الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل حلفائك خانوك .. أردوغان يخشى السقوط في مصيدة أوغلو

أحمد داود أوغلو -
أحمد داود أوغلو - رجب طيب أردوغان

أعلن أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي السابق الذي كان حليفا للرئيس رجب طيب أردوغان، إطلاق حزبه الجديد الذي يهدف إلى معارضة سياسة "عبادة الشخصية".

وقال أوغلو خلال احتفالية لإطلاق الحزب في أنقرة: "كحزب، نرفض أسلوب السياسة التي يتم فيها عبادة الشخصية وموظفين سلبيين".

وأوغلو صاحب الـ60 عاما تولى رئاسة الحكومة التركية في الفترة بين 2014 و2016 بعدما شغل حقيبة الخارجية، قبل أن ينشق عن أردوغان الذي يحكم تركيا منذ 16 عاما تفريبا.

قدم أوغلو طلبا لتسجيل الحزب الجديد باسم "حزب المستقبل"، وخلال حديثه تجاهل أوغلو الإشارة إلى أردوغان بالاسم، لكنه انتقد السلطات الممنوحة للرئاسة والتعديلات الدستورية الأخيرة.

وأكد أوغلو عدم إمكانية إنشاء مجتمع ديمقراطي في ظل هذا النظام، وذلك عقب انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان.

ما الذي يخشاه أردوغان؟

يرى مراقبون أن أوغلو يحاول استمالة الناخبين خاصة المسلمين المحافظين لتأييد حزبه الجديد، منتقدا سياسات نظام أردوغان وفرض رقابة على الصحافة.

كما أكد أوغلو أن حزبه سيدافع عن حقوق الأقليات وسيادة القانون وحرية الصحافة والقضاء المستقل، مشيرا إلى تدهور الحقوق المدنية خلال حكم إردوغان.

وأوضح أن حزبه يرفض ممارسة السياسة على أساس "عبادة الشخصية"، معتبرا أن الطريقة الجارية لا تفي بمعايير الديمقراطية، وشدد أوغلو على أهمية تقاسم السلطات وإنشاء دستور جديد.

واعتبر أوغلو كبير الدبلوماسيين ومهندس السياسة الخارجية لأنقرة، إلا أن أردوغان أجبره على الاستقالة عام 2016 بسبب خلافات بين الرجلين على ملفات عدة، خاصة عقب تعديل الدستور بهدف تعزيز سلطات رئيس الدولة.

إلا أنه خرج عن مصته مؤخرا، وبدأ في انتقاد أردوغان ونظامه، لكن أوغلو ليس الوحيد الذي انشق عن حزب أردوغان، حيث أعن علي باباجان الذي كان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للاقتصاد خلال حكم اردوغان، انه سيطلق حزبه في الاسابيع المقبلة.

ويأمل معارضو اردوغان أن تساهم هذه الاحزاب المعارضة في إضعاف حزب العدالة والتنمية الذي تعرض لهزيمة قاسية في آخر انتخابات بلدية، على خلفية الوضع الاقتصادي المتدهور، حيث خسر الحزب الانتخابات في أنقرة واسطنبول التي سيطر عليها لنحو 25 عاما.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن أردوغان يشعر بقلق بالغ من أن علي باباجان ووزير الاقتصادج قد يعلن أيضًا عن إنشاء حزبه قبل نهاية العام.

كما يخشى الرئيس التركي خسارة قاعدته الشعبية التي تتقلص يوما بعد يوم نتيجة سياساته الخاطئة، حيث أظهرت استطلاعات رأي أولية أجريت قبل الإعلان رسميا عن إنشاء الحزب، أن أوغلو يحظى بدعم شعبي تبلغ نسبته 3,4%، بينما يحظى حزب باباجان بدعم يقارب 8% بحسب تقارير إعلامية.

وبما أن الأوضاع في تركيا تزداد صعوبة يوما بعد يوم، وفي ظل إصرار أردوغان على الدخول في نزاعات مع الجميع من أوروبا إلى الولايات المتحدة إضافة إلى الدول العربية، فقد يفقد أردوغان جزء كبير من أنصاره حتى ولو بنسبة قليلة، لكن تلك الأحزاب الجديدة بالطبع تمثل تهديدا لانفراد أردوغان بالسلطة.