الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية .. الأغاخان والبيجوم قصة حب خالدة في أسوان.. صور

لأغاخان والبيجوم
لأغاخان والبيجوم

يواصل موقع "صدى البلد" الإخبارى سلسلة "لكل إسم حكاية"، ونستعرض اليوم إحدى قصص وحكايات خالدة سطرها التاريخ والتى تعتبر بمثابة آخر قصص "ألف ليلة وليلة" وتتمثل فى قصة الحب التاريخية التى عاشها الأغاخان الثالث مع محبوبته البيجوم ( أم حبيبة ) .

فهذه القصة الخالدة فى التاريخ المصرى الحديث تمثل أسطورة للحب النقى التى تم سطر كلماتها على ضفاف صفحة نهر النيل بأسوان .

وتعود وقائع هذه القصة عندما كانت البيجوم، تضع وردة على قبر الحبيب كل يوم لمدة 43 عاما، ولهذا تعد قصة حب خالدة بين ( السير محمد شاه سلطان الحسينى الأغاخان الثالث) زعيم الطائفة الإسماعيلية وبين الفتاة الفرنسية ( إيفيت لابدوس) وتزوجت بالأغاخان لتصبح ( البيجوم أم حبيبة ) وتعيش معه أجمل ذكريات حياتها مما جعلها تعمل على خدمة أبناء الطائفة بعد وفاته وفعل الخير فى كل بلاد العالم .

فالبيجوم أم حبيبة والأغاخان الثالث جسدا قصة حب خالدة فوق ربوة عالية غرب النيل بأسوان حيث يرقد الأغا ومحبوبته التى أوصت بدفنها مع زوجها .

ولدت الفتاة الفرنسية بالقرب من مدينة كان الفرنسية فى 15 فبراير 1906 ، وكانت البيجوم فتاة ذات طموح، حيث قررت خوض مسابقة الريفيرا الفرنسية عام 1930 لإختيار ملكة جمال فرنسا ، وفازت باللقب وتلقت دعوة لزيارة مصر عام 1938 لتقابل الأغاخان فى إحدى الحفلات الملكية بإعتباره أغنى شخصية فى العالم وذو نفوذ ومكانة لأنه كان زعيم طائفة لها إتباعها فى العالم .

وكانت البيجوم تحلم بالشهرة والثراء وكان ذلك يتجسد أمامها فى الأغا الذى تقرب لها بعد طلاقه من زوجته الثالثة وعرض الزواج عليها ومبلغ مليون فرنك فرنسى كأول هدية خطبة لو قبلت الزواج به ، وبمرور الوقت إنبهرت البيجوم بالأغاخان وأحبته وأعتنقت الإسلام وقبلت الزواج به بالرغم من فارق السن بينهما 29 عامًا ، عاشت أم حبيبة حياتها الجديدة مستمتعة مع الأغا خان وواصلت مسيرة الطائفة الإسماعيلية كزوجة لزعيمها وقائدها الروحى .

وفى عام 1957 رحل زعيم الطائفة الإسماعيلية وبعد وفاته إبتعدت البيجوم عن الأضواء ومباهج الحياة وحملت رفات زوجها إلى مصر حيث دفن فى مقبرته بمدينة أسوان ، وأعتزالت الحياة العامة وأكتفت بالإعتناء بالمقبرة والتى أوصت أن يتم دفنها فيها بعد وفاتها، وبالرغم من أن عمرها وقت وفاة زوجها لم يتعدى 51 عامًا كانت تتمتع بجمال ساحر وعرض عليها الزواج من كثيرين إلا أنها كانت ترفض .

وكانت البيجوم تقول عشت مع أغاخان حياة غنية لم أفارقه فيها لحظة ومنذ وفاته أعيش على ذكراه ، وفى يوليو عام 2000 رحلت البيجوم أم حبيبة لترقد إلى جوار زوجها الأغاخان على ربوة عالية فى الجانب الغربى لنيل أسوان .

جدير بالذكر أن أغاخان من مواليد كراتشي حينما كانت جزءا من بلاد الهند في 12 نوفمبر 1877، أبويه من أصل فارسي، ولم تمنحه إيران الجنسية إلا بعد أن انتخب رئيسًا لعصبة الأمم المتحدة ( من عام 1934 إلي 1937 ) حينئذ أعطته إيران جنسية أبائه قبل أن تهاجر عائلته إلي الهند منذ قرن مضي .

والمقبرة تقع على ربوة عالية بالبر الغربى للنيل فى مواجهة الجزء الجنوبي للحديقة النباتية وأختارها السلطان محمد شاة الحسيني (أغاخان الثالث) وبني مقبرة فخمة على ربوة جميلة عالية حيث تم بناؤها على الطراز الفاطمي ، وجاء أغاخان إلى أسوان فى عام 1954 بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباعه .

وعشق أغاخان والبيجوم أم حبيبه نيل أسوان وأقاموا فى فيلا تطل علي نهر النيل وهي التي أشرفت علي مراسم دفنه وجنازته وهي التي بنت له مقبرته الشهيرة والتي صممها ونفذها شيخ المعماريين العرب ورائد العمارة الإسلامية دكتور مهندس فريد شافعي أستاذ العمارة في مصر، الذي جعل من المقبرة تحفة معمارية ومزارًا يشارك له بالبنان ليبنوا له مقبرة تخلد ذكراه في المنطقة التي شفته من المـرض فصمم المقبرة على التراث المعماري الإسلامى الفاطمي بناء على رغبة أغاخان وأوصى بأن يدفن في هذه المقبرة حين مماته.

كان أغاخان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التي يجلس فيها بالورود , وتعرف أغاخان على بائعة ورود " البيجوم " و من كثرة عشقه للزهور أحب البيجوم وأحبته , فتزوجها و حولها من بائعة ورود فرنسية بسيطة إلى واحدة من أغنى أغنياء العالم .

وأجتمع الأغاخان وزوجته أُم حبيبة على حُب الورود , فقد افترقا أيضًا على حُبِه ، فكانت توضع كل يوم في التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع "رونرا بكران" داخل كأس فضي على قبر الأغا خان بواسطة أحد العمال ، وكانت تأتى الزوجة أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذى شراع أصفر حيث إن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء, ليعرف أهالي أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب وأصبحت مقبرة أغاخان مزارا سياحيا شهيرا, وتوفت أم حبيبة في يوليو 2000 ميلادية , ودفنت بجوار زوجها الأغاخان.