الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر ترفع شعار الدبلوماسية أولا في الازمة الليبية.. وتوجه رسائل رئاسية للاتحاد الأفريقي.. ووزير الخارجية يواصل اتصالاته مع الشركاء.. وتدعو المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته

نائب وزبر الخارجية
نائب وزبر الخارجية خلال تسليمه رسالة من الرئيس السيسي

* القاهرة تستضيف وزراء خارجية قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا الأربعاء
*رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا: 
القارة الأفريقية أول من سيعاني من تداعيات الأزمة
* دعم مصري كامل لمسار عملية برلين
* السفارة الأمريكية في طرابلس تحذر حكومة الوفاق من الميليشيات كأحد أسباب الصراع في ليبيا


لا تزال الدبلوماسية المصرية تسعى جاهدة لوقف التدخل العسكري التركي في ليبيا، محذرة من تداعيات هذا التدخل على العملية السياسية هناك وتبعات هذا القرار من تهديد استقرار المنطقة وكذلك توطين العناصر الإرهابية في شمال أفريقيا بما يهدد أوروبا والشرق الأوسط بالكامل.

وتطالب مصر المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه الشعب الليبي، بعد أن أسقط في يد حكومة تعمل لصالح ولاءات أيدلوجية للخليفة العثماني أردوغان وعانى من تأثيرات الضربة العسكرية للناتو وقرار مجلس الأمن بحظر السلاح على الجيش الوطني الليبي.

اجتماع خماسي

ويستضيف وزير الخارجية سامح شكري، يوم الأربعاء بالقاهرة، اجتماعًا تنسيقيًا وزاريًا يضم وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، وذلك لبحث مُجمل التطورات المُتسارعة على المشهد الليبي مؤخرًا، وسُبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود؛ بالإضافة إلى التباحث حول مُجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط.

وأكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الأسبوع الماضي، خلال مقابلة تليفزيونية، أن القاهرة ستشهد مطلع شهر يناير المقبل قمة رباعية تضم كلا من وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص وفرنسا.

وستناقش القمة الاتفاق التركي الليبي الأخير بتفعيل مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والبحري بين الجانبين، والتي وقعتها حكومة الوفاق الليبية بقيادة فائز السراج مع تركيا.

وتعد كل من فرنسا ومصر من أشد الداعمين للمشير خليفة حفتر، ومن جهته وجه المشير خليفة حفتر الشكر للحكومة الفرنسية على تسليمها معلومات تخص المجموعات الإرهابية في ليبيا، بما يعد من ثمار التعاون بين الجانبين الليبي والفرنسي، كما زار وفد إيطالي المشير خليفة حفتر فيما يعد تحولا في الموقف الإيطالي، حيث إن الحكومة الإيطالية كانت تدعم فائز السراج.

رسالة السيسي للاتحاد الأفريقي

وشهد هذا الأسبوع تحركات مكثفة من جانب رجال الخارجية بتكليف من رئاسة الجمهورية حيث سلم السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أخيه الرئيس "دنيس ساسو نجيسو"، رئيس جمهورية الكونغو برازافيل ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا.

وقد أعرب الرئيس "ساسو نجيسو" عن تقديره للدور الذي يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز السلم والأمن على الساحة الأفريقية، وخاصةً خلال فترة توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، كما أكد حرص لجنة الاتحاد الأفريقى رفيعة المستوى حول ليبيا على الاضطلاع بالدور الرئيسى في منع التصعيد الحالي في ليبيا باعتبارها دولة أفريقية، وأن القارة الأفريقية هي أول من سيعاني من تداعيات الأزمة.

اقرأ أيضا:

وعُقد أمس الأحد بمقر وزارة الخارجية،اجتماع لإحاطة عدد من السفراء الأوروبيين والسفير الأمريكي لدى القاهرة بالموقف المصري من تطورات الأوضاع على الساحة الليبية لاسيما الخطوة الأخيرة المُتعلقة بالتفويض الذي منحه البرلمان التركي لإرسال قوات تركية إلى ليبيا.

وقام السفير مُعتز زهران مساعد وزير الخارجية، وعدد من المسؤولين المعنيين بالوزارة بالتأكيد على ما تُمثله خطوة البرلمان التركي من انتهاك لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ، وبالأخص القرار (1970) لسنة 2011 الذي أنشأ لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة لجنة العقوبات، فضلًا عن التحذير من تداعيات أي تدخل عسكري تركي في ليبيا على مسار التسوية الشاملة في ليبيا واستقرار منطقة البحر المتوسط.

هذا، وتضمّن الاجتماع التأكيد على عمل مصر الدؤوب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي، ودعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياته بشكل عاجل في التصدي لتلك التطورات المنذرة بالتصعيد الإقليمي والتداعيات السلبية.

اتصالات مكثفة

وواصل سامح شكري، وزير الخارجية، اتصالاته المكثفة مع الشركاء الدوليين حول التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الليبية، حيث أجرى الأسبوع الماضي اتصالات هاتفية مع كل من "لويجي دي مايو" وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، و"جان-إيف لودريان" وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي.

وفي تصريح للمستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، ذكر أنه تم التأكيد خلال الاتصالات على رفض أي تدخُل عسكري في ليبيا، وتم الاتفاق على ما يمثله التصعيد الأخير من قبل الجانب التركي في ليبيا من خطورة على أمن وسلم المنطقة بأسرها. كما تم التشديد على ضرورة دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا، بما في ذلك عبر الحفاظ على فرص التوصُل إلى تسوية شاملة من خلال عملية برلين ودعم الجهود الأممية ذات الصلة.

كما أجرى اتصالات مع كلٍ من سكرتير عام الأمم المتحدة ومستشار الأمن القومي الألماني والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي؛ وقد تم التأكيد خلال هذه الاتصالات على رفض التصعيد في ليبيا من قِبَل تركيا وضرورة تفعيل كل الآليات الممكنة للحيلولة دون حدوث أي تدخُل في ليبيا بما يخالف القانون الدولي، فضلًا عن أهمية العمل للحفاظ على فرص التوصُل إلى حل سياسي من خلال عملية برلين التي تم التأكيد على دعمها الكامل خلال تلك الاتصالات.

السفارة الأمريكية في ليبيا تحذر 

من جانبها قالت صفحة سفارة الولايات المتحدة في ليبيا، إن اجتماعًا عقد الجمعة، لخبراء أمريكيين مع ممثلين عن حكومة الوفاق الوطني لتحديد خطوات ملموسة للقضاء على الميليشيات، كواحدة من القضايا الأساسية التي تكمن وراء الصراع في ليبيا.

وتابعت الصفحة أن الولايات المتحدة ثمنت استعداد حكومة الوفاق الوطني لمعالجة هذه القضية، وأنها ستظل على اتصال عميق مع جميع الشركاء الليبيين أثناء تنفيذهم لتدابير تهدف لإزاحة هذه الجماعات العنيفة.

وشددت الصفحة على أن هذه المحادثات تأتي في وقت يهدّد فيه التدخل الأجنبي السام بتقويض سيادة ليبيا وسلامة أراضيها وتصعيد الوضع إلى صراع إقليمي أوسع.

وأضافت أنه لا تزال الولايات المتحدة على قناعة بأنّه لا يمكن تحقيق الاستقرار على المدى الطويل إلا من خلال إنهاء الصراع، والعودة إلى التفاوض السياسي، وإنشاء حكومة موحدة قادرة على توفير الأمن والازدهار للشعب الليبي ومنع الإرهابيين من إيجاد ملاذ آمن في ليبيا.

ونوهت السفارة إلى أن هذه المحادثات تعتبر بمثابة أساس لمناقشات مستقبلية بين جميع الأطراف الليبية حول سُبل الحدّ من الدوافع الأساسية للنزاع الليبي المستمر ودعم المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.