع بأسره،..فلما لا نعيد ترتيب "خزانة الرجولة" من خلال برامج تثقيفية، تعليمية، تربوية، ودينية علنا نصحح المفاهيم المغلوطة ونستعيد الرجولة بسماتها الحقيقية المفقودة ؟!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط