الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبودية وتحرش جنسي وخوف من الفضيحة.. هكذا يعيش الحريديم في إسرائيل

صدى البلد

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية حاخاما يبلغ من العمر 60 عاما، بتهمة استعباد النساء والأطفال في القدس. وقالت إن المحكمة مددت بسبعة أيام فترة اعتقال حاخام ستيني بشبهة احتجاز عشرات النساء والأطفال (من جيل سنة حتى 5 سنوات)، في ظروف استعباد في احد احياء القدس خلال سنين طويلة. وأشارت إلى أن الحاخام يواجه اتهامات أيضا بمنع النساء من التواصل مع أقاربهن وأفراد عائلاتهن واستغلالهن جنسيا وماديا.

ولفتت إلى أن الشرطة اعتقلت 8 نساء بشبهة مساعدة هذا الحاخام. وطلبت الشرطة تمديد فترة اعتقالهن بخمسة أيام حتى استكمال الإجراءات القانونية بحقهن. ونقلت الهيئة عن المشتبه به قوله: "إن هذا افتراء, ولا يملكون أي دليل ضدي"، على حد تعبيره.

وكشفت التحقيقات الجارية والبلاغات التي قدمت الى وحدة الغش والخداع في لواء القدس أن الحديث يدور عن مأوى ضيق جدا ويحوي عشرات النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة. كما أفادت التحريات أن المشتبه ارتكب جرائم مختلفة بحق النساء واطفالهن على مدار سنوات طويلة.

ما قام به الحاخام المذكور لا يمثل إلا أنموذجا مصغرا من معضلات اجتماعية وثقافية تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها عاجزة عن التعامل معها بسبب ما يفرضه المجتمع الحريدي حول نفسه من شرنقة تكاد تجعله معزولا عن بقية مكونات المجتمع الإسرائيلي الممزق بطبعه.

وتكشف مذكرة قدمت للجنة الطفولة في الكنيست الإسرائيلي، مؤرخة في 20 يوليو 2016، أن المجتمع الحريدي ينغلق على نفسه لأسباب تاريخية واجتماعية وأيديولوجية. كما أن أوامر الشريعة لها تأثير كبير على سلوك أعضاء هذا المجتمع، الذي يفضل معالجة قضايا التحرش الجنسي داخليًا، والتكتم عليها، خوفًا من الفضيحة، وعزوف الشباب عن الزواج بأبناء العائلة التي تحدث فيها مثل هذه الواقعة. وتشير المذكرة، التي أعدها مركز البحث والمعلومات بالكنيست، إلى أن بعض الحريديم بدأوا بكسر الصمت، وتقديم شكاوى لدى تعرض أبنائهم للتحرش الجنسي. فشهد عام 2014، تقديم 60 شكوى شهريًا، لحوادث تحرش جنسي داخل المجتمع الحريدي.

تقول مديرة مركز مساعدة النساء والأطفال المتدينين "تاهيل"، دافي جروس، إن نحو 60% من الأشخاص الذين توجهوا إلى المركز طلبًا للمساعدة، ينتمون إلى القطاع الحريدي. وبحسب "لوبي المرأة في إسرائيل"، وهي جمعية اجتماعية تهدف لدعم حقوق المرأة ومناهضة التحرش الجنسي: عام 2000 تم التقدم بنحو 25250 شكوى تتعلق بالتحرش الجنسي. وارتفع الرقم إلى 29935 عام 2001، وفي عام 2005 وصل الرقم إلى 33424. وعام 2010، ارتفع إلى 39830، بزيادة قدرها 7858 شكوى مقارنة بعام 2000. بينما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن طفلًا من كل 5 في إسرائيل تعرض لاعتداء جنسي.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نتيجة دراسة مفادها أن طفلًا من كل 7 أطفال يتعرض للاعتداء الجنسي داخل الأسرة. وقالت البروفيسور روث وولف، أستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة بار إيلان، للصحيفة، إن معظم ضحايا الاعتداءات الجنسية داخل الأسرة هم من الفتيات، و15% من هذه الاعتداءات، تتم على يد سيدات وليس على يد رجال. وتوضح الصحيفة في تقرير آخر أن 50% من الفتيات اللواتي يتوجهن إلى جمعيات مناهضة التحرش والعنف الجنسي من القطاع الحريدي، تراوحت أعمارهن بين 18 و25 عامًا.