الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علامات خيانة الأذكياء


أنواع الخيانة مُتعددة ومختلفة فقد يخون الإنسان نفسه وربه بخيانته للعهد أو الدين وقد يخون أمانته تجاه شخص معين، أو عمله أو مجتمعه، فصور الخيانة كثيرة وتختلف باختلاف الموقف ومُسبباته ولكن من أصعبها والذي دائمًا أبدًا ما يهدد المجتمع هو الخيانة الزوجية بصورها المتعددة القديم منها والحديث.

قديمًا كانت الحياة بسيطة لا تحتوي علي الكم الهائل من التقدم والتكنولوجيا الذي نحيا به في عصرنا هذا فكانت الخيانة غالبًا ما تكون مستترة مظاهرها واضحة لحد ما، كأن تظهر بعض علامات التغير علي شريك الحياة سواء كان الرجل أو المرأة، بالإضافة إلي ملامح التوتر والقلق والغياب غير المبرر أحيانًا لأحد منهما وفِي الغالب كانت الخيانة فيما سبق خارج حدود المنزل إلا في حالات قليلة تحدث في بيت الزوجية وأحيانًا في غرفة النوم الخاصة بالزوجين وذلك يتطلب غياب الشريك المخدوع عن المنزل لفترة من الزمن تختلف ما بين قصيرة وطويلة.

واختلف الزمان وتقدمت وسائل التواصل وانتشرت منذ التسعينات من القرن الماضي وظهرت علامات جديدة وأساليب متطورة للخيانة تسمي الخيانة الالكترونية وهي تعتمد لحد كبير علي الشبكة العنكبوتية كشريك رئيسي أصبح يجمع العالم بين يدي المستخدم دون حدود مذكورة أو زمن محدد فتستطيع أن تنطلق لأي مكان بكبسة زر واحدة، وتستطيع أن تتواصل مع من تريد أيًا كان موقعه علي خريطة أطلس الدول ومهما كان بعيدًا أم قريبًا.

وازداد الأمر سوءًا بتنوع مواقع التواصل بين البشر ما بين مواقع إباحية يستطيع أي شخص أيًا كان موقعه من الوصول من خلاله إلي محترفين في بيع المتعة الزائفة التي تعتمد علي الإثارة عن بعد وتُسَهِّل التواصل مع ممثليها من كلا الطرفين نظير مبالغ مالية محددة يتم الاتفاق عليها مسبقًا فتتحول الحوارات والأفلام الجنسية إلي حقيقة ملموسة في أماكن منتشرة علي مستوي العالم بأسره ويستطيع كل راغب في ذلك اختيار الشخص المثير وفقًا لتقديره سواء كان رجل أم إمرأة.

ولَم يتوقف الأمر علي ذلك بل ازداد سوءًا بظهور مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمصاحبة والغرض الرئيسي لها هو تسهيل الوصول لشخص ما بغرض المواعدة ربما لمجرد الحديث والفضفضة وصولًا للعلاقة الكاملة ، وبالطبع أبهرت العديد من الفئات المجتمعية بمختلف أعمارهم ومهنهم وأصبحت نافذة للهروب من الواقع والحياة في عالم افتراضي مريع يُصَدِّر الوهم في المرتبة الأولي فازدادت الخيانة وبعدت المسافات بين الزوج والزوجة حتي وصلت أحيانًا إلي الانفصال.

واختلفت البرامج وتعددت حتي أصبح من السهل التعامل معها بسرية كاملة مع وضع بعض كلمات التشفير التي تمنع أي شخص من الولوج إليها عدي صاحبها الذي يعرف تلك الكلمات المشفرة، وبمناقشة ذلك الملف الخطير ، ظهر الاختلاف في العلامات التي تظهر وتدل علي وجود علاقة غير شرعية أو خيانة الكترونية علي أحد الزوجين سواء كان الرجل أو المرأة، منها الرغبة في الانفراد بالذات أو التوتر حين يقترب شريك الحياة من الشريك الخائن، وربما العصبية أحيانًا أو كثرة الطلبات للإلهاء وغيرها من العلامات الجسدية اللا إرادية التي قد تظهر علي الخائن دون أن يشعر .

وتختلف طرق التمويه وفقًا للخبرة الأمنية للفرد ، فكلما زاد العلم والرقي والذكاء كلما أصبح المرء أكثر دهاءًا عن نظرائه المبتدئين في هذا الأمر، فالشريك الخبير الذكي لا يمكن أن نلمح في عينيه نظرة قلق علي العكس تمامًا فنظراته هادئة وطبيعية وردود أفعاله منظمة، وغالبًا ما يكون شريك مريح في الحياة الزوجية، ومتعاون وودود وكثير التدليل بطريقة لا تضع أي مجال للشك أو الريبة في أمره، وقد يكون أحيانًا صريح مع شريك حياته مع تحوير الواقع ليعطي الأمر صورة طبيعية لا توحي بأي قلق أو شبهة.

وفِي الغالب ما يكون شديد الملاحظة يدرس لغة الجسد لشريك حياته باستمرار ليراقب أي تغيرات نفسية قد تطرأ عليه ليسهل عليه وضع الخطط المحكمة لتأمين أفعاله ، وقد يكون متغيرًا باستمرار فبين الحين والآخر يغير البرامج التي يستعملها ويحرص علي إخفاء علامات الظهور أونلاين حتي لا يلمحه أحد مستخدمي تلك البرامج من المعارف، وقد يستخدم اكثر من عدة موبايل بأرقام مختلفة مجهولة للعامة ، ومنهم من يستخدم اكثر من وسيلة بجانب الموبايل مثل الايباد والكمبيوتر حتي يسهل عليه التنقل متخفيًا دون أن يلاحظ شريك حياته ذلك أو يلمحه،ويمحو باستمرار الحوارات التي يخوضها مع من يقيم معهم علاقات عن طريق الانترنت.

المشكلة دائمًا ليست في المبتدئين فلديهم من السذاجة ما يُكْشَف بها أمرهم بسهولة فيسهل بذلك محاولة إدراك الموقف وحل المشكلة قبل أن تتفاقم ، المشكلة الحقيقية في الشريك الذكي الذي لا يترك خلفه أي أثر ، ويجدد من مخططات الإخفاء بين الحين والآخر ، حتي يجد نفسه مفتون بأحدي العلاقات الجديدة الأمر الذي قد يهدد حياته بعد فوات الأوان، فمهما كان المرء حريصًا ولماحًا لا يمكن أن يأمن مكر الله ولا يمكن إحكام السيطرة علي القلوب.

ونعود لنقول من جديد الزواج أساسه الثقة بين الطرفين والمودة والرحمة وحسن الاختيار من البداية، وأخطر الأشياء هو إهتزاز الصورة في عين الشريك، فإذا توغل الشك إلي القلب من المستحيل أن تعود الثقة من جديد، لذلك يجب علي كل زوجين إيجاد وسيلة للتفاهم المستمر والتوافق الدائم في العلاقة بشقيها الجسدي والنفسي حتي لا يصل الحال إلي الانقسام النفسي فيتحول أحد أو كلا الطرفين إلي أنفس حائرة تبحث لنفسها عن حياة افتراضية علي أمل الحصول علي اللذة المفقودة أو الأمان النفسي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط