الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد العال البنداري يكتب: حرب الشائعات ودفاعات القوة الناعمة

صدى البلد

الشائعات انتشرت مؤخرا انتشارا كبيرا لدرجة أن المركز الإعلامي بمجلس الوزراء رصد أكثر من 21 ألف شائعة في ثلاثة شهور ورد على 90% منها، وخطورة الشائعات أنها تدمر أوطان وتخرب بيوت، وتثير الفتن حتي بين العائلات وتنشر الخراب والدمار.


الشائعات هي تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الواقع، يحتوي على معلومات مضلِّلة، باعتماد المبالغة والتهويل في سرده، وهذا الخبر في الغالب يكون ذا طابعٍ يُثير الفتنة ويُحْدِث البلبلة بين الناس؛ وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العامّ تحقيقًا لأهداف معينة، على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول، أو النطاق العالمي أجمعه.

وقد حرَّم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في 
الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾،ومؤخرا تشكلت كتائب الكترونية لنشر الشائعات .

وتاريخ الشائعات حافل بخاطرها وأقدمها والتي منها واقدمها شائعة مقتل الرسول صلي الله عليه وسلم في غزوة أحد وكان الجميع يقاتل حول المصطفى صلى الله عليه وسلم، فجاء مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو يحمل راية المهاجرين، وقاتل قتالًا شديدًا حول المصطفى صلى الله عليه وسلم فقطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت شماله، فبرك على الراية رضي الله عنه وأرضاه وهو قابض عليها بعضديه، وجاء المشركون من خلفه وقتلوه، فسقط على الأرض وهو يقول
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل].


وكان مصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه شديد الشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم، فظن المشركون أنهم قتلوا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقال ابن قمئة قتلت محمدًا، قتلت محمدًا، وانتشر الخبر في أرض المعركة بكاملها، فكان هذا الخبر مأساة على المسلمين، وهكذا أشيع أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قد قتل، فالأمر لا يمكن أن يتخيلوه أبدًا، فإنهم لا يستطيعون أن يعيشوا بدون الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف ينقطع الوحي؟.. كيف لا تتم الرسالة؟ كيف؟ كيف؟ ظهرت أسئلة كثيرة في أذهان الناس، وأحبط كثير من المسلمين في أرض القتال.

ووصل الإحباط بالبعض إلى أن جلس على أرض المعركة دون قتال، القتال دائر من حوله وهو لا يرفع سيفه ليدافع حتى عن نفسه، 
والشائعة الأخري التي كان يرددها العدو الصهيوني بأن الجيش الاسرائيلي لايقهر ولايهزم وظل يردد هذه الشائعة لنشر الاحباط والانهزامية بين قوات الجيش والشعب المصري الي ان قامت قواتنا المسلحة بهزيمة القوات الاسرائيلية التي لاتقهر في حرب اكتوبر 1973 وضحدت وكشفت زيف القوات الاسرائيلية التي لا تقهر.

والشائعة الأخري الخطيرة في العصر الحديث شائعة صدور قرار من وزير الداخلية اللواء احمد رشدي الاسبق بالمد سنة لخدمة جنود الامن المركزي لتصبح من ثلاث سنوات إلي أربعة سنوات مما أدي إلي تمرد جنود الأمن المركزي وقيامهم بثورة عنيفة دمروا وحرقوا وخربوا الكثير من المنشئات بسبب شائعات لا أساس لها من الصحة وهناك آلاف الشائعات كان آخرها توصيل المياة لسيناء خاصة لبالوظة ورمانة ببئر العبد تمهيدا لتوصيلها لاسرئيل .

وشائعة تسريح 3 ملايين موظف طبقا لقانون الخدمة المدنية وغيرها الكثير والكثير والكثير من الشائعات، الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهورنظم ندوةتثقيفية عن دور القوة الناعمة في التصدي للشائعات بقاعة المؤتمرات بكلية التربية، وبحضور ومشاركة السيد اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية رئيس جهاز امن الدولة الأسبق والخبير الأمني واللواء رضا فوزي نائب مدير الكلية الحربية السابق والدكتورمحمد محمود المتحدث الرسمي للجامعة وعدد كبير من الزملاء الصحفيين والإعلاميين.

وقد أوصت بأهمية القوة الناعمة الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والفنانين والخبراء في سرعة الرد والتوضيح بالحقيقة ومواجهة الرأي بالرأي والحجة بالحجة خاصة بعد انتشار الشائعات بصورة كبيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

والقوة الناعمة هي نظرية استخدمها جوزيف ناي نائب وزير الدفاع الأمريكي عام ٢٠٠٤ والتي تنص علي استخدام الجذب والضم دون الإكراه او استخدام القوة كوسيلة للإقناع، لكن في الأصل ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اول من استخدم القوة الناعمة منذ آلاف السنين في نشر الدعوة الاسلامية والذي خاطبه ربه بقوله سبحانه وتعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة والحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.


وقوله سبحانه لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك: إذا نحن من علمنا العالم القوة الناعمة بعيدا عن الغلو والتطرف، والمعلومات الحقيقية وتوفرها فورا للرد على الشائعات هي وحدها القادرة علي التصدي للشائعات في مهدها وفرملة انتشارها، ومواجهة حرب الشائعات بمدفعية القوة الناعمة.