الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: مثلث برمودا الجزء الحادي عشر‎

صدى البلد

الجزء الحادي عشر
تلقى الضابط ياسين تعليمات رئيسه " اللواء سليم " بيقظة ثم بدأ في تنفيذها بهمة ونشاط متجاهلًا ما يدور برأسه من فكر يكاد أن يحطمها، لكنه في الحقيقة لن يستطيع الصمود أمام فضوله الجامح، فما يحدث غير مقبول من وجهة نظره؛ لأنه من الطبيعي أن تخضع العناصر الإجرامية المقبوض عليها للتحقيق أولًا كما هو المتبع دائمًا قبل الدفع بهم لتنفيذ عمل مضاد.

استعمال العناصر الإرهابية المقبوض عليها في عمليات لصالح البلاد. لا يمكن أن يتم قبل الانتهاء من مرحلة التحقيق واستخراج ما لديهم من معلومات قد تكون في غاية الأهمية؟
توجه ياسين لرئيسه بالسؤال حول ذلك الأمر.
لماذا تم تجاوز مرحلة التحقيق معهم بهذه السهولة؟
ابتسم اللواء قبل أن يجيب مساعده، ولكن بسؤال أخر.
هل تعتقد أن تلك المرحلة يمكن تجاوزها؟
ياسين يعلم مدى دقة اللواء سليم في اتباع القواعد والحرص على عدم تجاوزها ، فأجاب بكل ثقة " أنا لا أعتقد ذلك "
لكني لا أجد تفسيرًا منطقيًا لما يحدث، غير أن هناك جزءًا قد يكون كبيرًا من الحقيقة غائب، لا أعلمه.

بدأ اللواء في الإجابة عن سؤال معاونه؛ كي يطمئن قلبه،
ويتمكن من السيطرة على ما يراوده من أفكار قد تؤثر على انتاجه في تنفيذ ما يطلب منه.

" أعلم جيدًا يا ياسين أن ما تعلمه عن المهمة لن يكون مقبولًا؛ فصيد ثمين كهذا لا يمكن التضحية به مهما كانت المغريات،
لذلك سوف أدعوك الأن للاطمئنان والتوقف عن التفكير في هذا الأمر، ولكن أولًا يجب أن أطلعك على الحقيقة كاملة ".
ياسين: وما هي الحقيقة؟
أخبره اللواء سليم بأن وجود آدم ومجموعته هنا للعلاج من الإصابات أثناء العملية فقط، بينما المجموعة التي ستقوم بتنفيذ العملية تم القبض عليهم من قبل وانتهى التحقيق معهم قبل تسعة أشهر، تبين من خلال تلك التحقيقات أنهم مجرد أدوات فقط، كما تم التأكد من عدم صلتهم بالخلية المستهدفة في سيناء، وهذا بالضبط ما نريده؛ حتى لا يتعرف عليهم أحد.
الفكرة التي يعمل عليها ماجد موجودة منذ وقت ليس بالقليل
وتمت دراستها بالفعل، لكن تنفيذها يحتاج إلى معلومات دقيقة
عن خلية سيناء حتى نضمن اختراقها، وهذا بالفعل ما حدث، فقد تم جمع الكثير منها ولكن ما يملكه آدم برمودا ومن معه
من معلومات عن خلية سيناء يضمن نجاح العملية بنسبة كبيرة.
ياسين: لكن القبض على آدم لم يكن هدفنا الرئيسي أثناء الإعداد للهجوم على المجموعة المسلحة بالخارج.
اللواء سليم: هذا صحيح، ولكن ما المانع أن نستفيد من وجوده؟
متنساش اننا طلعنا بمعلومات مهمة جدًا عن خلية سيناء من الولد اللي هيتعدم بكره هو كمان، يعني كل عنصر نقبض عليه بيكون له أهمية خاصة وأي معلومة مهما كانت صغيرة هتساعدنا

قام اللواء سليم بتوجيه سؤالٍ يعرف إجابته؛ لكن الهدف منه هو لفت انتباه ياسين لأمر هام " تعرف من هو آدم برمودا؟ "

أن السبب وراء إطلاق اسم برمودا عليه هو تنقله كثيرًا بين العديد من الدول والتنظيمات الإرهابية، فتكونت لديه ثروة معلوماتية كبيرة عن التنظيمات والأفكار، تمكن من خلالها قراءة التنظيمات جيدًا من حيث العقيدة الفكرية والفقه السياسي الذي يستهدف به أصحابه هدم النظم والأوضاع القائمة كما يعلم الطرق والوسائل اللازمة لتحقيق أهدافهم الخسيسة، بينما هو مازال غامضًا بالنسبة للجميع تمامًا كالمنطقة الشهيرة في المحيط الأطلسي التي تعرف بـ مثلث برمودا، ولهذا كان هذا هو الاسم الأنسب له.
توقف اللواء عن الحديث برهة قبل أن يتوجه بالسؤال التالي:
لكن هل تعتقد نجاح تجربة ماجد يا ياسين؟
لم يجد ياسين صعوبة في الرد؛ لأنه يعرف الدكتور ماجد جيدًا،
فأجابه دون تردد " طبعًا يا افندم بإذن الله "
سعادتك عارف الدكتور ماجد كويس وعارف إن دماغه تتاقل بالدهب، والأهم من كل ده إن المجموعة اللي بيشتغل عليها الدكتور ماجد يمكن التضحية بها زي مـ سعادتك قولت من شوية أنهم مجرد أدوات.
عقب اللواء سليم على حديث ياسين الواثق في قدرات ماجد
" التجربة دي هتكون أول تجربة من نوعها في العالم، ولو نجحت هتخلصنا من مشاكل كتير إحنا في غنى عنها،
لكن مش لدرجة اننا نضحي بأي عنصر تحت إدينا؛ الموضوع مش سهل للدرجة دي يا حضرة الظابط.

وكان الإرهابي برمودا ومن معه من المقبوض عليهم قد تم ايداعهم في مستشفى تابع للمخابرات للاستشفاء من إصابات طفيفة قد لحقت بهم أثناء مهمة القبض عليهم بعد العودة من القاعدة العسكرية بصحبة الدكتور ماجد الذي يعمل على تجربة فريدة من نوعها وغير مسبوقة.
هذه التجربة سوف تساعد القوات في الدخول بين الخلايا الإرهابية في سيناء والقضاء عليها بالكامل إذا تكللت بالنجاح.

لذلك فإنه من المنطقي أن تولي القيادة السياسية أهمية كبرى لتلك العملية، ومتابعة ما يجري خطوة بخطوة، وبالطبع فإن هذا الاهتمام يعطي دفعة قوية للقائمين على تنفيذ العملية، وحافزًا كبيرًا للدكتور ماجد الذي يقضي معظم وقته في العمل؛ حتى يتمكن من تحقيق حلمه في القضاء على الإرهاب وتنفيذ وصية جده التي عجز والده عن القيام بها ، فقام الأب بنقلها عنه إلى ولده " الدكتور ماجد ".

طلب اللواء سليم من ياسين – مساعده وعضو فريقه أن ينصرف لمتابعة ما يجري، وتفقد أحوال المجموعة المعنية بتنفيذ المهمة تحت رعاية الدكتور ماجد، ثم طلب منه قبل الانصراف إيصال رسالة هامة للدكتور ماجد، سوف تلهب حماسته، وتفتح شهيته إلى العمل" قول لماجد عارف منسي هيتعدم بكره".