الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثقوب في جدار الأحزاب السياسية


سعدت بأن قرأت كتاب ثقوب في جدار الأحزاب قبل طباعته وقد كان ذلك بمبادرة كريمة من الصديق والاخ علاء عصام الذى قدمه لى للمرة الأولى في مؤتمر الشباب السادس منذ أقل من شهرين تقريبًا، وكان قد انتهى من كتابته وقدمه لى في صورته النهائية التي اعتمدتها دار نشر الكتاب المحترمة، وقد سعدت جدا لأن الصديق علاء باعتباره من الشباب المثقف والذى ينتمى لفئة المفكرين، أراد بطرح الكتاب إثارة نقاش جاد حول مستقبل العمل الحزبي والسياسي. 

للوهلة الأولى .. كنت أمام أول مبادرة من جيلي تقريبا، لوضع عمل نقدى للحالة الحزبية، وقد ناقش الكتاب بأسلوب مبسط يغلب عليه الطابع الصحفي والإخباري، وهذا يضيف الى قيمة الكتاب، أسباب الضعف الهيكلي للأحزاب و دور جماعة الأخوان الإرهابية في اختراق النقابات المهنية والأحزاب، تأثير التمويل الأجنبي على شفافية عمل المنظمات الأهلية، كما تطرق الى بعض السلبيات التي أثارها حول العمل السياسي الثوري.

إن قيمة الكتاب هو أنه وضح جانب مهم من الصورة النمطية التي تشكلت عن أسباب ضعف الحالة الحزبية والسياسية .. خاصة أنه انتقل بعيدًا عن أجواء المزايدة السياسية والاتهامات المتبادلة بين الأحزاب والدولة، وإنما انطلق برشاقة الصحفي للحديث حول الأسباب وبرصد أمين لطبيعة التحولات التي جرت خلال العقود الماضية والتي أدت الى الضعف البنيوي والهيكلي للأحزاب السياسية. 

إن ثقوب على جدار الأحزاب السياسية، هو بداية لنقاش طويل ومفتوح لكل المهتمين بالعمل السياسي والعمل العام في مصر، وهى محاولة جادة من صديق أتوقع أن يكون في طليعة جيل الشباب من السياسيين. 

فعلاء عصام الكاتب الصحفي والسياسي المخضرم، أمتلك جراءة النقد البناء، وشجاعة النقد الذاتي للحياة الحزبية والسياسية، وقد سعدت جدًا بقراءة الكتاب ومحتواه الذى شدني من بدايته وحتى نهايته، وقد تعمق يقيني وأنا أقرأ هذا الكتاب، أن جيلنا من السياسيين يرى بوضوح الأسباب ويرى بعينه طريق البناء السياسي. 

ذكرني كتاب الصديق والاخ علاء عصام، بأن جيلنا الذى خرج من رحم التحولات التاريخية محليا وعالميا، وواجه بعيون مفتوحة الفوضى والقوى التي تقف وراءها، بات يرى الحقائق بعيدًا عن التزييف، جيل سقطت أمامه مسلمات وأكلاشيهات سياسية نقلت لمجتمعنا السياسي أمراض واستخدامات الحرب الباردة وما بعدها. 

أن ثقوب في جدار الأحزاب شهادة حق للتاريخ في انتظار من يستطيع إصلاح ما افسدته المصالح الشخصية والمشبوهة في السياسة المصرية لعقود طويلة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط