الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

5 ساعات حبست أنفاس المدينة.. بورسعيد كلها في مهمة لإعادة معتز إلى أبيه

التلميذ معتز طارق
التلميذ معتز طارق

لم يعد الطفل معتز طارق إلى بيته كالمعتاد بعد انقضاء اليوم الدراسي، الشك تسلل الى نفسيّ والديه وهرع والده للمدرسة ليستعلم عن سبب تأخر الطفل لكنه تفاجأ بكارثة.

"معتز خرج من المدرسة في موعده".. نزلت الكلمات التي رددها مسؤولو المدرسة على مسامع الأب كالرعد لينهار وتمتلكه موجة غضب عارمة ويتهم المدرسة ومديرتها بالتسبب في اختفاء الولد.

وليفة السيد مدير ادارة مدرسة تنيس الابتدائية بمحافظة بورسعيد إحدى المدارس التابعة لإدارة شمال التعليمية، لم تجد حرجا من أن تعلن على صفحة المدرسة الرسمية عن اختفاء التلميذ معتز طارق المقيد بالصف الأول الابتدائي، حيث طالبت أهالي بورسعيد بالمساهمة في البحث عن الطفل بعد أن تبين خروجه خلسة متسللا إلى الحضانة التي يتواجد فيها شقيقه الأصغر بالقرب من المدرسة.

الإرتباك كان سيد الموقف، وهب الجميع لإيجاد وسائل للبحث عن الطفل وسط توتر والده الذي لم يتوقف ودقات قلبه التي تصاعدت، وانتشر المدرسون وعمال المدرسة من حوله للبحث عن الصغير معتز.

كانت صفحات التواصل الاجتماعي في بورسعيد تتناقل الخبر وتنشر صورة الطفل أملا في مساعدته، وفي ظرف ساعات كانت قصة معتز هي الأكثر انتشارا بين شوارع المدينة وصفحات الفيسبوك.

وصل إلى مقر المدرسة المقدم مصطفى درويش رئيس مباحث قسم شرطة العرب و معاونوه و الذين قاموا بدورهم بالتحفظ على الكاميرات و التحرى عن الواقعة ومعرفة ملابساتها للوصول الى أي معلومات بحثا عن الطفل وإعادته لأسرته.

رحلة البحث وتعقب الكاميرات بالمنطقة المحيطة بالمدرسة كشفت أن التلميذ غافل الجميع وخرج متوجها الى أخيه الأصغر كما سبق بدار حضانة السلام وعند وصوله نهرته المشرفة ورفضت دخوله بناء على طلب والدته المسبق فلم يجد أمامه إلا الانصراف مجددا وكأنه ضل الطريق والاتجاه فبدأ بالتحرك وفق رصد الكاميرات الى منطقة السوق التجارى والتى اختفى بأحد شوارعها الضيقة و انقطع تعقب الكاميرات له وفقد ضباط البحث الأثر ليبدأوا البحث من جديد فى الشوارع المحيطة.

مكبرات الصوت فى المساجد دخلت على خط الأزمة لتعلن أوصاف الطفل وما يرتديه من زي مدرسي مطالبين كل من يعثر عليه يسلمه الى قسم الشرطة.

اقتراب الليل وحلول الظلمة بعث اليأس والريبة في نفس الوالد، بدأ الجميع يفقد الأمل فى العثور على التلميذ عدا مديرة المدرسة التي بدى عليها الثبات منذ اللحظات الاولى للواقعة و اليقين بالعثور عليه.

عامل النظافة بالحي بعث بصيص أمل، عندما أبلغ بمعلومات جديدة حيث قال إنه ذهب لحمل مخلفات القمامة ولاحظ الارتباك فأبلغ المديرة بأنه شاهد طفلا بالمواصفات باتجاه شارع طرح البحر وهو منطقة بعيدة عن دائرة البحث و المدرسة.

ولمعت الفكرة فى ذهن المديرة التي قامت على الفور بنشر صورة التلميذ وأهابت بأهالى بورسعيد الشرفاء البحث عنه و اعادته الى اسرته وسرعان ما تناقلت الصفحات الكبرى الخبر من صفحة المدرسة ليعلن مجموعة من الشباب عثورهم على التلميذ بمنطقة طرح البحر بجوار محلات النورس السياحية وقاموا بنشر صورته.

لتنطلق مديرة المدرسة الى المنطقة ومعها والدته لاستلام التلميذ الذى عثر عليه بصحبة بعض الشباب الذين هدأوا من روعه و قدموا له الطعام واكدوا انهم لم يستطيعوا الحصول منه على اى كلمة تدل على معلومة عنه وظنوا انه فاقد النطق غير ان التلميذ سرعان ما نطق عندما شاهد والده وكأن الحياة عادت له.

عاد معتز طارق المقيد بالصف الأول الابتدائى بمدرسة التنيس الابتدائية إلى أسرته بعد غياب دام 5 ساعات تجول خلالها بشوارع بورسعيد ولم يستوقفه أحد حتى نشر صورته فعثر عليه عليه وعاد لأهله.