الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدير الذبيدى تكتب: مملكتي

صدى البلد

أما عنِّي، فأنا عزيزُ العرشِ في مملكتي،
لا يعلو صوتٌ فوقَ إرادتي،
أمَّا قلبي فهو يسيرُ طوعَ منطقي،
ولمْ تكنْ رغبتي يومًا أسيرةَ قلبي،
أما عقلي فهو القائدُ دومًا نحوَ مطالبي،
وعزةُ نفسي دائمًا تعتلي عرشي،

فسلامًا على الدنيا وما فيها ما دمتُ أحيا بكرامتي،
وليذهبَ كلُّ شىءٍ ما دمتُ أسيرُ بثباتِ خطايا،
فالدنيا زائلةٌ ولن يبقى لي منها سوى رفعةِ رأسي،
إذًا سأحيا لأخطو نحوَ هدفي،
بل لينتصرَ حُلُمي وأكملُ طريقي بكلِّ ركيزةٍ وحِلْمٍ،

ولمْ أكنْ يومًا لأغترّ بمبدأي،
وإنَّما هو فخري بعزتي،

وأما عن كبريائي فهو طليقٌ في العلا يبتغي فقط العيشَ بسلامٍ،

وكلُّ وهمٍ زائفٍ أُلقي بهِ في بئرٍ لا نهايةَ لجوفهِ،
وأضعُ مكانَه كلَّ أحلامِ واقعي،

وما كنتُ يومًا لأرى ضعفي وأنتظرُ،
بل أنهضُ لأمحوه بكاملِ قوتي،
وإن كانَ مرادَ قلبي سيفقدُني نفسي يومًا،
سأعبرُ فوق قلبي بخطىً واثقة وأحتفظُ بنفسي عاليةً،

ولنْ أدعَ أحدًا يشرعُ في تحطيمِ مبادئي،
فما خُلقتُ ليهزمَني بشرٌ،
فأنا لا أخطو في ظلهم،
وإنَّما أسيرُ في ظلِّ ربِ العلا،

ولا يوجدُ في قاموسي معنى لكلمة هزيمةٍ،
فمنهجي الدائمُ هو "كلُّ خسارةٍ بدايةُ جولةٍ رابحةٍ"،

ليسَ ذاكَ غرورًا مني بعزتي،
وإنَّما هو عقلي الناطقُ بحريتي،
وليسَ تكبرًا مني أنْ أعتزَ بنفسي،
ولكنَّ حقَها عليَّ يدفعني لأعتلي بها،

والآن أدعو كلَّ مشتتٍ بين ثنايا قلبِه،
وأنادي كلَّ شريدٍ يبحثُ عن خيطِ النجاةِ،
اجعلْ طموحَكَ في مقدمةِ أفكارِكَ،
وارسمْ حُلُمَكَ على ناصيةِ طريقِكَ،
أبدعْ في تلوينِ ذاكَ الحلمِ جيدًا،
ولا تدعْ أحدًا يسلبُكَ قوتَكَ في تحقيقِه،

دعْ شمسُكَ تشرقُ في سماءِ أمنياتِكَ،
واجعلْ لكَ قمرًا يضئ عتمةَ طريقِكَ إذا تعثرتَ،
ولا تحسبنَّ التعثرَ نهايةَ مسارِكَ،
بل اتخذْ منه شعاعًا يعينُكَ على إكمالِ رحلتِكَ،

وسأظلُّ أكررُ ما حييتُ أنني المتحكمُ في شراعِ سفينتي،
فلا سلطةَ لأحدٍ على أفكاري،
وليسَ من شأنِ أحدٍ أنْ يرسمَ لي طريقًا غيرَ الذي تمناهُ قلبي،
ليسَ من سلطةِ أحدٍ أنْ يطمح لي بأحلامٍ لا يرغبُ بها عقلي،

لمْ تكتملْ مملكتي بعد،
ولكنني الآنَ أواصلُ رحلتي،
فاللهمَّ طاقةً أصعدُ بها لأحلامي....