بمجرد أن تقع عيناك عليهم تشعر أنك عُدت بالزمان عشرات العقود، عمائم الأزهر قد عادت لسابق مجدها، وطلابه قد اكتسوا بردائه لا فرق بين عالم أو تلميذ أو صغير أو كبير، فالجميع تعلو وجهه الابتسامة بالعودة الزي الأزهري.
بين جمع من تلاميذه داخل أحد المعاهد الأزهرية، وقف الشيخ سعيد أحمد، رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية بالفيوم، تبدو على وجهه علامات الرضا كأنه حقق أسمى غاياته، وشاهد طلابه يرتدون الزي الأزهري، في خطوة لعودة طلاب الأزهر لسابق مجدهم، وكأنه ينشد بيت الشعر الذي يزين جدران الكثير من المعاهد الازهرية «هنيئا أزهر المجد التليد فأنت لدينا الراعي الحنون.. سموت على الورى دنيا ودينا كما في نيونى قد فاق نون».
مبادرة عودة العمامة الأزهرية انطلقت من الفيوم، ضمن المبادرات التي تطلقها المنطقة الأزهرية بالفيوم، وتهدف إلى عودة الزي الأزهري مرة أخرى للمعاهد والمدارس الأزهرية.

ضياع هوية الزي الأزهري بين طلاب المعاهد الأزهرية، دفع رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الفيوم الأزهرية، لعقد اجتماع مع مديري الإدارات التعليمية بالمناطقالأزهرية، واتخذوا قرارا بعودة الزى الأزهرى بالعمامة والروب إلى سابق عهده، على أن يتم البدء بمرحلة رياض الأطفال.

تنفيذ الفكرة سرعان ما حظى بالتفاعل الكبير من الأسر لتوفير الزي الأزهري لأبنائها، بجانب المشاركة المجتمعية من قبل العديد من رجال الأعمال بالتطوع في شراء الزي الأزهري لغير القادرين من الطلاب، بجانب المتطوعين من أبناء المحافظة لتوفير الزي لجميع الطلاب.

فكرة المبادرة سرعان ما أعجبت كثيرا من المتطوعين من أبناء القرية، والذين ساهم كل فيما يخصه، حتى كان من بينهم من ينسق مع رجال الأعمال لدعم توفير الزي الأزهري للطلاب غير القادرين، ومنهم من يعمل على الاتفاق مع مصممي الأزياء لتفصيل الروب والعمامة الأزهرية للطلاب غير القادرين على شرائها وتوفيرها لهم بالمجان، في محاولة من الجميع لعودة الطالب الأزهري لسابق مجده وعهده.